سادس وسابع محرم الحرام في مكتب المرجع الشيرازي والحجة والعصمة محور المجلسين

:. عقد مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوراف في كربلاء المقدسة مجالسه الحسينية لليومين السادس والسابع من شهر محرم الحرام 1434 للهجرة بعد تواصل منذ الأول منه.

مجلس اليوم السادس استهل بتلاوة قرآنية معطرة ومن ثم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ وائل البديري وقد استمده من قول الإمام علي الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة: «.. وحجج الله في الدنيا والآخرة والأولى».

وعقّب قائلاً: ان اهل بيت العصمة عليهم السلام هم حجج الله تعالى في العالم الأول «الذر» وعالم الدنيا وعالم الآخرة، وهذا اعتقاد الفرقة الحقة، مع ان الأمام الصادق عليه السلام ورد عنه: «ان لله تعالى اثنى عشر عالماً ونحن حجج الله على هذه العوالم».

فكيف يمكن الجمع بين الكلامين بأن هنالك عوالم أم هي الثلاث التي ذكرت في كلمات الإمام الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة، وعوالم متفرعة عليها من عالم الاصلاب والنطفة والأرحام وهكذا..

كما وأشار الى ان اهل البيت عليهم السلام حجج الله تعالى لا على الإنسان فقط بل على جميع ماخلق سبحانه وتعالى وكما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «ما من شيء آدمي او بشري او ملك او نبي الا ونحن حجج الله عليه».

بعد ذلك بحث في كيفية تعقل انهم سلام الله عليهم حجج على كل ما خلق الله حتى الجماد؟ وأجاب بان القرآن العظيم صرح لنا بأن كل شيء يسبح لله تعالى ولكن لا نفقه ذلك قال تعالى: (وَإِن مِن شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) الاسراء:44، وعليه توجد هنالك امور غيبية ما وراء ادراكنا لا يمكن لنا ادراكها فهي فوق قدرة عقولنا، لكن اهل بيت العصمة والرسالة عليهم السلام قدراتهم تفوقنا بكثير بل لا يوجد مجال للمقايسة.

ومن ثم تحدث حول عالم الذر واخذ الميثاق الخاص والعام من قبل الله تعالى من الخلق حيث اخذ من النبيين خاصة ومن الخلق عامة وكان اول من اجاب هو رسول الله صلى الله عليه وآله وفق ما ورد في الاثر الشريف عنهم سلام الله عليهم.

:. أما مجلس اليوم السابع فقد تمحور حول قول الإمام عليه الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة: «وعصمكم من الزلل وآمنكم من الفتن».

فقال فضيلة الخطيب الشيخ وائل البديري: العصمة في المعصومين سلام الله عليهم هي استحالة وقوع المعصية منهم. بمعنى استحالة وقوعية وهذا ينافي الجبر بمعنى ان االمعصوم قادر على المعصية لكن لا تتصور بحقه ولا تقع منه.

وأضاف: واقع الحال يدعونا الى عدم نصب الادلة والبراهين على عصمة المعصومين عليهم السلام كوننا من المؤمنين بعصمتهم اصلا والدليل يحتاج اليه في حال عدم الايمان، لكن ربما ياخذنا الفضول بناحيته الايجابية الى معرفة العصمة وكيفيتها.

العلماء وذوي الاختصاص صنفوا العصمة الى صغرى وكبرى واشترطوا في الاولى مجاهدة النفس وتهذيبها للحصول على هذه العصمة أما الكبرى فانها من الله سبحانه وتعالى اي بالارادة الالهية التكوينية لا التشريعية فان غاية الشريعة هي تطهير جميع المسلمين بلا استثناء وتكاملهم.

ومن ثم بحث حول شبه الجبر وخلاصته: ان الله سبحانه بارادته التكوينية طهر وعصم اهل البيت عليهم السلام لذا فانهم لا يعصون.

واجاب بانهم ليسوا مجبرين على عدم العصيان بل انهم قادرون على ذلك لكن لا يعصون، واستدل لذلك بما ذكر بالقران الكريم من قصة يوسف الصديق عليه السلام مع امراة العزيز حيث طلب من الله تعالى ان يعصمه ويبعده عن كيد نساء مصر قال تعالى: (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَ وَأَكُن مِنَ الْجَاهِلِينَ) يوسف:33.

فنلاحظ ان يوسف الصديق عليه السلام رغم عصمته طلب من الله العون بان يبعده عن كيدهن حتى لا يصبوا ويكون من الجاهلين وهذا يعني انه له القدرة على العصيان لكنه لم ييعص الله وهذا يثبت لنا الاختيار وينفي الجبر.

كذلك بحث مسألة تجسم الاعمال وايمان الطائفة الحقة بها ومن ثم ختم المجلس بذكر جوانب من واقعة الطف الاليمة لا سيما فيما يتعلق ببطل الطف الخالد سيدنا ابي الفضل العباس بن امير المؤمنين عليهم السلام ومدى التضحية التي قدمها والاخلاص الذي كان يتميز به في سبيل نصرة الاسلام والامام المظلوم سيد الشهداء الحسين عليه السلام.