![]() |
|||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي يواصل عقد مجالسه الحسينية لليوم الثاني والثالث على التوالي
:. واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة عقد مجالسه الحسينية إحياءاً لذكرى عاشوراء التضحية والفداء والإصلاح لهذا العام 1434 للهجرة. مجلس اليوم الثاني من محرم الحرام استهل بتلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ومن ثم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ وائل البديري مستمداً بحثه من الكلمات الواردة في زيارة الجامعة الشريفة عن الإمام علي الهادي عليه السلام: «وذلل كل شيء لكم». وعقّب قائلاً: القرآن الكريم يتحدث في مواضع عدة منه عن مساحة السلطة التي منحها الله تعالى للإنبياء صلوات الله عليهم وهي تتفاوت وتختلف ايضاً من نبي لآخر فمثلاً ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام منحه الله تعالى سلطة تكوينية بحيث صارت النار عليه برداً وسلاماً قال تعالى: (قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) الانبياء:69، وكذا موسى عليه السلام في معاجز عدة ذُكرت في القرآن العظيم وعيسى كذلك حيث يحي الموتى بأذن الله تعالى قال تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِن رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ) آل عمران:49. وأضاف: ان سلطة الأنبياء محددة ضمن افق ومساحة معينة اما سلطة اهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم فمطلقة وغير محددة والادلة على ذلك عديدة ومنها هذه الزيارة الشريفة حيث ان منطوقها: «وذلل كل شيء لكم». ومن ثم ذكر العديد من الوقائع والأحاديث الشريفة المبينة والمؤكدة لهذا الامر منها: حينما طلب اهل الكتاب من رسول الله صلى الله عليه وآله ـ لكي يؤمنوا به ـ معجزة غير القرآن العظيم اجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله بأن يختاروا هم المعجزة التي يرغبون فينفذها لهم وهذا يعني سلطته صلوات الله عليه على كل الخلق، فطلبوا منه ان يشق القمر لهم نصفين ففعل. وكذا استشهد ببعض الروايات الواردة عن الإمام الباقر والصادق عليهما السلام، مؤكداً ان الله سبحانه كما منح اهل البيت عليهم السلام السلطة التشريعية فلهم ما يشاؤون من تشريع الاحكام بأذن الله تعالى كذلك منحهم السلطة التكوينية فالكون بأجمعه خاضع ذليل لهم. :. أما مجلس اليوم الثالث فقد تحدث من خلاله حول معنى النور الوارد في آيات القرآن العظيم وحقيقته والمراد منه حيث قال: حينما نسمع كلمة النور تنصرف اذهاننا الى هذا النور المأنوس لدينا من نور المصباح او القمر أو ضوء الشمس او النار وغيرها، لكن القرآن العظيم اراد ان يبين لنا معنى آخر حيث قال تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيِّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) النور: 35، فنجد ان القرآن اراد ان يقرّب لنا المعنى فشبه النور الإلهي بأمر محسوس وإلا فعقولنا قاصرة عن ادراك ماهية وحقيقة هذا النور. وقال كذلك: يمكن من خلال تتبع الروايات الشريفة ان نفهم بنحو من الانحاء بُعد هذا النور، حيث ورد في الاثر الشريف ان الله سبحانه خلق اهل البيت عليهم السلام انواراً وخلقنا نحن أرواحاً وهذا ما يفرّقنا عنهم من الناحية الخلقية ومن ثم انزلهم منازل حتى اظهرهم في عالم الدنيا، وفي الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله ما مفاده انه وامير المؤمنين عليه السلام كانا نوراً واحداً ينتقل في الاصلاب الى ان وصل الى صلب عبد المطلب ثم انقسم النور في ابي طالب وعبد الله عليهما السلام. وأضاف: ان النور المحسوس والمأنوس لدينا يُعرَّف بأنه الظاهر بنفسه المُظهر لغيره، ومن هذا التعريف نفهم ان المعصوم عليه السلام لا تغيب عنه اي جزئية من اجزاء الكون كون النور هو واسطة الرؤية ومظهر وكاشف لغيره. ومن ثم استعرض عدداً من الروايات الشريفة المبيِّنة منزلتهم وكرامة نورهم عند الله تعالى حتى منحهم تكويناً هذه السلطة فكل اعمال العباد تعرض عليهم سلام الله عليهم فينبغي معرفتهم والتعبد بذلك والتسليم، حتى وان كان الإمام عليه السلام غائباً عنا الا ان سلطته وما منحه الله تعالى سارية، واما ما نستفيده منه سلام الله عليه فكما ورد في الحديث الشريف: «كالشمس اذا غيبها عن الأنظار السحاب». بعد ذلك ختم المجلس بذكر وقائع ملحمة كربلاء ومصيبة المولى ابي عبد الله الحسين عليه السلام.
|
|||||
|