مجلس عزاء الامام السجاد عليه السلام في مكتب المرجع الشيرازي

   

:. بمناسبة الذكرى والفاجعة الاليمة بشهادة الامام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام اقام مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجلس عزاء السجاد عليه السلام.

افتتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت الحاج المقرئ مصطفى الصراف والذي اعقبها بقراءة زيارة عاشوراء, ومن ثم اعتلى المنبر الشريف الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ وائل البديري, وقد خصصها لبحث المدخلية الصحيحة لمعرفة شخصيات آل البيت الائمة الهداة عليهم السلام.

فعلى الباحث معرفة حقيقتان او مقدمتان بغية الوصول الى النتائج الصحيحة, اولاها: المعادلة الطبيعية وثانيها غير الطبيعية.

ان الكون او الخلق محكوم ظاهراً وفق المعادلة الطبيعية فالنار تحرق بطبيعتها والماء يروي الضمأ حسب القوة الطبيعية التي اودعها الله فيه وهذا التلازم هو القانون التكويني الالهي في الاشياء.

التأمل في الكتاب العزيز يبين الامر في اكثر من موضع كما في نار ابراهيم الخليل عليه السلام قال تعالى: (يَانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ).

 

 

الانبياء والاولياء المعصومون عليهم السلام لهم مساس بالغيب ولأجل بحث حياتهم الشريفة يجب وضع هذه المسألة نصب عيوننا وهي ان عالم الشهادة غير عالم الغيب, فقانون الاول غير نافذ بتمامه في الثاني.

امير المؤمنين علي عليه السلام حياته الكريمة مليئة بالكرامات والمعجزات وقد سبقه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أُحصي له اكثر من الف معجزة وكذا سائر الائمة عليهم السلام فهل استطاعوا ذلك وفق قوانين الطبيعية ام ان ذلك نتيجه الكمال الذي تمتعوا به والذي أهّلهم للتأييد الالهي فيد الغيب هي الطولى في حياتهم الشريفة.

الامام زين العابدين عليه السلام كان مجسداً للحلقة الثانية المكملة للثورة الحسينية المباركة وتحمّل في اتمام رسالة الحسين عليه السلام شتى انواع العذاب الا انه صبر كالجبل الشامخ الصلد الذي لا تزلزله العواصف, عانى ماعانى وهو يرى عماته واخواته يسار بهم من بلد الى بلد يتصفح وجوههم الاجانب ويضربهم اللعناء بسياطهم, صبر حتى اذا ما وصل الى الشام وامام الشاميين وغيرهم في عاصمة الملك الاموي فضح اعداء الله ورسوله وآل بيته ودينه أيما فضيحة ولم يستخدم السيف في ذلك بل الكلمة التي زلزت العرش الاموي.

ثم تسائل: افلا يستطيع الامام عليه السلام وهو صاحب السلطة التكوينية الغَلًبَة بها واقلاب الامور على الامويين؟

واجاب بان الامام عليه السلام ابا الا طاعة الله سبحانه وتعالى والجهاد في سبيله وفق قوانين الطبيعة ونواميسها ضارباً اروع امثلة الصمود والجهاد فاستطاع بذلك اعادة اعوجاج الدين الى نصابه.