الخامس من محرم الحرام في مكتب المرجع الشيرازي

:. تواصل مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة وبرنامجه الاحيائي لذكرى ملحمة كربلاء التاريخية ففي يومه الخامس استهل بآي من الذكر الحكيم وزيارة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وبصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ثم اعتلى المنبر سماحة السيد عبد الحسين القز ويني مستمدا محاضرته من قوله تعالى: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ الْوَقُودِ  وَهُمْ عَلَى‏ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ  الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى‏ كُلِّ شَي‏ءٍ شَهِيدٌ).

التاريخ والأيام حافلة بالأحداث المتكررة والمتشابه منذ مطلع حياه الإنسان على وجه الأرض وكان الصراع موجود فمنذ قابيل الحقد هابيل المظلوم المقتول لأيمانه بالله سبحانه وتعالى وهكذا كان فرعون وموسى ونمروذ وإبراهيم وهكذا تتكرر جهتي الحق والباطل والكفر والأيمان, أهل الباطل يبطشون بأهل الأيمان وكأنها سنة جرت على سطح البسيطة منذ القدم وقد شهدنا ذلك أيام حكم العفالقه وطغيانهم ومصادرة حقوق المؤمنين من شيعة آل البيت عليهم السلام والقران العظيم يضرب لنا أمثالا كثيرة ومصاديق واضحة لما تقدم ومنها أصحاب الأخدود قوم مؤمنين بالله وملكهم رجل طاغي وله أتباع طاغون مثله فاخذوا على المؤمنين أي مأخذ فكانوا يحفرون الأخاديد أي حفر مثل الأنهر ويؤججون بها النيران, فيحرقون المؤمنين أو يتراجعون عن مبدأهم وعقيدتهم فكانوا يحتفلون بتعذيب المؤمنين وهكذا كان دأبهم إلا أن المؤمنين ضربوا أروع أمثلة الصمود والثبات العقائدي و لنا في واقعة ألطف وثبات الإمام الحسين علية السلام وأصحابه الأخيار أروع أمثلة الصمود بل أنها في قمة العقيدة الراسخة فضحوا بأنفسهم لقاء إحياء الدين وليكونوا لنا أسوة وقدوة فالواجب الاستفادة من عقيدتهم ايمانا راسخا وثباتا أكيدا على النهج القويم والصراط المستقيم.