|
||
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يلتقي طلبة علم من جزر القُمر ويؤكد على أهمية طلب العلم ومحاسبة النفس والتبليغ
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من طلبة العلوم الدينية من جزر القمر برفقة عوائلهم، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1434 للهجرة، وقد استمعوا إلى إرشاداته القيّمة. استهلّ سماحته دام ظله إرشاداته بالآية الكريمة: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ) النساء: 104، وقال: هذه الآية الكريمة هي خطاب من الله تعالى للمسلمين، ويعني: اعلموا أيها المسلمون بأنكم إن كنتم تتألمون ويلحقكم الأذى بسبب دينكم، وهو الإسلام، فاعلموا أن الكفّار يتألمون ويتأذّون أيضاً، مع فارق، هو أنكم لكم الأمل بالآخرة وترجون من الله سبحانه الأجر والجزاء الجميل، لكنهم، أي الكفّار، لا أمل لهم ولا جزاء إلاّ العذاب، والعياذ بالله. فالمهم عليكم أن تسعوا كثيراً، وتبذلوا جهوداً كبيرة. وقال سماحته: لقد قرأت في إحدى الإحصائيات أن للمسيحيين ثلاثين مليون مبلّغاً، فهل للشيعة مبلّغين بهذا العدد؟ وعقّب سماحته: إذن على الشيعة كافّة أن يهتموا بأمر إعداد وتربية مبلّغين يخدمون التشيّع وينشرونه في العالم. وذكر سماحته نموذجاً من روائع قوانين وأحكام الإسلام المتمثّل بإسلام رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وأكّد بقوله: إنّ إسلام أهل البيت صلوات الله عليهم إسلام جميل، وهو الإسلام الحقيقي الذي طبّقه وعمل به رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فعليكم أن تعرّفوه للبشرية. ولذا عليكم وعلى جميع الطلبة، أن تعملوا بالأمور الثلاثة التالية: الأول: تعلّموا علوم الإسلام الحقيقي، إسلام النبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وتعلّموا فكره وعقائده وأحكامه وأخلاقه وقصصه، أكثر وأكثر، وبلّغوها للناس في بلدانكم، وعلّموهم ما تتعلمونه. الثاني: عليكم بمحاسبة أنفسكم كل يوم، ولو لدقائق، كما أمرنا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فمحاسبة النفس توجب القرب إلى الله تعالى وإلى أهل البيت صلوات الله عليهم أكثر، وتوفّقكم للخدمة أكثر أيضاً. الثالث: عليكم بالشباب والشابّات، والاهتمام بهم، وتشجيعهم على الدراسة الدينية، لكي يصبحوا من العلماء، ويخدموا المجتمع بالتشيّع، فالتشيّع هو خدمة للعالمين وللدنيا كلّها. وشدّد سماحته دام ظله مخاطباً الضيوف الكرام قائلاً: في بلدكم، جزر القمر، هناك الآلاف مثلكم ومن نظائركم، فشجّعوهم على تلك الأمور الثلاثة التي مرّ ذكرها، واسعوا إلى تأسيس الحوزات العلمية في بلدكم، كي تصبح جزر القمر شيعية كلّها. وختم سماحته إرشاداته القيّمة قائلاً: أنا أدعو الله عزّ وجلّ بالتوفيق لكم جميعاً، وأسألكم الدعاء لي أيضاً.
|
||
|