مكتب سماحة المرجع الشيرازي يحتفل بولادة السيدة الزهراء عليها السلام ويفتتح مقره الجديد

بمناسبة حلول ذكرى الولادة العطرة الميمونة للسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام بضعة الرسول الاعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله اقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة احتفالاً مفتتحاً فيه مقره الجديد الكائن في شارع الامام علي عليه السلام خلف قاعة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله والمجاور لمضيف آل مسافر.

الحفل تميز بحضور العديد من اصحاب السماحة والفضيلة العلماء وخطباء المنبر المبارك وطلبة العلوم الدينية، وقد استهل بتلاوة قرآنية عطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم اعلن عريف الحفل فضيلة الخطيب الشيخ زهير الاسدي ابتداء فقرات الاحتفال وكان اولها كلمة سماحة العلامة الشيخ طالب الصالحي ـ مدير المكتب ـ وقد استمدها من قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ*إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) سورة الكوثر المباركة، فعقب متحدثاً حول سبب نزول هذه السورة وما صدر من العاص بن وائل من اساءة الى رسول الله صلى الله عليه وآله حين وصفه بانه الابتر، الامر الذي احزن رسول الله صلى الله عليه وآله فنزلت السورة.

بعد ذلك اخذ في بيان بعض المفردات فيها لاسيما مفردة «الكوثر» حيث ورد انها الخير الكثير، ونهر في الجنة، مؤكداً بان مصداق الكوثر الاعظم هي الزهراء فاطمة عليها السلام وما من خير في الارض الا ببركتها، وان الله سبحانه اخبر الرسول الاعظم بأن ذريته سيكثرون عبر هذه البضعة الطاهرة وسيكون منها الائمة النجباء والعلماء وقادة الامة ومراجعها.

ومن ثم تحدث حول نشاطات المكتب منذ افتتاحه كأول مكتب مرجعي بعد انهيار النظام العفلقي البغيض حيث نشط المكتب في نشر ثقافة اهل البيت عليهم السلام واحياء شعائرهم سلام الله عليهم، كما وقام المكتب بدعم وتأسيس الحوزات العلمية والمدارس الدينية التي خرجت الكثير من الكوادر العالمة في التبليغ لمهب العترة الهادية وما زال الهدف الاسمى متواصلاً في اعادة بناء الواقع الاجتماعي الديني والحوزوي عبر بيان التعاليم الحقة رغم ما تتعرض له الشعوب الاسلامية من اعلام مظلل وما اُعِد لها من خطط لتغيير واقعها الاسلامي المنيثقة من التعاليم  الرصينة.

ثاني فقرات الحفل كانت كلمة سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري حيث استهل كلمته بتقديم التهنئة بالمناسبة، ومن ثم شرع في بيان بعض صفات سيدة نساء العالمين عليها السلام مبيناً ان الكلمات قاصرة عن الاحاطة بكنهها صلوات الله عليها وماذا يستطيع المرء ان يصف هذه السيدة التي اتصفت بكمال الصفات الانسانية الرفيعة.

كما وبحث في معاني اسمها المبارك فاطمة قائلاً: ان هذا الاسم الجليل ان قُرء كأسم المفعول يعني ان الله سبحانه وتعالى فطمها من كل نقص وكذا من النار وان كان كأسم الفاعل يعني انها سلام الله عليها فطمت شيعتها ومحبيها من النار وهكذا.

بعد ذلك اخذ ببيان خطورة اعمال اعداء اهل البيت عليهم السلام لاسيما إعلامهم المضلل وانهم لم يتركوا وسيلة لمحق فضائل اهل البيت عليهم السلام الا وفعلوها، مؤكداً ان هذا الامر كما كان منذ اوائل الاسلام كذلك هو مستمر الى يومنا هذا فينبغي لاتباع اهل البيت عليهم السلام لاسيما اهل الفكر والقلم التصدي وبحزم وبذل الجهد لنصرة العترة الطاهرة.

ثالث فقرات الحفل كانت كلمة سماحة العلامة الحجة الشيخ ناصر الاسدي وقد استمدها من قوله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) الحشر: 9.

فعقّب قائلاً: سيدتنا ومولاتنا الزهراء فاطمة عليها السلام الطهر الطاهرة الحوراء الانسية التي قال بحقها ابوها رسول الله صلى الله عليه وآله: «فاطمة روحي التي بين جنبي»، وقال صلى الله عليه وآله: «فداها ابوها» فالسيدة الطاهرة لا نظير لها بين نساء العالمين.

ومن ثم اخذ ببيان بعض مفردات الآية الكريمة المتقدمة منها كلمة «الخصاصة» التي هي الحاجة الشديدة، والآية الكريمة تبين لنا ظرفاً اجتماعياً واقصادياً خاصاً وفي ذات الوقت صفات اخلاقية عالية لاهل البيت عليهم السلام فرغم الحاجة الشديدة والماسة الى الطعام يؤثرون الاخرين به ومنهم الاسير الذي هو عدو لهم تم اسره في المعركة.

بعد ذلك شدد على اهمية الاقتداء باهل البيت عليهم السلام والسير على نهجهم مبينا ان العالم لو اتخذ منهجهم الحق قانوناً لما كان على وجه البسيطة فقير، والآن لكون العالم على خلاف ذلك النهج لذا تفشى الفقر والبؤس بدرجة خطيرة حيث تشير التقارير الى وجود اكثر من مليار ومائتين انسان دون خط الفقر بل بعض التقارير صرّحت بأن اكثر من خمسين ألف انسان يموت جوعاً كل عام.

ختام فقرات الحفل كان قصيدة بالمناسبة للشيخ هاشم الشكرجي اورد عبرها العديد من الصفات والخلال العظيمة التي اتصفت بها السيدة الزهراء عليها السلام.

ومن ثم اقيمت مراسم صلاة الجماعة لأداء فرضي الظهرين بإمامة سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري.