مكتب سماحة المرجع الشيرازي يستقبل وفد الزائرين ذوي الاحتياجات الخاصة قادماً من شيراز

استقبل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة وفداً من الزائرين الكرام من ذوي الاحتياجات الخاصة والقادم من مدينة شيراز، وقد تكَّون الوفد من أربعين زائراً.

الوفد اوضح انه رغم العوق الجسدي الذي اصاب اعضاءه لأسباب مختلفة الا انهم اصرّوا على ان يؤسسوا هيئة عبرها استطاعوا احياء الشعائر الحسينية لا سيما اقامة مجالس العزاء الاسبوعي، كما واستطاعوا عبر الدعم من قبل بعض المؤمنين من الحضور لزيارة العتبات المقدسة.

سماحة العلامة الحجة السيد مهدي الشيرازي دام عزه كان في استقبال الوفد وقد ألقى كلمة بالمناسبة تحدّث عبرها حول فضيلة الصبر مبيناً ان علماء الاخلاق عرَّفوا الصبر بأنه: «ثبات النفس وعدم اضطرابها في الشدائد والمصائب»، مبيناً ان الكثير من الناس مبتلون بانواع الابتلاءات لكن منهم من يصبر ومنهم لا، وتختلف درجات الصبر من شخص لآخر وكذا وفق صعوبة الامتحان وسهولة فهو امر مشكك وليس بمتواطئ وفق الاصطلاحات المنطقية، ومن هنا نلاحظ ان البعض يتعرض الى الابتلاءات العالية ويصبر حيث ان عونه في ذلك ايمانه في وقت نجد آخر يتعرض الى اختبار بسيط فيجزع ولا يتحمل كمن لا يتحمل الوقوف في صف الانتظار قليلا ـ لعله لمدة خمس دقائق ـ فكيف به ان وقف في ساحة الحشر يوم القيامة حيث تحشر اعداد لا يعلمها الا الله تعالى وهو يوم شديد وصعب للغاية ولا يطيقه الا من اعتداد الصبر المتفرع عن الايمان الراسخ، حيث ان الصبر هو غلبة باعث الدين على باعث الهوى.

وأضاف: ان من يصبر في الحياة الدنيا ويجتاز جميع الاختبارات بنجاح يجد اثر ذلك في الاخرة حيث ورد في الاثر الشريف روايات عدة في هذا المعنى مبينةً ان هناك اقواماً يبعثون من قبرورهم مباشرةً يطيرون الى منازلهم في الجنة فيتعجب اهل المحشر منهم ويتساءلوا حول سر هؤلاء فيجابون بانهم كانوا من الصابرين في الدنيا، وقد ورد في القرآن العظيم عدة ايات تمدح الصابرين قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّي الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر: 10، وقال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ*أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 155ـ157.

كما وقال: ان الصبر من الصفات الاخلاقية الراقية ومتى تيسر لشخص وصار ملكة راسخة أورث مقام الرضا، واذا ادامه أورث مقام المحبة، فالرضا اعلى مقاماً من الصبر ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «اعبد الله على الرضا، فان لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير».

وتابع: ان المؤمن يجازى في الآخرة بمقدار ما تحمل في الدنيا من الاذى بصبره على الابتلاءات ولذا يتمنى المرء يوم القيامة انه لو قطِّع بالمقاريض لعظم ما يرى من الثواب والمقام الرفيع.

وعليه نستطيع القول ان مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة هي: الصبر بل الرضا، حسن الخلق، الارتباط بالحكم يوم القيامة وهو سيد الشهداء عليه السلام عبر مختلف الوسائل والطرق كاقامة مجالس العزاء او الاشتراك فيها او المداومة على زيارة عاشوراء او اعانة الآخرين على اداء الزيارة.

كما وذكر بعض الوقائع والقصص المؤيدة لما تقدم والواردة في الروايات الشريفة لاهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم.