|
||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي يقيم مجلس عزاء أم البنين عليها السلام إحياءً لذكرى وفاتها
إحياءً لذكرى رحيل السيدة الجليلة أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية زوج امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجلس عزاءٍ بحضور كوكبة من اصحاب السماحة والفضيلة وخطباء المنبر الحسيني وطلبة العلوم الدينية وذلك صباح يوم الاربعاء الثالث عشر من شهر جمادى الآخر 1434 للهجرة. مجلس العزاء استهل بتلاوة قرآنية معطّرة ومن ثم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب السيد عبد الحسين القزويني مستمداً بحثه من قوله تعالى: (وَقُل رَبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) المؤمنون: 29. فعقب قائلاً: جزء من الآية المباركة ورد على لسان نبي الله نوح عليه السلام حيث انه بعد ان اجتاح الطوفان الارض وانتهى كل شئ كما اخبر القرآن العظيم: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِي الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) هود: 44، كانت في قلب نوح هواجس اين ينزل ويسكن وفي اي ارض فدعا الله سبحانه بهذا الدعاء العظيم، فاستجاب الله سبحانه وتعالى له بذلك فقال عزّ وجلّ: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّن مَعَكَ) هود: 48. ومن ثم اخذ ببحث كلمة البركة الواردة في الآية الكريمة مبيناً انها في اللغة تعني النماء والزيادة والانتشار في الخير، وفرّع على ذلك الكلام حول بعض المصاديق فيوجد مال فيه البركة اي الخير بل سمي المال خيراً وكذا الاولاد والذرية والبيت ذاكراً بان شخصاسمه وائل جاءالى النبي صلى الله عليه وآله واسلم فدعى له رسول الله صلى الله عليه وآله بالبركة وكان لديه اثنى عشر ولداً فجعل الله سبحانه فيهم البركة وكثروا وخرج منهم علماء، وكذا تحدَّث حول قصة عروة البارقي ودعاء الرسول صلى الله عليه وآله له بقوله: «بارك الله لك بصفقة يمينك» فاصبح بعد ذلك من كبار التجار ومن الاغنياء وسكن الكوفة المشرفة. وكذلك تحدث حول ان البركة تكون حتى في الموت كما ورد في الاثر الشريف عن مولانا امير المؤمنين عليه السلام: «اللهم بارك لي في الموت»، مؤكداً بان هنالك اشخاص يعيشون ويموتون ولا يتركون اي اثر يذكر فهؤلاء غير مباركين، وهناك اشخاص يعيشون مباركين ويموتون كذلك ولنا في سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام المصداف الافضل في ذلك. بعدها تحدث حول المدينة المنورة ذاكراً جانب من تاريخها كيف اسست وما هو واقعها البيئي والاجتماعي وانها كانت موبوءة تكثر الامراض فيها الى ان تباركت برسول الله صلى الله عليه وآله فطّهرها ونوّرها الا انها عادت مظلمة بعد وفاته صلى الله عليه وآله وما جرى فيها من الاعتداء على اهل بيت العصمة والرسالة صلوات الله عليهم وهاجر امير المؤمنين عليه السلام منها الى الكوفة ومن ثم سمّ الامام الحسن عليه السلام فحين تركها سيد الشهداء عليه السلام اظلمت المدينة. بعد ذلك تحدث حول رجوع سبايا اهل البيت عليهم السلام الى المدينة ذاكرا لأهم الاحداث التاريخية وكيف استقبلت السيدة الجليلة ام البنين عليها السلام اهل البيت عليهم السلام وكيف تلقت خبر استشهاد اولادها الاربعة وفي مقدمتهم بطل كربلاء الخالد العباس بن امير المؤمنين عليهما السلام.
|
||||
|