![]() |
||||||||||||||
مؤسسة الرسول الأعظم تقيم مهرجانها السنوي الخامسأحياءاً لذكرى آية الله الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي
تحت شعار: «الفقيه الشيرازي رحلة إصلاحية وإخلاص إنساني» أقامت مؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الثقافية مهرجانها التأبيني السنوي المركزي الكبير إحياءاً لذكرى فقيه أهل البيت عليهم السلام السيد المقدس محمد رضا الحسيني الشيرازي قدس سره وذلك بتاريخ ليلة الأحد الثالث من شهر جمادى الآخرة 1434 للهجرة في العتبة الحسينية المقدسة صحن العقيلة زينب عليها السلام. افتتح المهرجان بتلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف ـ مؤذن الروضة الحسينية المقدسة ـ ومن ثم أعلن عريف المهرجان الإذاعي حيدر السلامي ابتداء فقرات المهرجان باستهلال كلماته بكلمة مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة قام بإلقائها سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري دام عزه، متحدِّثاً حول دور العلم والفقه في رفع قيمة الإنسان ومنزلته عند الله سبحانه ورسوله إذا تكامل ذلك مع العمل المخلص لله سبحانه المنبثق من الأخلاق الإسلامية النبيلة، وقد ايد ذلك بعدد من الروايات الشريفة وكذا الروايات الذامَّة للجهل على نحو ما ورد في الاثر الشريف من ان المتعبد على غير فقه كحمار الطاحونة، وكذا: عالم ينتفع بعلمه أفضل من إلف عابد. وكذا تحدّث حول حوزة كربلاء المقدسة تأريخياً مؤكداً ان الإمامين الصادق والكاظم هم من أسس هذه الحوزة المباركة وكذا ظهر في تأرخيها بعض كبار الرواة ومنهم عثمان بن عيسى الرواسي وحُميد بن زيادة النينوي الذي اخذ منه الشيخ الكليني صاحب الكافي الشريف وعلي بن إبراهيم صاحب التفسير المعروف, وظهر كثير من العلماء الكبار وسكن كربلاء عبر التأريخ العديد من العوائل العلمية العريقة حتى بلغت كربلاء القمة في العطاء العلمي والحوزوي وقصدها الكثير من طلاب العلم والعلماء. بعد ذلك تساءل: هل الفقاهة في حفظ المصطلحات العلمية أو التكلم بما لا يفقهه عامة الناس؟ فلو كان الأمر كذلك لكان الفلاسفة اعلم الناس, وللإجابة على هذا السؤال قال: قال العلامة المجلسي رحمه الله الذي يظهر من الاخبار ان الفقه هو العلم الرباني الذي يستقر في القلب فيظهر على الجوارح, من هنا أخذ في بحث كيف يكون الإنسان عالماً ربانياً مؤكداً على أهمية صفاء النفس والتحلي بالأخلاق الإسلامية العالية كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله حيث بلغ من الرقي أن تجسّد فيه اسم الله «العظيم» قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم: 4، بعد ذلك قال: ان الفقيد صاحب الذكرى قدس سره كان مثالاً للعلماء الربانيين وكما شهد له بذلك المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله حيث أكّد بأننا لم ندرك المعصومين عليهم السلام لكن ان أردنا ان نرى نموذجاً مصغراً منهم فهو آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره.
ثاني فقرات المهرجان قصيدةٌ بالمناسبة لشاعر أهل البيت عليهم السلام السيد سعيد الصافي. ثالث فقرات المهرجان كانت كلمة سماحة السيد فاضل الجابري والتي استمدها من قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ) الزمر: 9. فعقب متحدثاً حول جوانب عدة من شخصية سماحة السيد الفقيد قدس سره منها حول الجانب العلمي مؤكداً بأنه قدس سره كان متميزاً بالتعبئة العلمية العالية وبإسلوب علمي متميز في طرح الأبحاث العلمية سواء كان ذلك في دروسه الحوزوية أو محاضراته العامة بل كان قدس سره موسوعياً بكل ما في الكلمة من معنى وقد بلغ من الاجتهاد الدرجات العالية. كما وتحدَّث حول الجانب الأخلاقي مبيناً أنه لمس الأخلاق العالية للفقيد مباشرة وليس عن طريق السمع بحكم الصداقة بينهما والزمالة الدراسية فقال: ان الفقيد لم يكن رجلاً عادياً بل تجسَّدت فيه أخلاق أئمة الهدى صلوات الله عليهم. وفي الجانب التبليغي قال: ان للفقيد محاضرات كثيرة كان يلقيها باسلوبه المتميز وباخلاص قل نضيره حيث استطاع التأثير بالعامة كثيراً وكيف لا فما يخرج من القلب يدخل إلى القلب وكان الناس يستمعون إليه بشوق فإن لحديثه حلاوة وان عليه لطلاوة, فلا عجب ان عشقته الملايين وشيّعته وهذا ما رأيناه.
ختام فقرات المهرجان كلمة الكاتب والإعلامي نزار حيدر ـ مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن ـ ، حيث تحدث حول صفات الفقيد قدس سره ومميزاته وخصاله الحميدة التي استطاع بها كسب الملايين من الناس وهدايتهم، وبيان الإسلام الحقيقي وإيصاله إلى العالم بعد ان لم يكد يرى العالم من الإسلام سوى ما أوصله إليه أصحاب الفكر التكفيري والإرهابي المنحرف القائم على نهج القتل والتعصب المقيت الأمر الذي جعله ينفر من هكذا إسلام. وقال كذلك ان السيد الفقيد تميز بصفاء النفس والرؤيا الواضحة للدين المحمدي العلوي والمنهج الرباني النابع من مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة فاستطاع بما تميز من صفاتٍ النجاحَ ايما نجاح، فمن مميزات نجاحه: ثقافته الواسعة، أخلاقه واسلوبه، علميته التي لم تدعه ينسى اي شيء حول نقطة البحث، تركيزه العميق، احترامه للآخر حديثه الحضاري المواكب للحدث اليومي، اعتماده الدليل فيما يقول أو يذهب إليه، وضوح الرؤيا وصفاء الذهن وسلامة الحس والإخلاص الكبير. هذا وقد تميز المهرجان بتغطية إعلامية مباشرة من قبل بعض الفضائيات كفضائية الإمام الحسين عليه السلام وعدد من المواقع الالكترونية، وبحضور من قبل مكاتب مراجع الدين العظام والحوزات العلمية ورجال الدين وخطباء المنبر وعدد من رجال السياسة والإدارة والوجهاء وشيوخ العشائر وأهالي كربلاء المقدسة.
|
||||||||||||||
|