مكتب سماحة المرجع الشيرازي في النجف يستقبل كوكبة من الطلبة الجامعيين من بغداد وبابل

استقبل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في مدينة النجف الأشرف بتاريخ الجمعة الثاني عشر من شهر جمادى الآخرة 1433 للهجرة كوكبة من الطلبة الجامعيين من بغداد وبابل، وكان في استقبال الوفد سماحة العلامة الحجة الشيخ محمد تقي الذاكري ـ مدير المكتب ـ متحدثاً حول العقل العراقي والعلم قائلاً: لقد أثبتت التجارب الميدانية أن العقل العراقي يتمكن من تحمل المسؤوليات الكبيرة فيكون الأول وفي الصدارة لمختلف الأعمال، وعليه فيجب ان يبحث كافة السبل في سبيل تحمله المسؤولية في مختلف المجالات والصعد، ففي الاقتصاد يكون الأول في هذا العلم، وفي السياسة والعلوم الأخرى كذلك، وفي الإنتاج والتصدير في الصدارة.

وكذا تحدث حول الحديث الشريف: «العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء»، قائلاً: شاء الله أن يكون المسلم موفَّق في كل علم ومهنة أراد الخوض فيها، وأعطاه البركة في الهواء والتراب والشمس و... وأراد منه القوة في تحمل المسؤولية الشرعية والقانونية، وفي نصوص أخرى: «إن الله يحب المؤمن القوي، والتاجر الذكي، والمؤمن كيس (بالتشديد) فطن» فلا يريد له أن يكون كيس قطن.

فالله سبحانه ـ والكلام لسماحة الشيخ ـ لا يريد للمؤمن الخذلان والتقهقر في ميادين الحياة، إنما المؤمن هو الذي يضع نفسه في مكان اختاره لنفسه وبإرادته، فإذا اختار لنفسه الأعمال والمهن الدنيئة لا سمح الله، هو الذي وضع نفسه في مكان لا يحسد عليه، ويكون مسؤولاً عن أعماله وأفعاله أمام الله عزَّ وجلَّ.

وفي معرض حديثه عن كون العلم نور، قال: ان بذل الجهد لتحصيل العلم وحده لا يكفي، فان الواحد منا يجب عليه ان يمارس الأخلاق العملية مع والديه، ومع المجتمع، مع المعنويات كما يتعامل مع العلم في بذل الجهد، وكما عليه أن يبذل جهده لتحصيل العلم فعليه أيضاً بذل الجهد في الجوانب الخُلقية والتربوية وغيرها، كي يبقى في الصدارة في مختلف المجالات.

ثم تحدث حول أهمية التنظير في الحياة قائلاً: هناك أفراد يخططون وينظرون للمجتمعات، وهناك أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، يخططون للعالم ويضعون المناهج لنا ونحن نيام، ولهم الدور الأهم في مختلف مجالات الحياة، يلعبون ويمنهجون لنا في مأكلنا ومشربنا وملبسنا، في أنفسنا وأعراضنا وأولادنا، في اقتصادنا وسياستنا، في مجتمعاتنا الدينية والجامعية، المغلقة والمفتوحة، ونحن ننفذ مخططاتهم من دون علم وتحقيق، هذا نقص فينا وليس كمال لهم، إنهم يخططون لمصالحهم، فعلينا التخطيط لبلدنا وأهلنا وأولادنا، لاقتصادنا وسياستنا، لتربيتنا وبيئتنا، و... ولولا ذلك لأصبحنا ألعوبة بيدهم، يأخذوننا يمينا وشمالا، وليس لنا حول ولا قوة.

بعد ذلك تطرق إلى الحديث حول أهمية الزمان والمكان قائلاً: ورد في الأثر الشريف: «العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس» واليوم مسؤولية الجميع معرفة ماذا يدور حولنا من خطط وما هو مستقبلنا كعراقيين، وما الذي رسمه المستعمرون ومن في فلكهم للشعب العراقي، هل هو لصالح الأمة الإسلامية بشكل عام، أو انه لصالح العراقيين بشكل خاص، أو إنهم يخططون لإعلاء نجم التطرف والإرهاب في المنطقة ليحجموا التطرف كما يقولون، وعلينا معرفة النتائج المترتبة على هذه المخططات والثمن الذي يدفعه الشعب العراقي ليبقى حياً يمارس أدنى حقوقه في الحياة.

وفي الختام أكد: على ضرورة الاهتمام بتحصيل العلوم وطي مراحل العلو والوصول إلى أعلى مراتب الصدارة ليكون المؤمن العراقي الأول في تحمل المسؤوليات والأول في استخدام تلك العلوم بعد تحصيلها، كما المطلوب منه أن يكون الأول في الإنتاج والتصدير وهو المسؤول الوحيد والمستقل في إدارة بلده ومن دون أن يتدخل الأجنبي، أو من يتعامل مع الأجنبي، فان المتعامل مع الأجنبي أجنبي ـ على حد تعبيره ـ ولا يجوز الاعتماد عليه، ولا يمكن ان نحمله مالا يعتقد به، فهو يعتقد بالمال لا الوطن، يعتقد بالعمالة لا الاستقلالية، والعراق بحاجة إلى أمثالكم علماء عاملين لا عملاء خائنين.