|
|||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي يحيي ذكرى شهادة السيدة الزهراء عليها السلام ومظلوميتها التاريخية ومنزلتها محور المجلس
بمناسبة الأيام الفاطمية الثالثة ذكرى شهادة بضعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجلس عزاء إحياءً للمناسبة الأليمة وذلك بتاريخ الأربعاء الثالث من شهر جمادى الثانية 1433 للهجرة. استهل المجلس بتلاوة قرآنية عطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم اعتلى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة السيد احمد الواعظ منطلقاً في حديثه حول السيدة الطاهرة المطهرة فاطمة الزهراء عليها السلام من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: «يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين». وقد استهل حديثه بتساؤلين: الأول/ لما كل هذا الإعجاز الذي يرويه الفريقان في شأن السيدة الزهراء عليها السلام. الثاني/ لما كل هذه النصوص في حق السيدة الزهراء عليها السلام والتي يرويها الفريقان ولم يرد في حق غيرها ولو البعض من أمثال تلك النصوص. وقد أجاب قائلاً: المشيئة الإلهية اقتضت تميز أولياء الله من الأنبياء وغيرهم بخصائص، لذا نجد مثلا إن النبي إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قد خصه الله سبحانه بالخُلة، والنبي موسى على نبينا وعليه السلام بالتكليم وهي خصلة لم تعطى لغيره، وكذا قد خص الله سبحانه غير الأنبياء مثال لقمان الحكيم وهو على الرأي الأصح ليس بنبي منحه الله سبحانه الحكمة حتى بلغ بها مرتبة سامية جدا بحيث ان اثنين من أنبياء الله جلسا عنده طالبين الحكمة، والأمر ليس حكراً على الرجال فحسب بل ان من النساء من خصها الله سبحانه فأم موسى عليهما السلام أوحى الله إليها قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى) القصص:7، ونجد كذلك الصديقة مريم عليها السلام قد خصها الله سبحانه بالاصطفاء مرتين قال تعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران:42. إذاً فالمنح الإلهية لا تعرف الفوارق البشرية من لون أو قومية أو طائفة أو جغرافية بل الأمر منوط برضا الله سبحانه وحكمته، ومن حكمته منح الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام هذه المنزلة والكرامة بحيث أن مريم المطهرة لا تصل إلى منزلتها والتي يرويها الطرفان: «إن الله سبحانه يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها» ولم يرد إن غضب مريم غضب الله سبحانه، وهذه الكرامة والمنزلة لفاطمة نص عليها البخاري صاحب الكتاب المعروف بالصحيح وهو من اشد المتعصبين، وكذا يروي الذهبي ذلك ويقول عنه حديث صحيح وهو اشد تعصباً من البخاري لأنه تلميذ ابن تيمية. وأضاف: إن ثبت صحة حديث رضا الله لرضا فاطمة وغضبه لغضبها فقد هلك من اغضب فاطمة والفريقان رووا إنها سلام الله عليها ماتت واجدة على أبي بكر وعمر وغاضبة عليهما فنستنتج إن الله غاضب عليهما ومن يغضب الله عليه هلك قال تعالى: (وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) طه:81. ومن ثم أورد بعض الروايات من كتب المخالفين في مدح الصديقة الطاهرة منها حديث التفاحة وكذا إنها محدِّثة كانت تحدث أمها وهي جنين في بطنها. وقال كذلك: ان المشيئة الإلهية اقتضت ان يكون للنساء سيدة كما للرجال سادة وبعبارة أخرى وكما ورد في الأحاديث الشريفة انه كمل من الرجال كثير ومن النساء أربع: مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله. وقال أيضاً: إن الصديقة الطاهرة لم يراعا حقها ومنزلتها بل ظلمت وهضمت حقها في حياتها وبعد موتها وهذه كتب المؤرخين بل وغير المؤرخين من سائر الكُتَّاب حتى أولئك المختصين بتعبير وتفسير الرؤى والأحلام اغتصبوا حق الزهراء سلام الله عليها وهذا هو ديدنهم وارث أسلافهم. هذا وختم المجلس بذكر واقعة الشهادة المؤلمة وما اكتنفها من أحداث متسارعة فاجعة.
|
|||||
|