مجلس عزاء بذكرى استشهاد الزهراء عليها السلام في مرقد العلامة ابن فهد الحلي

أُقيم في مرقد العلامة احمد بن فهد الحلي رحمه الله مجلس عزاءٍ إحياءً لذكرى شهادة السيدة الجليلة المظلومة فاطمة الزهراء عليها السلام وذلك بتاريخ ليلة الأربعاء الثالث من شهر جمادى الآخرة 1433 للهجرة وبحضور كبير من قبل المؤمنين وأفاضل الحوزة وطلبة العلوم الدينية.

استهل المجلس بتلاوة عطرة من القرآن المجيد ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الحسيني الشيخ وائل البديري والذي استمد بحثه بالمناسبة من قوله تعالى: (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) التحريم:4.

وعقَّب متحدثا حول حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والصعوبات المواجهة مبيناً للأجواء الاجتماعية والأسرية التي اكتنفت حياة الرسول الأعظم والتي عايشتها الزهراء سلام الله عليها مناقشاً ذلك عبر مستويين:

الأول/ المستوى الشخصي وقد بين ذلك عبر المنظور القرآني كما في الآية صدر البحث حيث توقف عند بعض المحطات منها: الفائدة العظيمة في إظهار الجنبة الشخصية لحياة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله والتي بينها القرآن الكريم، سبب نزول الآية الكريمة كان عائشة وحفصة زوجتا النبي، الأمر بالتوبة فيها يُنبأ بخطورة الموقف وارتكاب الكبائر، مسألة التظاهر والتعاون على إيذاء النبي العظيم أعظم ما في الخطورة التي بينتها الآية وان الله سبحانه هو مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وكذا أمير المؤمنين الذي هو صالح المؤمنين.

الثاني/ المستوى النوعي حيث بيَّن أن الآية المباركة أوضحت بعض المثالب في بعض الصحابة والمحيطين بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله الأمر الكاشف عن عدم إدراكهم ومعرفتهم للنبي ومنزلته ومكانته، لذا فالقرآن لم يمدح الصحابة ككل بل البعض وذم آخرين وقد أيد الفكرة بل استدل على ذلك بقوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) الفتح:29.

وأضاف: إن آية النجوى تُنبأ كذلك عن بعض الصفات الخلقية في بعض الصحابة وقد عبَّر القرآن العظيم عن ذلك بقوله تعالى: (ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) الحديد:13.

ومن ثم تطرق إلى جانب آخر من البُعد الشخصي في حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله متمثلا بحياة الرسول من ابنته وبضعته الزهراء عليها السلام متخذاً من حديث الكساء المبارك وما فيه من أبحاث محورا للبحث، خاتماً المجلس بذكر واقعة الشهادة المفجعة وما اكتنفها من أحداث وظلم للزهراء عليها السلام وأهل البيت صلوات الله عليهم.