كربلاء المقدسة تُشيع جثمان المرحوم آية الله السيد محمد كاظم القزويني

 

شهدت مدينة كربلاء المقدسة اليوم الخميس الثامن من شهر جمادى الآخر 1432هـ تشييع جثمان المرحوم سماحة آية الله السيد محمد كاظم القزويني قدس سره صهر سماحة المرجع الديني الراحل السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي قدس سره وبمشاركة جم غفير من علماء ورجال الدين وخطباء المنبر الحسيني الشريف وطلبة العلوم الدينية فضلا عن المؤمنين من الزائرين وأهالي كربلاء المقدسة.

موكب التشييع انطلق في تمام الساعة الرابعة وأربعين دقيقة من مرقد العلامة احمد بن فهد الحلي عليه الرحمة متوجها إلى المرقد الطاهر لأبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام حيث تليت الزيارة المباركة ومن ثم عبر منطقة مابين الحرمين الشريفين إلى المرقد المطهر لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام حيث ووري الثرى في المقبرة الشيرازية في الصحن الحسيني الشريف.

هذا ومن الجدير بالذكر ان سماحة السيد القزويني ولد في كربلاء المقدسة عام 1348هـ وأكمل دراسته الدينية في حوزتها العلمية حتى بلغ مرتبة عالية من العلم والثقافة متخصصا في الخطابة والمنبر الشريف وكانت له محاضرات دينية ومركزة تربوية وتوجيهية وقد تربى على يديه العديد من خطباء المنبر الحسيني الشريف.

استطاع قدس سره عام 1380هـ تأسيس مؤسسة رابطة النشر الإسلامي هدفت الى تزويد مسلمي العالم بالكتب الدينية والفكرية مجانا، وكذا وفق لتأسيس عدة مراكز في دول العالم المختلفة.

له مؤلفات عدة منها سلسلة كتب من المهد الى اللحد وهي موسوعة كبيرة وفريدة حول حياة أهل البيت عليهم السلام وكذا موسوعة الإمام الصادق عليه السلام في خمسين مجلدا.

اثر المضايقات العفلقية في العراق هاجر إلى الكويت ومن ثم إلى قم المشرفة ليواصل عمله التبليغي والرسالي حتى وافته المنية بتاريخ الخميس الثالث عشر من شهر جمادى الثانية 1415هـ وشيع في مدينة قم المقدسة تشييعا مهيبا ودفن فيها أمانة تنفيذا لوصيته لينقل بعد ذلك الى كربلاء المقدسة.

بعد سبعة عشر عام من وفاته جرى إخراج ونقل الجثمان إلى مدينة كربلاء المقدسة حيث المثوى الأخير.

 وجدير بالتنويه انه خلال عملية استخراج الجثمان الشريف شوهد جسده سالما وكأنه قد دفن الآن لم يكدره شيء، وكذا الكتاب الذي أوصى بأن يدفن معه وهو كتابه الموسوم فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد.

هذا وقد قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله عندما حضر الجنازة:«إن من أسباب بقاء جسد السيد القزويني طريّاً وسالماً هو مواظبته رحمه الله على محاسبة النفس يومياً. فيجدر بنا جميعاً أن نعتبر من ذلك، وأن نعمل جاهدين ومخلصين في سبيل الله تبارك وتعالى، وفي طريق المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم أجمعين، كي نخلد ونفوز في الدنيا والآخرة».