مؤسسة الرسول الأعظم تحيي الذكرى الثالثة لرحيل الفقيه الشيرازي في كربلاء المقدسة

   

 :. تحت شعار: «الفقيه المقدس حضارة وسيرة وفقاهة» أقامت مؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله مهرجانها التأبيني السنوي بذكرى رحيل العالم الرباني والفقيه المقدس السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي، وقد أقيم المهرجان في منطقة مابين الحرمين المطهرين الحسيني والعباسي بتاريخ السبت الثالث من شهر جمادى الثانية 1432هـ.

المهرجان استهل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف.

بعد ذلك استقل منصة التأبين سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري دامت توفيقاته لإلقاء كلمته بالمناسبة وقد استمدها من قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى‏ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) فصلت: 53.

معقّباً بقوله: ان الله سبحانه يرينا دائماً آياته الكونية والانفسية, ومن الآيات الالهية التي شهدناها  سماحة آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدس سره صاحب الذكرى, وكان قدس سره دقيقاً محتاطاً في تصرفاته واقواله, وما قرأه أو عمله من سيرة أهل البيت عليهم السلام حاول ان يجسده عملاً ويتمثله واقعاً.

كما وتحدث حول أهمية ان تحترم الأمة سادتها وكبارئها وان تقتدي بهم فإذا جهلتهم أو لم تقتدي بهم انحطت, فالله سبحانه يرفع الأمة التي تعرف قادتها وتتبعهم, في الوقت الذي أكد على ملاحظة مهمة وهي: ان الله سبحانه لم يأخذ في أوليائه عمراً خالصاً حيث اتخذ من عيسى عليه السلام ولياً من اول ساعة ولادته وفي يحيى عليه السلام وهو صبي, ومن العلماء الأولياء فنجد النماذج الصالحة كذلك فعلى سبيل المثال كان في كربلاء المقدسة عالماً جليلاً وصالحاً وولياً يعرف بشريف العلماء المازندراني قدس سره كان يحضر بحثه من المجتهدين  ستمائة ومن المراهقين للاجتهاد اربعمائة, و حين حضرته الوفاة قال بعض المؤرخين عمره كان خمسة وثلاثين والبعض زاد إلى الأربعين.

كما وتحدث حول الصفات النبيلة التي تحلى بها المقدس صاحب الذكرى من الحلم والحكمة والدقة والورع والتقوى, في الوقت الذي تحدث فيه كذلك حول تدرجه العلمي من مرحلة المقدمات إلى البحث الخارج ومن ثم حيث بلغ مرتبة الاجتهاد شرع بالتدريس في البحث الخارج عام 1408هـ.

 

الفقرة الثالثة من فقرات المهرجان كانت لكلمة فضيلة الشيخ علي الطرابلسي ـ مستشار الافتاء الجعفري في طرابلس لبنان ـ حيث استهل كلمته بأبيات مديح بحق أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ومن ثم تطرق للحديث حول الأسرة الشيرازية وما قدمت  من تضحيات في سبيل رفعة الإسلام والمذهب الحق قائلاً: «هؤلاء االقوم حُسدوا ولم يَحسدوا وظُلموا ولم يَظلموا, وكانوا بحق مشاريع عطاء وخير على امتداد العالم الإسلامي ولا ينكر ذلك الا مكابر أو فيه شيء من نفاق».

ومن ثم تحدث عن علم من أعلام هذه الأسرة وهو سماحة السيد الشهيد حسن الشيرازي معرِّجاً بعد ذلك للحديث حول المرحوم صاحب الذكرى قدس سره مبيناً ان الكثير من العلماء والخطباء والمحبين اجمعوا على انه قدس سره كان على مستوى عالٍ من الأخلاق والعلم والعرفان وكيف لا يكون كذلك وقد نشأ في طاعة الله سبحانه في ترعرع بجانب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة.

كما وتحدث قائلاًً: ان الأمم لا تُعرف الا من خلال انتاجاتها وعلمائها ومتروكاتها من صدقة جارية وأعمال خيرية واذا أراد شخص ما ان يعرف مكانة هذه الأسرة الشيرازية الكريمة فالينظر إلى الصروح التي تركوها وخلَّفوها في سبيل نصرة الإسلام وانتشار المذهب الحق.

رابع فقرات المهرجان كان للأدب الرفيع حيث الكلمة الصادقة المعبِّرة بقصيدة للشاعر مهدي جناح الكاظمي في رثاء السيد الفقيد قدس سره كانت تحت عنوان:

مات الردى لما أتى لك ساعيا          وبقيـت فينا يا محمد هاديـا

وخاتمة الفقرات كان مجلس عزاء حيث اعتلى المنبر الحسيني الشريف فضيلة الخطيب الشيخ حسين النصراوي مستمداً حديثه من قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ  وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) المجادلة: 11.

هذا وقد شهد المهرجان حضوراً كبيراً من قبل مكاتب مراجع الدين العظام والمؤسسات الدينية والإنسانية والخيرية ومن قبل الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية والعشائرية وكذا شهد تغطيةً اعلاميةً من عدد من القنوات الفضائية والأرضية والإذاعات المحلية والمواقع الإلكترونية.