فقيه العصر

قصيدة للشاعر السيد حسنين الخطيب

   

فقيه العصر خذ منّـا سلاما           بفيض الدمع نبتـدئ الكلاما

تصدّع قلبنـا والعين تبكي             فعم الحـزن واقتحم إقتحاما

فلولا الصبر في البلوى ولولا            مصاب السبط لجزعنا الحماما

أنرت الدين علماً مستفيضاً              ونلت الفوز في الخلدِ مقامـا

فكم من حكمةٍ وأصول فقهٍِِِ            من القـرآن أعطيت الأنـاما

فقد كنت المفسِّـر للكتابِ            فكم أبـديت للديـن إهتماما

وجيها كنت من بيـن العبادِ           كـأن اللـه قلـدك الوساما

* * * * *

فيـا خلقاً رفيعاً كنت رمزاًً            بدنيـا الفكـر بل كنت الهماما

لنا أعطيت جهداً صار نهجـاً         نهلنـا منـه علـمـاً والتـزاما

قطعت الدرب في وقتٍ قصيرٍ            ضيـاء كنت أجليـت الظلاما

بليغا كنـت تروي بإقتضابٍ           بـهذا العصـر أفرحت الإماما

* * * * *

فقـل للغائب الموعود عذراً          الا يا سيـدي نحـضَ القيامـا

فمؤتـزرين أكفاناً خرجنـا          بأمر اللـه وشهرنـا الحسـاما

نلبي دعـوة الداعـي الينـا          بحاضرنا وفي الـماضي إنسجاما

بطلعتـك البهـيةِ بعـد صبرٍ         وقـد ناديـت للصـبر الى ما

الهـي يـا قريبـاً من فؤادي         غياثـي أنت تعطيـنـي المراما

فأكحـل ناظـري ربي وعجِّل         لمـولانا ظهـوراً وانـتـقاما

* * * * *

فغـادر هـذه الدنيـا بفـوزٍ         ومنهـا راح فرحـاً وإبتـساما

هـي الذكرى سيبقى الخلد فيها         إلى ألأجيـال أخـذاً وإستـلاما

بيـوم كـان حـزناً وانتحابـا        وفقـنا فيـه فخـرا واحـتراما

فعـذراً يا فقيـه العصـر عـذراً        بعـطر المسـك نهديـك الختاما.