مكتب سماحة المرجع الشيرازي في كربلاء المقدسة

يقيم مجلس عزاء إحياءً لذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

   

الثالث من شهر جمادى الآخر ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين الصِّديقة الكبرى بضعة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله فاطمة الزهراء سلام الله عليها وقد أحيا مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة هذه الذكرى بمجلس عزاءٍ استهل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ حسين الحلي ليعتلي المنبر الشريف بعد ذلك سماحة الخطيب الحسيني الشيخ حيدر الخفاجي مستمداً محاضرته من قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ  رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) النور: 36ـ37.

 هذا اليوم هو يوم عظيم على قلب كل موالٍ ومحب لأهل البيت عليهم السلام, وانتم تعرفون جيداً عظمة حادث رحيل سيدتنا الزهراء وما صاحبه من أحداث مؤلمة من ظلم وإرهاب وتسجيل مواقف تاريخية كبيرة لها أثرها الهام على ثقافة الأجيال, وان هناك الكثير من الناس في عالم اليوم الواسع لم يحيطوا علماً بذلك, فالواجب اغتنام وسائل الأعلام الحديثة المختلفة وإيصال مظلومية الزهراء عليها السلام وبخاصة عن طريق الانترنيت الذي يغذي عالم اليوم بأجمعه بالمعلومات وبسرعة كبيرة ودقيقة.

كما وتحدث: عندما نتكلم حول السيدة الجليلة العظيمة فينبغي للحديث أن يكون في جوانب متعددة وأبعاد مختلفة وان كنا لانستطيع الاحاطة في هذه العجالة, لذا فالحديث يتجه أولاً حول بيت فاطمة الزهراء عليها السلام بأعتباره أثراً إسلامياً وعلامة إيمانية  واجبة الاهتمام واقول الحق ان هنالك تقصير واضح من  هذه الناحية الاهتمام بالأثار كبيت الزهراء واجراء دراسات حوله والتقصير باد من المتقدمين والمتأخرين.

وكيف لانهتم بهذا البيت المقدس من ناحية الموقع الجغرافي مثلاً وله الاثر البالغ في فهم الكثير من الامور التاريخية المرتبطة بالعمق العقائدي, ولذا نجد الامم تهتم بتفاصيل آثارها وموروثها لدورها البارز في حضارتها والتراكم الثقافي لديها.

واضاف قائلا: إن بيت فاطمة عليها السلام يبحث من جانبين: الملكوتي الروحي وقد قام ببحثه الكثيرون والآخر من الجنبة المادية والموقع الجغرافي وتفاصيل ذلك والتقصير كما تقدم في هذا الجانب فهو بحاجة الى بحث مستفيض كما هو الحال في بيت أم المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام الذي كان يضم حُجَر عدة فهو ذو مساحة كبيرة احد الحجر كانت بأبعاد 17×9 وكان هذا المكان مخصص للمؤن وخزن البضائع.

 

يذكر التبوني ان في احدى الحجر ذات المساحة  7.12×4 مقصورة تُنسب ولادة الزهراء عليها السلام فيها وكان مشهورا بين الناس نسب هذه الغرفة الى السيدة الزهراء عليها السلام وربائب الرسول صلى الله عليه وآله كما وكانت في بيت خديجة حجرة اخرى للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله هو وخديجة عليها السلام واخرى مختصة بالنبي للعبادة والتهجد واخرى  بمثابة الصالة في عرف اليوم.

هذا البيت اصبح اليوم في خبر كان بل وأُسيء لقداسته ومعنويته عند المؤمنين وقد قام احد المهندسين ببحث مفصل حول هذا البيت ووثق البحث واذيع في قناة الحرة الفضائية حيث قاموا بهدم جميع اثاره وما يدل عليه وبنو محله حمامات ومغاسل.

إذاً طمس معالم اهل البيت عليهم السلام وآثارهم وبخاصة وانهم يعلمون ان بعض المؤمنين عندما يأتي لزيارة هذه الاماكن يقوم بدراستها ليفهم الاحداث التي جرت بدقة وبخاصة وان لتفاصيل المكان مدخلية مهمة, وكمثال لذلك هنا في كربلاء المقدسة على الزائر الكريم ان لايكتفي بالزيارة فقط دون التأمل في المعالم المكانية فينظر الى تفاصيل المخيم الحسيني وموقعه الجغرافي وكذا التل الزينبي وبعده عن المخيم ومحل المعركة ومقتل سيد الشهداء عليه السلام وضريحه ومكان العدو واحاطته بمعسكر الحسين عليه السلام فلو فعل ذلك لتصور المعركة واحداثها بشكل ادق وتفاعل اكثر.

إذاً فالمعالم المكانية تشكل محوراً مهمة في الفهم التاريخي وكذا الدلالة العقائدية و الولائية لذا نجد الاعداء يحاولون طمس هذه المعالم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا بل ويحاولون نسبها الى اشخاص اخرين هم يوالونهم مثال على ذلك في المسجد الاموي بدمشق توجد قبة تنسب الى الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام قمت ببحث مفصل حولها عرفت ان سبب نسبتها الى الامام عليه السلام انه كان عندما يخرجونه من الدهليز للاستراحة كان يجلس هناك تحت القبة ويأتي الناس اليه للسؤال فعُرفت القبةُ بأسمه, الا انه في عهد العثمانيين قاموا ببناء حول الاسطوانات المستندة القبة عليها بغية اخفاء هذا الاثر الا انه جاء بعد ذلك احد المهندسين قائلاً بأن هذا تضييع للآثار وقامو بعد ذلك بأزالة الطابوق وارجاعها الى ما كانت عليه سابقا, وادعى البعض نسبته الى يزيد بن معاوية ليخفي أي اثر لاهل البيت عليهم السلام.

كما وقال: ينبغي الكتابة والتوثيق لهذه المعالم والاستفادة منها في ايصال رسالة اهل البيت عليم السلام للعالم,  شاهدتُ في احدى القنوات قاموا بفلم وثائقي كبير حول معركة بدر الكبرى الا أنهم وخلال وقت الفلم بأكمله لم يركزوا الا على نقطة واحدة كانت هدفهم وهي حراسة أبو بكر لعريش رسول الله صلى الله عليه واله وسلم دون احداث المعركة الاخرى فلم يبينوها  أبدا فالهدف هو إبراز شجاعة أبو بكر ومواقفه لا أكثر من ذلك.

اذاً فالطرف الاخر يحاول توثيق المعالم المكانية وتوريخ الاحداث وفق منظوره خاصة دون الواقع,فلماذا لا نقوم نحن ايضا بصناعة خرائط ورسوم حديثة للمعالم المكانية كبيت فاطمة عليها السلام.

بيت فاطمة بهذا الاسم عرف البيت في لسان الروايات وهو ملاصق للمسجد وفيه باب مشرف عليه قام الوليد الاموي بقصة مفصلة بتهديم البيت بعد ذلك بسبب هذا الباب حيث قال نحن نلعن علي على المنابر وبابه مشرفة على المسجد كيف يكون ذلك فقام بتوسعة المساجد بغية تهديم الدار عند توسعة المسجد النبوي من الجهة الشرقية.

وأضاف بيت فاطمة عليها السلام له من الاهمية بمكان حيث كان مقر المعارضة المسلحة وهو الملاذ الامن للمعارضة الاولى لذلك قامت الاعداء منذ ذلك الحين بمحاربته ومحاولة طمس معالمه واحراقه وقتل الزهراء عليها السلام فيه.

هذا وقد ختم المجلس بذكر مصيبة الزهراء عليها السلام وقصة شهادتها المفجعة.