بحضور علمائي وجماهيري كبير كربلاء المقدسة تؤبن ذكرى الشهيد والمقدس الشيرازي

   

 :. بحضور عدد من أصحاب السماحة والفضيلة وطلبة الحوزات العلمية وشخصيات سياسية واجتماعية ومؤسساتية وشيوخ عشائر ووجهاء أقامت مؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في كربلاء المقدسة وبالتعاون مع مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله مهرجانها السنوي بمناسبة ذكرى شهادة المفكر الإسلامي الكبير آية الله السيد حسن الشيرازي والذكرى الثانية لرحيل العالم الرباني آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدس سرهما وذلك بتاريخ السبت الثلاثين من شهر جمادى الأول 1431هـ الموافق 15/5/2010م بعد أداء صلاتي المغرب العشاء وفي ساحة ما بين الحرمين الشريفين.

المهرجان التأبيني أقيم تحت شعار «علماؤنا حضارة وشهداؤنا كرامة» وقد تمحور وفق ما يلي:

* تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرىء الحاج مصطفى الصراف.

* كلمة مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة وقد تقدم لإلقائها سماحة الشيخ ناصر الأسدي مستمدّها من قوله تعالى: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا  عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُو يَعْمَلُونَ) النحل:96.

مرة أخرى نجتمع لاحياء ذكرى علمائنا الذين خلَّدهم التاريخ نجتمع لنقتدي بهم لنستنير بنورهم ولنحيي قيمهم ومبادئهم ولنستفيد من تعليماتهم وتوجيهاتهم كما نجتمع دوماً لاحياء مراسم ائمتنا سلام الله عليهم.

كم هم الذين جاءوا لهذه الدنيا وملكوا؟ اين الاسكندر المقدوني؟ اين قارون؟ اين من سار على نهجهم واقتدى بطريقتهم؟ قد أصبحوا اثراً بعد عين..

واضاف: اليوم نجتمع لاحياء ذكرى علمين جليلين اتفقا على مجموعة قيم حضارية لاحياء الأمة اهمها: الاخلاص/ اجمع كل من التقى سماحة السيد الشهيد حسن الشيرازي وسماحة السيد محمد رضا الشيرازي قدس سرهما على اخلاصهما بدرجاتٍ عالية في مسؤولياتهما، وان السادة الأجلة اتفقوا في اجتماع خاص على ان يرحلوا عن الدنيا دون ترك درهماً لوراثهم عاشوا دون ان يتركوا داراً أو غيره.. فمثل هذه الأمور القليل من اطلع عليها وكذلك من مثيلاتها التي لم يطلع عليها إلا القليل ان السيد الرضا كان حافظاً للقرآن الكريم وان لم يكن كذلك فإنا اقطع بأنه حافظ لجزء كبير منه، كما وان من ميزاته أنه طوال حياته ما انفك عن صلاة الليل وقد ربى شبليه الجليلين على ذلك وكان يؤكد ان لم تستطيعا اداء صلاة الليل كاملة بنوافلها فعليكم بالشفع والوتر وإلا فالوتر وحدها.

 

إذاً فالإخلاص كان من أهم ميزات العلمين صاحبي الذكرى هذا أولاً وثانياً: الاصالة/ وهذه ميزة مهمة عند العلماء الذين يتصدون للإصلاح عليهم ان لا ينسوا مبادئهم بل عليهم المضي قدماً منظِّرين ومدافعين، سماحة السيد حسن الشيرازي دافع عن الإسلام ومبادئه وقيمه دفاعاً عظيماً ونظَّر التنظير العلمي في هذا الصدد ففي الستينات من القرن الماضي كتب في الإقتصاد الإسلامي كتاباً رائعاً وقد درسته ودرَّسته استطاع الشهيد من خلاله عكس النظرية الإسلامية الصحيحة في علم الإقتصاد ولو طبق فلا فقر ولا بطالة ولا ازمة سكن ولا غيرها، وهذا هو واقع الإسلام الإمام علي عليه السلام أبان حكمه وهو يتفقد الرعية في الكوفة رأى رجلاً يستجدي الناس فقال الإمام علي عليه السلام ما هذا؟ قاصداً الظاهرة لا الرجل لأنه سلام الله عليه أحل العدالة في ربوع دولته.

ثالثاً: الأمر الثالث الذي تميزا به الحداثة، فالإسلام رائع إلا أنه بحاجة الى ترجمة حديثة فكانوا من الدعاة الى ذلك ومن العاملين له، للسيد الرضا قدس سره كتاب «إرادة الإنسان فوق التحديات» وهي خير ما يمثل الحداثة الإسلامية وكتبه الأخرى كذلك، وللسيد حسن الشهيد موسوعة الكلمة وهو خير شاهد على ذلك.

كما وأضاف الآن لنتسائل ما مسؤوليتنا تجاه العلمين الشيرازيين صاحبي الذكرى؟

هذا السؤال وجهه أحد المؤمنين للسيد المرجع دام ظله قائلاً: ما هي مسؤوليتنا تجاه السيد الرضا قدس سره؟

والجواب كان: بالإقتداء به والسير على نهجه وعندما قال السائل بأنه لا يستطيع ان يكون مثل الرضا وهو علم فقال السيد المرجع بالمقدار الذي تستطيعون وفي هذا الصدد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «لأن يكون عبرة خير من ان يكون مفتخراً».

إذاً فالإقتداء وكذلك ينبغي احياء التراث، حيث ان السيد الفقيد قد ترك آلالاف من الشرائط والأقراص من شأنها لو استثمرت ان تؤسس لنهضة ثقافية للأمة.

سلام الله على شهدائنا الأبرار وعلمائنا العظام لاسيما العلمين الجليلين صاحبي الذكرى.

 

* قصيدة بالمناسبة للسيد موسى الحيدري.

* كلمة فضيلة الشيخ حسن الخويلدي «أحد وكلاء السيد المرجع بالمملكة السعودية» وقد استهلها بالحمد والثناء والصلاة على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآل بيته الأطهار ومن ثم قال: حينما يكون الحديث عن عالمين جليلين أوقفا نفسيهما لله تعالى اقصد المفكر الإسلامي الكبير آية الله السيد حسن الشيرازي والسيد الجليل آية الله محمد رضا الشيرازي أعلى الله مقامهما يكون الحديث بالتأكيد حول العلم والعلماء حديثاً ذا حلاوة وأهمية بمكان فقد بلغا درجات عالية فضلاً عن الخصال الحميدة التي تميزا بها وبخاصة خصلتين ينبغي لجميع طلبة العلم التحلي بهما وهما الإخلاص والذود عن حريم أهل البيت عليهم السلام.

فالإخلاص نجده في كلام أمير المؤمنين عليه السلام واضحاً حيث قال: «..عليكم بالعلم بما لا يقبل العمل إلا به وهو الإخلاص» وواضح في اللغة اسلوب الإغراء الذي يقابل التهديد في كلام الإمام عليه السلام وهذه الخصلة أي الإخلاص نجد العلمين الجليلين خير من تميز بها.

أما الخصلة الأخرى فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «الله الله بذرية نبيكم فلا يظلمون....» وفي كلام له آخر قال عليه السلام: «أوردوهم ورود الهيم العطاش» ومما لا يخفى ان السيدين الجليلين قاما بدور عظيم في الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام حيث دافعوا وناظلوا فكرياً وعقائدياً وكذلك نزلوا الى الميدان فعلاً مطالبين برفع الظلم والحيف عنهم ومن يتابع حياة الشهيد السيد حسن يجد الأمر جلياً فقد سافر بمعية آية الله السيد مرتضى القزويني والسيد عبد الحسين القزويني الى السعودية مطالبين باعادة بناء البقيع الغرقد وكان الأمر يفلح لولا..؛ وكذلك دوره الفاعل مع العلويين في الشام واصدارهم البيان التاريخي «العلويون شيعة أهل البيت عليهم السلام».

أما السيد محمد رضا فمن يتتبع محاضراته وأعماله يجد الأمر جلياً واضحاً فكان يواسي أهل البيت عليهم السلام دائماً مستذكراً لمظلوميتهم تنقل زوجته انه رضوان الله عليه لم يشرب ماءاً بارداً أبداً وحينما أسأله كان يقول ان سيدي ابا الفضل العباس عليه السلام مات عطشاناً ولم يشرب الماء مواساة للحسين عليه السلام وانا لا أستطيع فعل ذلك فأواسي بالإبتعاد عن الماء البارد حتى أموت فكان بحق ذائباً في أهل البيت وذائداً عنهم سلام الله عليهم.

 

* قصيدة للشاعر علي حميد الشويلي القادم من مدينة الرفاعي ذي قار تحت عنوان «قراءة في كف الله» كان مطلعها:

نزفتما الحبَ حين الحرب تحتفل                      وجئتما الله حين الكل قد رحلوا

* ختام المهرجان التأبيني كان بقراءة مجلس عزاء لخطيب المنبر الحسيني السيد مهدي المنوري وقد استمد من قول الإمام الصادق عليه السلام حول السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها: «وعلى معرفتها دارت القرون الأولى».

هذا وقد تميز المهرجان بحضور علماء وفضلاء وقنوات فضائية فمن مكاتب المراجع والمؤسسات الدينية والسياسية حضر: وفد العتبة الحسينية المطهرة، وفد العتبة العباسية المطهرة، مكتب آية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر، مكتب المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي، وفد مكتب السيد علي الواعظ وبمعيته وفد من أهالي مدينة الكاظمية المقدسة، طلبة العلوم الدينية ووفد من خطباء المنبر الحسيني الشريف، المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، السيد محافظ كربلاء، جامعة أهل البيت، مؤسسة سيد الشهداء للتنمية، مؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في قضاء الهندية، مدير شرطة كربلاء، وفد دائرة الإقامة في كربلاء، مدير التسجيل العقاري، مدير بلدية كربلاء، مدير دائرة البريد، مدير البلديات، مدير مؤسسة السجناء السياسيين، جمع من قضاة ومدعين عامين في محكمة استئناف كربلاء.

ومن الشيوخ ووفود الأهالي فقد حضر: عميد السادة آل ياسر، عميد السادة الحيدرية، وفد عشيرة خفاجة، وفد قبيلة كنانة، وفد أهالي الهندية.

أما القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية الأخرى فقد حضر كل من: قناة الزهراء الفضائية، قناة الأنوار الفضائية، قناة السلام، قناة المهدي، قناة الفيحاء، قناة سلام الفضائية، قناة الفرقان، قناة الغدير، قناة فورتين، قناة الأنوار 2، قناة إمام حسين عليه السلام الناطقة بالفارسية، فضلاً عن العديد من المواقع الألكترونية.