بمناسبة ختام العام الدراسي مدرسة ابن فهد تعقد ندوتها الفكرية السنوية السادسة

 

 بمناسبة ختام العام الدراسي الحالي 1430هـ عقدت حوزة كربلاء المقدسة مدرسة العلامة أحمد بن فهد الحلي قدّس سره ندوتها الفكرية السنوية السادسة بمقر المدرسة الكائن في شارع قبلة مرقد الإمام الحسين عليه السلام بتاريخ الأربعاء الثالث والعشرين من جمادى الآخرة/ 1430هـ وبحضور عدد من العلماء والفضلاء وطلبة العلوم الدينية، وقد تمحور فقرات الندوة وفق التالي:

* إستهلال الندوة كان بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد السيلاوي.

* جانب من كلمة سماحة الشيخ طالب الصالحي: وقد استمدها من الحديث الشريف «العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء» يشير الحديث الى نكتة في غاية الأهمية وهي الفرق بين سماع العلم واستماعه، فمن يدرس العلم لذاته فقط يكون من الذين يسمعون، أما من يدرس العلم ويتعلم لهدف العمل وتحقيق الغاية الربانية منه فهو من الذين يستمعون، فيكون من العلماء الذين قذف الله العلم في قلوبهم.

الإنسان الذي يدرس ويتتلمذ على طول السنة الدراسية ويحصل على معلومات جمة لا يكون لها تأثير عليه وعلى مجتمعه مالم يكن عارفاً لماذا يتعلم ملتفت إلى ذلك، وعندما يرى الله عبده وحالة الإستماع يركّز العلم في قلبه ويثبته في صدره ويجعل من تلك العلوم أنواراً تنير الطريق له ولمحيطه فعلى طالب العلم أن يكون شمعة تنير للآخرين وتهدي الآخرين وتخرجهم من الظلمات الى النور، ذلك هو النور الإلهي ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

كما وأشار إلى أهمية التبليغ وضرورته بوسائله المتعددة مؤكداً إحتياج المجتمع إلى طالب العلم المبلغ المترجم علمه إلى عمل فقد ورد في الأثر «من عمل بما علم ورثه الله علم ما لا يعلم» وبالتالي يكون مصداقاً للحديث الشريف في أن «العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء» فعلى طلبة العلم أن يكونوا مبلغين لرسالات السماء قال تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَ اللهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) الأحزاب:39.

 

 هذه هي الأمانة والمهمة التي وضعناها فوق عاتقنا فالكل بحاجةٍ لنا والكل ينتظر، الأسرة والعائلة الكبرى والعشيرة والمجتمع فالكل ينتظر أن تقطف الثمار بعد أن أينع الزرع ونضج، ولنا في علمائنا الأعلام القدوة الحسنة فالسيد بحر العلوم قدس سره تشرف بلقاء الإمام صاحب الزمان وكان السبب في ذلك أنه نذر نفسه لتبليغ تعاليم أهل البيت عليهم السلام ونشر فضائلهم فعلى الأخوة اغتنام فرصة العطلة الصيفية لأجل الأهداف العليا وبخاصة في شهر رمضان المبارك.

* جانب من كلمة سماحة الشيخ فاضل الصفار: (إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) الرعد:11 لعل هذه الآية تنطبق على ظرفنا بشكل كبير، فالناس عامة على قسمين أما ناجحون أو فاشلون وهذه قاعدة عامة لا تختص بشريحة دون أخرى، ففي صنف الأطباء هنالك الطبيب الحاذق الناجح والطبيب الفاشل وفي التجار كذلك ناجح وفاشل والخطباء كذلك، فهنالك من الخطباء إذا ما أُعلن بإعلان صغير أنه سيرتقي المنبر تجد الآلاف منتظرة بل لربما يأتون من محافظات ومدن أخرى للاستفادة منه لأنه ناجح، وخطيب فاشل لا يحضره إلا القليل، أشخاص محدودة غير مكترثة لما يقول لأنه فاشل، والأستاذ في الحوزة كذلك، والوكيل للمرجع الديني كذلك، وهنا نتسائل ما السر في ذلك؟ أين سر النجاح والفشل؟ ما السبب في ذلك؟ فلا يوجد شيء بلا سبب ولا يوجد شيء إسمه الصدفة, ولا يوجد شيء إسمه الطفرة كما ثبت في الفلسفة بل إن العالم محكوم بقانون الأسباب والمسببات، وهو قانون شامل للجميع المؤمن والفاسق، المسلم والكافر، كذلك نجد أن الدول الإسلامية عندما لم تسلك طرق النجاح فشلت في كثير من الميادين في الوقت الذي تجد فيه الدول المسيحية والكافرة نجحت في كثير من الميادين لأنها سلكت طرق النجاح.

 

نعم الإيمان والعدالة ينفعان في الآخرة أما الحياة الدنيا فمحكومة بقانون الأسباب والمسببات، فعلى كل من أراد الصعود والرقي الأخذ بذلك القانون، فالله سبحانه وتعالى يهب التوفيق الذي يأتي باختيار الإنسان نفسه.

وأضاف قائلاً: يقسم علماء النفس الناس الى آمليون وعمليون، فالقسم الأول يامل ويتمنى دون أن يعمل وعبّر أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك بقوله «الأماني بضائع النوكا» أما القسم الآخر فإنهم يعملون فقط دون تخطيط وحياتهم غالباً فوضوية لا يصلون بعملهم إلى هدف، وبذلك فالقسم الأول قسم فاشل وهم الآمليون والآخر وهم العمليون كذلك فاشلون، انما القسم الناجح فهو من يخطط ويعمل أي أمل وعمل وهم الناجحون في الحياة.

هذا وقد ذكر بعض القصص المؤيدة لما تقدم.

* كلمة ختام الندوة كانت لسماحة الشيخ عبد الكريم الحائري، حيث ناقش من خلالها محاور عدة تمركزت حول أهمية اغتنام العطلة الصيفية وبذل الجهود المطلوبة في مسألة التبليغ وأهمية إقامة الدورات وتبليغ الأوامر الإلهية مؤكداً أنه لربما كلمة يقولها المبلّغ تثمر إلى يوم القيامة ولربما لا يحس هو بأثرها إلا إنها تنمو وتكبر وتكون لها الآثار الايجابية.

كما وأكد على أهمية المطالعة وبخاصة حول المعارف والارتقاء بالنفس وتعميق الولاء لأهل بيت العصمة والنبوة عليهم السلام والاستمرار والمواظبة في زيارة مراقدهم صلوات الله عليهم متحدثاً حول آثار زيارة المراقد المقدسة.