|
|||||||||
حوزة كربلاء المقدسة تختتم أعمال مؤتمرها التبليغي السنوي الرابع
خاص: الشيرازي.نت اختتمت حوزة كربلاء المقدسة مدرسة العلامة احمد بن فهد الحلي قدس سره مؤتمرها التبليغي السنوي الرابع والذي استمر لمدة يومين للفترة 27- 28 /جمادى الثانية /1429 هـ. اليوم الثاني من أعمال المؤتمر تبرمج وفق المحاور التالية: * تلاوة آيات من الذكر الحكيم. * كلمة سماحة العلامة الشيخ حسين الأميري: تقدسوا يقدسكم الله والناس، إننا وبلحاظ الناس نراهم يميلون إلى بعض رجال الدين ويركنون أليهم ويأنسون بهم دون البعض الآخر، بل أكثر من هذا نفس رجال الدين يميلون إلى رجل دين دون آخر ويأنسون به ويركنون إليه، ولعلكم لمستم ذلك، فما هو السبب؟ وأين يكمن السر؟. والجواب ان السر يكمن في القدسية، اذا كان رجل الدين مقدّس الفته النفوس واطمأنت إليه، فالقدسية فيها عنصر الجذب وانها تشكل الجانب المهم في شخصية رجل الدين، وهذا العامل أي القدسية مهم جداً لرجل الدين سواء كان طالب دين ام دنيا، والآن نتساءل كيف نتقدس؟ ماهي الآلية الخاصة للحصول على التقديس؟ هنا سأذكر مجموعة من الآليات الموصلة للقدسية والمحافظة على الشخصية الحقوقية لرجل الدين، وسأبحثها على محورين: الأول: عوامل التقديس عند الله سبحانه وتعالى: ويمكن إيجازها في عبارة واحدة، فعل الواجبات بأجمعها والمستحبات في الجملة وعلى رأسها صلاة الليل ونافلتها وترك المحرمات والمكروهات. الثاني: موازين التقديس عند الناس: المجتمع يقدس رجل الدين اذا امتلك عامل القداسة عند الله إضافة إلى رعاية موازيين المروءة وانها تختلف باختلاف المجتمعات والاعراف، فما هي تلك الموازيين؟ أ ـ السكينة والوقار، في الذهاب والإياب والكلام والحركات والسكنات وفي كل شيء، الناس عموماً يريدون ذلك من رجل الدين. ب ـ الحياء، رجل الدين يجب ان يكون حيي وان كان لا يتمتع بهذه الخصلة ينبغي له ان يتصنع ذلك في بداية الأمر ويستمر عليه حتى يتهذب حقيقة بذلك، تنقل بعض الروايات ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان حيياً حتى في أمر الفراش مع زوجاته. ج ـ تجنب بعض الامور منها: 1ـ عدم اسقاط التكلف او ما هو معروف بـ (الميانة) مع عامة الناس قدر الامكان أي يجب مراعاة الاداب والرسميات مع الغير فإن لم يراع ذلك تدريجياً يفقد القدسية. 2ـ تجنب المزاح مع عامة الناس مهما امكن بل تجنب المزاح المبتذل مع رجال الدين الآخرين، لا اقول ان يكون عبوساً قمطريراً لكن اقول في حدود الاداب والمحافظة على القدسية، وما يقال بين الاحباب تسقط الاداب قاعدة خطأ بل بين الاحباب تراعى الاداب وتترفع. 3ـ تجنب الذهاب إلى اماكن لا تناسب ومكانة وقدسية رجل الدين بنظر العرف مثل الجلوس في المقاهي. 4ـ مراعاة المستحبات عند تناول الطعام سيما في الضيافات فرجل الدين مراقب من قبل الجميع. 5ـ تجنب الجدال والمراء مطلقاً لا سيما مع عامة الناس، فالمجادل لا يريد الا ان يثبت رأيه، فإن رأيتم انه يريد بحثاً علمياً موصّلاً الى الحقيقة فلا بأس والا فإن الجدال لا خير فيه فالواجب تركه.
* كلمة سماحة الشيخ محمد تقي الذاكري وكيل السيد المرجع في واشطن ومسؤول مكتب السيد المرجع في النجف الاشرف. قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة: 105. الكثير من الأفاضل والعلماء كانوا منذ بداية دخولهم هذا السلك الشريف يعملون ويدرسون وتحملوا المشاق وكان بعضهم له اثر طيب في التأليف إلا ان اسمه اندثر بعد ذلك وبعد بلوغه المراتب العالية والشريفة ما هو السبب في ذاك؟ احد كبار العلماء لزلة عقائدية اسمه اندثر في التأريخ كان يقول بسهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاء من بعده علماء اقل منه عملاً ومرتبة الا ان التأريخ خلّدهم اكثر منه لعدم وجود مثل تلك الزلة عندهم. قال سلمان عليه السلام: (من أصلح جوانبه أصلح الله برانية). يجب ان يكون العمل الصالح والإخلاص العميق متلازم مع التحصيل العلمي، انا لم أرى السيد الشهيد حسن الشيرازي إلا وأنا صغير وعندما هاجرت إلى سوريا كان سماحته قد استشهد قبل سنتين، الا انني ما دخلت إلى سوريا إلا ورأيته حاضراً بإعماله وأنشطته العملاقة هناك، رجل باخلاصه استطاع ان يحول منطقة السيدة زينب عليها السلام إلى أفضل المناطق السياحة في سوريا بعد ان كانت مهملة. وتابع قائلاً: الإنسان اذا عمل بإخلاص نجح أيما نجاح سماحة السيد المرجع آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله يذكر ميزة لسماحة السيد الفقيد محمد رضا الشيرازي قدس سره كان يقول انه يعمل بما يعلم، وكان معروفاً رحمه الله انه ليلة الجمعة له رجفة وعندما سُأل عنها اجاب بان غداً الجمعة وسيأتي ثلاثمائة شخص أو أكثر للاستماع إلى المحاضرة التي سألقيها، فهل أستطيع ان آتي بكلام يعادل عند الله ثلاثمائة ساعة من وقت الآخرين. وهنا لا بد من الالتفات إلى نكته مهمة وضرورية لرجل الدين وهو احترام الطرف المقابل فضلاً عن الإخلاص العميق. اذاً أصلح الانسان باطنه استطاع ان يتخذ القرار الصائب و إلا فالقرار غير صحيح. وتواصل قائلاً: يشهد العالم اليوم مشاكل عديدة وهجمات كبيرة على العالم الإسلامي سيما أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام فعلى رجال الدين أن يتسلحوا بالعلم لازم للتصدي لها وان يكونوا دائماً مستحضرين للمطالب العقائدية والفقهية، كما ويجب أن يكون رجل الدين صاحب مؤسسة اجتماعية وتربوية، سماحة السيد المرجع كان يقول: ( كل رجل دين هو مؤسسة اجتماعية وخدمية يرجع إليه الفقير واليتيم والذي له مسألة أو حاجة). * كلمة سماحة العلامة الشيخ حسين فدائي: قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاُِولِي الْأَلْبَابِ) يوسف: 111 ينبغي لطالب العلم أن يكون منتبهاً يقضاً عالماً بزمانه, فالعالم في زمانه لا تهجم عليه اللوابس, كما ورد في الحديث الشريف, كما وينبغي لطالب العلم والمبلّغ باعتباره مصلح أن يكون محدداً لهدفه وآلية الوصول إليه، الإمام الشيرازي الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره كان محدد هدف في احتياج الأمة إلى ثورة ثقافية، فعمل من أجل ذلك واعد العدة لذلك فهيئ نفسه حيث حصل على مرتبة الاجتهاد وطالع أكثر من خمسة آلاف كتاب في مختلف العلوم وكذلك من الناحية الأخلاقية والأجتماعية حيث جعل نفسه في خدمة المجتمع إلى درجة أنه كان ينام أربع ساعات فقط وعشرون ساعة كان يقضيها بالعمل بمختلف أشكاله ومن خصاله المؤدية إلى نجاحه أنه كان أعلى الله درجاته حافظاً لكثير من قصص العلماء ومعتبراً بها، فعلى سبيل المثال نقل لنا يوماً قصة أود نقلها لعلنا نعتبر بها، قال: جاء شخص إلى سماحة المرجع الديني الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني رحمه الله قائلاً يا سيدي قد بلغت رأس السنة الخمسية وأملك الآن ما هو فائض عن مؤنتي خمسة الآف دينار فكم خمسها أجابه السيد آلف دينار فوضع بين يدي السيد مبلغ ثمان مئة دينار وعندها قال له السيد ألم تقل أن المبلغ خمسة الآف دينار، قال يا سيدي أنا أردت أن أستأذن منك في أمر، وهو اني أطلب شخص تاجر يهودي مبلغ مائتي دينار وقد أصابته خسارة كبيرة فأطلب أن تمهلني إلى أن يسد ما بذمته لي وأحضر المبلغ لكم. عندها أطرق السيد قليلاً ثم قال: هل صحيح أنه خسر، قال الرجل: نعم أنا متأكد، فقال السيد: أذهب إليه وأعطه هذا المبلغ الثمان مائة دينار إضافة إلى المأتي دينار، وقل له: أن طرفك الآن هو السيد الاصفهاني. ذهب الشخص إليه وأخبره بالأمر عندها أسلم اليهودي وعائلته لحسن أخلاق السيد الاصفهاني.
|
|||||||||
|