كربلاء المقدسة تؤبن الشهيد الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم

بحضور غفير من المؤمنين أقيم في ساحة الطف بين الحرمين الشريفين بكربلاء المقدسة الذكرى السنوية السادسة والعشرون لرحيل المفكر الإسلامي الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي قدس سره الشريف.

استهل الحفل بآي من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الحاج مصطفى الصراف و أعقبته كلمة الأسرة الشيرازية ألقاها سماحة العلامة السيد محمد علي الشيرازي جاء فيها أن الدماء الطاهرة التي أريقت في كربلاء واختلطت بماء الفرات من دماء الحسين وأصحاب الحسين عليه السلام إلى يومنا هذا الذي يقتل فيه الآلاف من أبناء هذا الوطن الجريح لأن ذنبهم الوحيد حب محمد وآل محمد ولأنهم متمسكون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام الدور العظيم لعلمائنا الأعلام الذين أوصلوا الدين ومفاهيم أهل البيت إلينا وما أكثر العلماء الذين استشهدوا دون آرائهم ومواقفهم آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي كان من العظماء الذين نالوا الشرفين شرف العلم وشرف الشهادة ولكنه رحمه الله لم يكتف بطرح النظريات فحسب وإنما كان من المبادرين الأوائل للممارسة الميدانية والعملية والدخول في المواجهة مع تلك الأنظمة المستبدة التي رفعت راية الشيطان مقابل راية الرحمان وخطط للإطاحة بتلك الأنظمة في محاولة إنقلابية لذلك كان المفكر الإسلامي الأول الذي أدخل في زنزاناة قصر النهاية في السجن وحيث مورس بحقه أبشع أنواع التعذيب وكان يعتقد أن الحل والخلاص من هذه الأزمات المعقدة التي وقع المسلمون فيها إنما لإنهاض كافة شرايح المجتمع.

ومن ثم نشيد لفرقة المآذن للإنشاد التابعة لمؤسسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.

وكانت بعده كلمة لسماحة العلامة السيد احمد الصافي وكيل المرجع الديني السيد السيستاني دام ظله وعضو الجمعية الوطنية قال فيها: الدم ليس أمراً يسيراً أن يسخى به الإنسان وإذا سخى به لابد أن ينتج إنتاجاً غزيراً وتتحول الأرض الجبارة بدماء الشهداء إلى أرض خصبة والاحتفاء بالشهيد الشيرازي قدس الله نفسه الزكية هو احتفاء ليس بشخصه بل احتفاء بنهج وسلوك تعودت عليه مدرسة أهل البيت عليهم السلام فعندما نقرأ التاريخ قراءة جيدة نرى بأن هناك علامات استفهام كثيرة توجه رجالاً محددين ومعينين ولماذا لا ينظمّ هؤلاء الرجال إلى ركب الدولة وحاول الحكام دائماً أن يمدّوا أيديهم لغرض استجلاب هؤلاء إلى مضاعدهم بشتى الوسائل، وتبقى علامة الإستفهام بلا أجوبة لكن يأتي الجواب بعد حين عندما نرى هؤلاء قد استشهدوا بسم أو سيف أو رصاصة فإنّ هذا جواب ذاك السؤال.

فعندما نقرأ هذه الصفحات يجب أن نفهم وإذا فهمنا يجب أن نعمل.

والشهيد الشيرازي عندما نتحدث عن نسبه نرى أن مجموعة من الناس على مر التاريخ لم يجعلوا نسبهم متكئاً يتكئون عليه دائماً ويكتفوا بذلك من أجل التأييد ويستريحوا من هم العمل ومن هم الجهاد والشهيد الشيرازي رحمه الله لم يكن من هذا النمط رغم أن اجداده كانوا من زعماء الطائفة، بل واجه المسألة بنفسه وتصدى فكراً وقالباً ومحتوىً.

وأضاف قائلاً إن مواجهة النظام العفلقي في زمن محدد كان صعباًَ، والتنبؤ بمصير هذا النظام كان أصعب فقد كان نظاماً متعدد الاتجاهات ظهر تارة بلباس الدين وتارة بخلعه ويتماشى مع متطلبات مصلحته. عندما نتصدى له في وقت مبكر فمعنى ذلك إننا نفهم هذا الفكر ونفهم خطورته ولابد أن تقول كلمة بوجهه عندما نعرّض أنفسنا إلى سطلة السلطة في قضيّة لم تكن بيّنة أمام جماهير الناس والأمة فنحتاج صراحة مع أنفسنا وقوة ونحتاج أيضاً إلى بيان حتى نقنع الناس بأن الذي نعاديهم أنهم أناس شرذم وعصابة تريد أن تأتي بالبلد على الأخضر واليابس والشهيد الشيرازي تمتع بهذا الذهن المتوقد عندما شخص أين يكمن الداء، والأمة لا تستوعب الداء وتنخدع بعبارات ظاهرها دواء وباطنها داء فلابد أن نوقظ الأمة وإن كان من طريق المقاومة التي تؤدي بنا إلى التصفية الجسدية.

وبعد الكلمة التي ألقاها السيد الصافي تلى الشاعر رضا الخفاجي قصيدة رائعة في مدح الشهيد السعيد.

ومن ثم كلمة الشيخ مقداد البغدادي عضو الجمعية الوطنية ورئيس تجمع الأكراد الفيليين استهلها بالآية المباركة (ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من أتى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً) وأضاف قائلاً إننا اليوم نحتفل برمز من الرموز وقائد من القادة وعالم من العلماء هذه الشخصية التي عرفت بالعلم والفضيلة والجهاد والتضحية في سبيل أهل البيت عليهم السلام.

بعدها سلّط الضوء على بعض الملفات في الساحة العراقية كلجنة كتابة الدستور وتفاصيلها.

بعد ذلك كانت قصيدة للشاعر حسان علي الموسوي.

وفي الختام كانت كلمة جامعة كربلاء ألقاها الدكتور عبود جودي الحلي عميد كلية الشريعة في الجامعة.

هذا وقد حضر المهرجان ممثلية آية الله العظمى السيد علي السيستاني وممثلية آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي وممثلية آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، ومحافظ مدينة كربلاء الدكتور عقيل الخزعلي، وعميد كريم قائد شرطة كربلاء، وسكرتير وزير الداخلية، وممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وممثل حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق، ورئيس محكمة استئناف، ومجلس السادة الأشراف، ووفد من الديوان الوقف الشيعي، وبعض من أعضاء الجمعية الوطنية العراقية، وكوكبة من شيوخ العشائر كعشرية بني كعب وآل نهبان وعشيرة طي وبني وائل وبني حسن وآل ياسر وبني عارض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

>