أساتذة وطلبة حوزة الإمام الجواد عليه السلام في زيارة الى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

ينبغي للنساء أن يكنّ عالمات حتى يبلّغن للنساء. وإن شاء الله تجعلون فرعاً آخر لتعليم النساء. فالأخوات والأمهات والزوجات كلهنّ بحاجة إلى تعلّم الدين. فقد قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وفي حديث شريف آخر عنه صلى الله عليه وآله، أيضاً: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة».

هذا ما أكّد عليه المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في إفاداته القيّمة بجمع من المؤمنين من العراق، كان فيهم أساتذة وطلبة مدرسة الإمام الجواد صلوات الله عليه العلمية من بغداد، الذين زاروا سماحته في بيته المكرّم، بمدينة قم المقدّسة، في الأول من شهر جمادى الأولى1437للهجرة (10/2/2016م).

وقال سماحته في إرشاداته القيّمة: لو رجعنا قرناً ونصف إلى الماضي أو أكثر، فإنه كانت هناك حوزة علمية في مدينة كربلاء المقدّسة، وكان فيها مدرّساً اسمه (الشيخ محمد شريف العلماء) وكان عمره آنذاك دون الثلاثين سنة، وكان عدد التلامذة الذين يحضرون درسه ويدرسون عنده ألف طالب. وكان من تلامذته الشيخ الأنصاري (صاحب المكاسب)، والسيد مهدي القزويني الذي كتب التاريخ عنه أنه تشيّع بسببه وفي زمانه (100) ألف من غير الشيعة. ومن تلامذة شريف العلماء السيد ابراهيم القزويني صاحب كتاب مهم في الأصول، والسيد نظام الدين الاسترآبادي الذي خلّف كتاباً في علم الأصول ولم يطبع لحد الآن، وإن طبع فسيكون في موسوعة من عشرين مجلّداً وهو كتاب (تبيان الأصول).

وأضاف سماحته: ولو أردنا أن نعرف تلامذة شريف العلماء، وأنهم من كانوا، فربما لا نفلح إلاّ في معرفة مائة منهم فقط كأقصى حدّ. والسؤال هنا هو: أين الباقون من تلامذة شريف العلماء؟ أين الـ(900) تلميذاً منهم؟ ولماذا لم يبقى حتى أسمائهم؟ ولماذا خلّد ذكر واسم أمثال الشيخ الأنصاري؟

وأوضح سماحته: أنتم الآن في مقتبل عمركم، وإذا أردتم أن يبقى اسمكم بعد مائة وخمسين سنة مثلاً، فهذا يرجع إلى همّتكم وأنفسكم أنتم، وإلى كيفية الاستفادة من يومياتكم. فإذا عملتم بجد بثلاث أمور، فستوفّقون كالشيخ الأنصاري والسيد مهدي القزويني والسيد نظام الدين الاسترآبادي، وإلاّ فلا.

وشدّد سماحته، بقوله: إذا صارت المشاكل سبباً في أن يترك الإنسان الدرس وطلب العلم والجد والنشاط، فسوف لا يوفّق، أو يوفّق قليلاً. إذن أليس من الباعث على الأسى أن لا يصير الإنسان بعد سنين من الدراسة كالشيخ الأنصاري؟

كما أكّد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ نيل الموفقية، كالتي نالها الشيخ الأنصاري وغيرهم من العلماء الماضين، بحاجة إلى الأمور الثلاثة التالية:

الأول: الإخلاص لله تعالى ولأهل البيت صلوات الله عليهم، في كل الأمور.

الثاني: النشاط المستمر.

الثالث: الأخلاق الحسنة. فمن تجتمع فيه هذه الأمور الثلاثة، فسيكون اسمه وذكره مخلّداً وباق حتى إلى أكثر من ألف وألفين سنة وليس قرناً أو قرنين. وسيبقى مع أهل البيت صلوات الله عليهم أحياء.

أسأل الله تعالى أن يوفّقكم جميعاً.