مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يستقبل أساتذة وطلبة مدرسة الزهراء عليها السلام للعلوم الدينية

استقبل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة بتاريخ الأول من شهر جمادى الأول 1436 هجرية أساتذة وطلبة مدرسة الزهراء عليها السلام للعلوم الدينية في بغداد، وكان في استقبال الوفد سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مهدي الشيرازي ـ نجل الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي قدس سره ـ وكذا سماحة العلامة الحجة الشيخ طالب الصالحي ـ مدير المكتب ـ.

وقد ألقى سماحة السيد مهدي الشيرازي كلمة بالمناسبة حول الصراع القائم بين حضارة الإسلام وحضارة الغرب، حيث بين أن العديد من الحضارات كحضارة الروم والفرس والفراعنة وغيرها انهارت وانتهت وتولدت حضارات أخرى، فما هي أسباب الانهيار؟ وفي المقابل ما هي مقومات البقاء؟ حريٌ بالعقلاء البحث والوقوف على الأسباب والمقومات.

وأضاف: في واقعنا المعاصر فإن الحضارة الوحيدة التي تقف اليوم بوجه الحضارة الغربية هي حضارة الإسلام، وهذا الصراع سينهي أحدى الحضارتين القائمتين، وبما ان الإسلام يعلو ولا يعلى عليه فهو المنتصر لكن بالامكان أيضاً ان تتحول رقعة كبيرة من الإسلام الى حضارة الغرب وبذلك انتصار لتلك الحضارة كما حصل ذلك سابقاً في الأندلس.

وقال كذلك: بالامكان إجمال أسباب وكذا مقومات البقاء في عبارة واحدة هي: «المنظومة الثقافية التي تحملها الحضارة» فصراع الحضارات ما هو الا صراع المنظومة الفكرية لحضارة ما مع أخرى، وهذه المنظومة هي القاعدة لكل قرار او اتجاه عملي ومظهر خارجي، لذا ينبغي على العلماء والفضلاء وطلبة العلم وخطباء المنبر الحسيني المبارك حماية المجتمع من الغزو الثقافي للحضارة الغربية والحيلولة دون انحراف الأمة.

وأضاف قبل مئة عام تقريباً اجتمع زعماء اليهود في مؤتمر غايته إيجاد سبل القضاء على الحضارة الإسلام وأضعاف المسلمين وقد توصل المؤتمرون إلى ان ذلك يتم عبر القضاء على الحج وروح القرآن العظيم، فوضعوا المخططات لأجل ذلك وقد نجوا في تحقيق بعضها.

واليوم يوجد مخطط متعدد الأبعاد للقضاء على محاور القوة الإسلامية من الاقتصاد والسياسة والقوة البشرية عبر إشاعة فكرة تحديد النسل وبذلك يقل عدد المسلمين ومن ثم يسهل القضاء عليهم مستقبلا.

وفي ختام الكلمة وجه الأخوة الى أهمية ان يكون رجل العلم قدوة لأبناء مجتمعه كما كان رسول الله صلى الله عليه واله، وان يكون موجهاً وهادياً لهم وفق هدى أهل البيت عليهم السلام.

كما وألقى سماحة العلامة الحجة الشيخ طالب الصالحي كلمة تمحورت حول حسن الإدارة والارتقاء بها إلى أعلى المستويات مبينا ان رجل العلم الحوزوي بمهامه المختلفة لابد ان يكون خبيراً بالأمور الإدارية ويمكن له ذلك عبر تعاليم أهل البيت عليهم السلام في هذا الشأن وتوجد روايات كثيرة في هذا الصدد.

   كما وأكد على أهمية أن يكون لكل عالم وطالب علم صلاة جماعة يلتزم بها ويلتقي عبرها بافراد المجتمع ويتفاعل معهم ويشاركهم همومهم ويعمل على خلاصهم من كل مشكلة يقعوا فيها، فعبر ذلك ان كان مديرا جيدا استطاع حلحلة المشاكل وقيادة المجتمع نحو الخير والارتقاء به الى أعلى المستويات، فضلاً عن الثواب العظيم.