مكتب المرجع الشيرازي يختم مجالسه الفاطمية بذكرى شهادة الصدّيقة الزهراء عليها السلام

اختتم مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجالسه العزائية بمناسبة الايام الفاطمية الثانية ذكرى شهادة الصدِّيقة الكبرى وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وذلك بتاريخ صباح يوم الخميس الخامس عشر من شهر جمادى الاولى 1434 للهجرة.

استهل المجلس بتلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم اعتلى المنبر الحسيني المبارك فضيلة الخطيب الشيخ جواد الابراهيمي مستمداً بحثه بالمناسبة من حديث الامام الحسن المجتبى عليه السلام حيث قال: «أمي قلادة الصفوة ودُرة العصمة وغُرّة جمال العلم والحكمة، وهي قطب دائرة المناقب والمفاخر، ولمعة انوار المحامد والمآثر، عجنت طينة وجودها من تفاح الجنة، وكتب الله في صحيفتها عتق عصاة الأمة، أمي أم السادة النجباء وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء».

فوطَّأ للبحث في الحديث الشريف بالكلام حول الاسلوب القرآني في ما يخص ذكر السيدة فاطمة عليها السلام وفضائلها حيث بيّن ان للقرآن في المقام اسلوبان احدهما اسلوب التلويح والآخر التصريح، كما هو وارد في قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) الدخان: 3، فتأتي الاحاديث الشريف قائلةً ان الليلة المباركة هي فاطمة صلوات الله عليها، اما اسلوب التلويح أو الاشارة حيث انه قد ثبت في البلاغة ان المتكلم يتعمد عدم ذكر شيءٍ لشدة وضوحه او يكون الخفاء لاسباب اخرى ثبت في محلها كما لم يذكر الله سبحانه الحور العين في سورة الدهر رغم انها من اكثر السور القرآنية التي تحدثت حول نعيم الجنة، وحينما يسُأل الامام الكاظم عليه السلام حول ذلك يجيب وذلك لان امي فاطمة عليها لسلام كانت من ضمن المخاطبين في السورة المباركة، لذا فان هذا الاسلوب اي الاشارة والخفاء لايمكن للمتتبع معرفة ذلك الا عن طريق اهل بيت العصمة سلام الله عليهم فهم المخاطبون بالقرآن الكريم.

ومن ثم تحدث حول معاني اسم السيدة فاطمة عليها السلام مقرراً انه وردت في الروايات الشريفة اكثر من تسع معانٍ لها ومنها: انها سُميت بذلك لأنها فطمت شيعتها من النار، وفي رواية الامام الرضا عليه السلام انها فطمت اعدائها من الخلافة والامامة، وكذا ورد عن امير المؤمنين عليه السلام في معاني حروف اسم السيدة فاطمة عليهما السلام قال بأن الفاء هو فاطر السماوات والارض، والألف آلاء الله على الخلق بولايتنا، والطاء هو الطهر الطاهر المطهر، والميم ملك الله كله، والتاء المربوطة تمام الامر بالمهدي من آل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام، وقد أكد ان هذا الامر من خصائص السيدة الطاهرة فاطمة عليها السلام.

بعد ذلك تناول بالبحث جانباً من فضائل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ذاكراً لاحاديث نبوية شريفة مبيناً ان الكثير من هذه الروايات لحظت العلاقة الشديدة بين  ذكر السيدة والامام المهدي عليه السلام.

كما وتناول بالبحث بعض مثالب اعداء اهل البيت عليهم السلام ومحاولاتهم المتواصلة للقضاء على النور الإلهي ومنه حادثة الاعتداء الظالم الاثيم على بيت الطهر والقداسة بيت علي وفاطمة صلوات الله عليهما وضربهم السيدة الجليلة العظيمة الامر الذي ادى الى شهادتها سلام الله عليها وهي واجدة على اعدائها لاسيما ابي بكر بن ابي قحافة وعمر بن الخطاب.