|
|||||||
مكتب المرجع الشيرازي يقيم مجلس عزاء السيدة الزهراء عليها السلام وإرهاصات الشهادة محوره أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة بتاريخ الثلاثاء الثالث عشر من شهر جمادى الأولى 1434 للهجرة مجلس عزاء السيدة الزهراء سلام الله عليها وبحضور العديد من أصحاب السماحة والفضيلة وطلبة العلوم الدينية وخطباء المنبر الحسيني المبارك. استهل المجلس بتلاوة قرآنية معطرة، ومن ثم اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ وائل البديري منطلقاً في حديثه بالمناسبة بالرواية الشريفة عن الإمام أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام عن آباءه عن أمير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يحتضر للشهادة قال: «فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتك بيتها هتك حجاب الله ثم بكى الإمام الكاظم ـ عليه السلام ـ حتى قال: هُتك والله حجابها، هتك والله حجابها، هُتك والله حجابها». ومن ثم نقل جانباً من حديث الكساء الشريف وهو بنقل سيدة نساء العالمين حيث قالت: «دخل أبي رسول الله صلى الله عليه وآله عليَّ فقال: إني أجد في بدني ضعفاً...». فعقّب قائلاً: في حديث الكساء الشريف الكثير من الأبحاث ونحن بسبب استئناسنا به وبغيره من الأحاديث نغفل عن الكثير من المضامين والعلوم فمثلاً لو نتدبر في مقطع من هذا الحديث وهو: «اني أجد في بدني ضعفاً» لكُشف لنا من خلاله الكثير من الأمور لاسيما في الجانب الأسري والاجتماعي للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، ففي الجانب الأول/ أي الجانب الأسري الخاص، فانه من المتعارف عليه ان من فلسفة الزواج وتكوين الأسرة ان الفرد يجد السكينة والطمأنينة في بيته وعند زوجته قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم: 21، لكن رسول الله صلى الله عليه وآله حينما أحس بالتعب والضعف قصد بيت الزهراء عليها السلام رغم ان له عدة بيوت وأزواج، الأمر الذي يدفعنا إلى تقصي الأسباب في ذلك ويحتِّم علينا البحث في الجانب الخاص من حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله. ومن ثم بحث في هذا الجانب مبيناً ان القرآن العظيم رغم انه أكد على أهمية حفظ أسرار البيوت وعدم إذاعتها إلا انه في أكثر من موضع أذاع امراً حدث في بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وذلك لوجود المصلحة الغالبة على ستره، وتحدث حول عدة أمثلة في المقام نكتفي هنا بإيراد واحد وهو قوله تعالى: (إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) التحريم: 4،حيث اجمع المفسرون من العامة والخاصة على انها نزلت في عائشة وحفصة، ولدى التدبر في الآية الشريفة يتضح ان الجرم الذي اتيا به كبير بحيث هُددا ان لم تتوبا، الأمر الكاشف عن عظم المشاكل الخاصة التي كان يعاني منها الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله. بعد ذلك تحدث حول الجانب الاجتماعي العام الذي كان يعيشه الرسول صلى الله عليه وآله مبيناً انه كان يعاني الكثير من المشاكل إضافة إلى صعوبات تبليغ الرسالة وهو يهدف إلى هداية العالم قاطبة، فاستشهد لذلك بعدة وقائع نكتفي هنا بذكر واحدة منها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ) المجادلة: 11و12، الآية كاشفة عن اختبار للمجتمع المدني أي الصحابة وقتها حيث ان الكثير منهم كان يأتي ويجلس عند رسول الله صلى الله عليه وآله لا لأجل عمل أو سؤال أو طلب علم بل هكذا يزاحم رسول الله فأراد الله تعالى اختبارهم بان يقدموا صدقات قبل سؤالهم أو مناجاتهم الرسول صلى الله عليه واله والمفسرون اجمعوا على ان هذا الفرض لم يعمل به الا أمير المؤمنين عليه السلام، اما سائر الصحابة فقد أشفقوا أي خافوا ان يقدموا صدقة مهما كانت صغيرة، لذا فقد نسخت الآية بعد يوم واحد فقد بل في ذات اليوم. الرسول صلى الله عليه واله كان يعيش وسط هكذا مجتمع غير صادق فبعد ان كانوا يقولون للرسول نفديك بالأنفس والأموال والأولاد ماذا عملوا حين الاختبار! بعد ذلك تحدث حول جوانب من واقعة الهجوم على بين فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام موطِّئاً لذلك بالحديث حول الجانب الاجتماعي والاقتصادي عبر قضية فدك وما جرى حولها وكيفية غصبها خاتماً الحديث بذكر مصيبة الشهادة الفاجعة.
|
|||||||
|