مكتب سماحة المرجع الشيرازي يحيي ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

أحيا مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف بتاريخ الخميس الثالث عشر من شهر جمادى الأول 1433 للهجرة ذكرى شهادة الصديقة الكبرى السيدة المظلومة الجليلة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وذلك بمجلس عزاء استهل بتلاوة عطرة من القرآن العظيم بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف.

بعد ذلك اعتلى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الحسيني الشيخ زهير الاسدي مستمداً بحثه بالمناسبة من قوله تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ  رَبِّ رَضِيّاً) سورة مريم: 5و6.

فعقَّب قائلا: الآيتين المباركتين المتقدمتين تجسدا دعاء النبي زكريا على نبينا وعليه الصلاة والسلام طالبا من الله سبحانه ان يرزقه وليا من اجل أن يرثه ويرث من آل نبي الله يعقوب عليه السلام.

وأضاف متحدثا حول بعض الأبحاث التي تضمنها النص القرآني الشريف منها: إن الدعاء كان بعد ان توقف القانون الطبيعي حيث ان النبي زكريا عليه السلام لم يدعو حينما كان شابا بل كان دعاءه بعد إن بلغ من الكبر عتيا وكذا زوجه ووفق القانون الطبيعي لا يمكنهما الإنجاب، وفي الأمر دروس عظيمة فينبغي على المؤمنين التعامل في أمورهم مثلما تعامل نبي الله زكريا عليه السلام والله سبحانه هو موجد القوانين والأسباب الطبيعية وبيده أيضا إيقافها ـ بما لا يشوبه الشك ـ وعلى المؤمنين أن يكون رجاءهم لما هو عند الله أرجى لما بين يديهم وفي المورد يقول الإمام الصادق عليه السلام : «كن أرجى لما عند الله لما هو بين يديك فإن موسى ـ عليه السلام ـ ذهب يقتبس لأهله نارا فعاد وهو نبي مرسل».

وقال كذلك: نجد في دعاء زكريا عليه السلام ان سبب الدعاء بطلب الولد من اجل ان يرثه لكي لا يرثه من بني عمومته من كان عاصياً ظالماً منحرفا عن النهج الحق، فأراد أن لا يرثوا ما تعب في تحصيله، مع ملاحظة هامة وهي ان من يرثه سيرث ارث آل يعقوب عليه السلام، وان الله سبحانه مثلما يصطفي الأنبياء والرسل كذلك يصطفي آلهم وكما يترك الأنبياء مواريث كذلك الآل ونستخلص المعاني هذه من قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى‏ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران:33، وان الله سبحانه كما أتى الأنبياء العلم والملك كذلك أتى آلهم قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى‏ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبرَاهِيمَ  الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُلْكاً عَظِيماً) النساء:54.

وكذا نجد ان مواريث آل الأنبياء كانت علامة ملك طالوت قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى‏ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ) البقرة: 248.

ومن ثم تسائل: لماذا لم يذكر صراحة آل محمد في القرآن العظيم مثلما ذكر آل إبراهيم؟ فأجاب بأنه لو ذكر ذلك صراحة فانه ـ بلا شك ـ سيحرف من قبل أعدائهم والغاصبين لحقهم فيكون لدا المسلمين كتابان احدهم في ذكر آل محمد صراحة وآخر لم يذكر فيه فتكون الفرقة بين المسلمين.

بعد ذلك أشار إلى أن الآية الكريمة موضع البحث كانت من الأدلة التي احتجت بها السيدة فاطمة عليها السلام على أبي بكر حينما طالبته بإرثها من رسول الله فقال أبو بكر أني سمعت رسول الله يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقه» وبذلك كان أبو بكر أول من كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته لذا احتجت عليه السيدة الطاهرة قائلة: «أفي كتاب الله ترث أباك ولا ارث أبي»، وأوردت عدة آيات قرآنية على نحو قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ) النمل: 16

ومن ثم شرع في ذكر الأسباب إلى أدت إلى شهادة الصديقة الكبرى من قبل الغاصبيبن والظالمين والكافرين بالله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم، ليشرع بذكر واقعة الشهادة الفاجعة وما تركت من اثر كبير على مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته.