|
||||||||||||
مكتب سماحة المرجع الشيرازي في كربلاء يواصل مجالسه الفاطمية ولليوم الثاني على التوالي
واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة إحياءه لذكرى شهادة الصديقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ولليوم الثاني على التوالي. استهل المجلس بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ليعتلي المنبر بعد ذلك فضيلة الخطيب الشيخ ناصر الحائري مستمداً البحث من قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) سورة الكَوثَر، الآيات1،2،3. فعَّقب قائلاً: كثيرة هي الآيات القرآنية المباركة التي نزلت بحق أهل البيت عليهم السلام وبحق أمهم الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام ومنها هذه السورة المباركة والخطاب فيها كما هو معروف للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله فهو من أعطاه الله سبحانه الكوثر، فما هو الكوثر؟ قيل فيه معاني متعددة أبرزها الخير الكثير وأفضل مصداق له ومتناسب أيضا مع سبب نزول السورة هو النسل أو الذرية الكثيرة للرسول الأعظم فالخير الكثير هو من الزهراء بنت الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله، وقد أيد المطلب بذكر عدد من الشواهد نحو كلام الفخر الرازي في تفسيره. ومن ثم تساءل ما الفائدة للرسول الأعظم من الذرية الكثيرة التي وصفت بالكوثر؟ وأجاب عن ذلك بإيراد قصة قرآنية هي قصة نبي الله موسى عليه السلام مع العبد الصالح حين قتل الغلام وأنكر عليه نبي الله موسى ذلك قال تعالى: (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً) الكهف الآية74.
وحينما أجاب العبد الصالح قال تعالى: (وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً، فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) الكهف الآيتين 80و81. وقد ورد في الأثر الشريف أن الله سبحانه أبدله بفتاة ولدت سبعين نبياً. ثم استطرد في ذكر خصال السيدة الطاهرة فاطمة عليها السلام كونها المباركة الميمونة وكذا مواقفها المتنوعة في رفعة الإسلام والدفاع عن الحق حتى مضت سلام الله عليها مظلومة شهيدة، وسوف ترد على الله شاكية له ما جرى عليها وعلى ولدها وأهل بيتها. كما وتطرق لبيان منزلتها سلام الله عليها عند الله سبحانه وما سوف يجازيها الله به لقاء صبرها وجهادها وسوف يتضح للخلق اجمع يوم القيامة القدر الحقيقي لها.
|
||||||||||||
|