اليوم الأول من مجلس عزاء السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في مكتب سماحة المرجع الشيرازي

 

بمناسبة ذكرى شهادة بضعة الرسول الأعظم السيدة الجليلة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها في الثالث عشر من شهر جمادى الأول 1432هـ أقام مكتب المرجع الديني آية الله العظمى سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاء سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام، حيث استهل مجلس اليوم الأول بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم بصوت المقرىء الحاج مصطفى الصراف ومن ثم ارتقى المنبر الحسيني الشريف فضيلة الخطيب الشيخ حسن الشمري مستمداً بحثه من قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ  وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) الإسراء:26.

وعقّب قائلاً: الآية الشريفة نزلت عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله مصالحة أهل فدك وفعلاً فتحت فدك بلا قتال ودخلت في ملك الإسلام فنزلت الآية الشريفة آمرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بأن يعطي فاطمة فدكاً فكانت لها خاصة كجزء تعويض عما بذلته والدتها السيدة خديجة من أموال وتضحيات في سبيل تقويم الإسلام وانتصاره.

واستطرد في ذكر مسألة فدك وموردها أو ريعها الكبير فكان وكلاء وعمال السيدة الزهراء عليها السلام فيها يعملون طيلة حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وكان الكثير من الفقراء والمساكين ينتظرون محصول ونتاج هذه الأرض لأن الزهراء كانت توزع ذلك عليهم بل ان البعض كان يستدين الأموال ويعد بالتسديد عندما يحصل على حصته المقسومة من قبل الزهراء له، ومن هذا نعلم ما كان لموارد فدك من قوة مالية واقتصادية كانت نعم العون لأهل البيت عليهم السلام على دنياهم وللفقراء كذلك ولا يخفى لهذا العامل الاقتصادي من قوة لأهل البيت عليهم السلام من أجل تثبيت الدين ونشره.

الحزب الحاكم الذي قام بالانقلاب إثر استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كان مدركا لما لفدك من عامل مهم في تقوية جانب أهل البيت وبالضرورة إضعاف لجانب المغتصبين للإمامة والخلافة لذلك قاموا باغتصاب فدك، بمعنى أنهم استخدموا السلاح والمحاصرة الاقتصادية لتضعيف جانب أهل البيت الذي أمر الله بطاعتهم واستخلافهم في الأرض فهم خلفاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بالتنصيب الإلهي.

كما وتطرق في البحث الى أهمية الجانب المالي في المجتمع الإسلامي داعياً الى ضرورة إيجاد صندوق للضمان الاجتماعي وصيانة كرامة المسلمين من الفقراء والمساكين فهذا النهج هو نهج أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام والمنهج المخالف له هو المنهج العمري والبكري، فأي النهجين طبق كان أثره على المجتمع عظيما فمن كان علوي المذهب والرؤى والأفعال فإنه عندما يحكم يعم الخير الجميع فلا فقر ولا ذلة ومن كان موالٍ لحزب الانقلابيين والمنافقين عندما يحكم تجد البطالة والفقر والفساد باختلاف أنواعه.

ومن ثم ختم المجلس بتفاصيل شهادة السيدة المظلومة فاطمة الزهراء بنت سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله.

هذا ومن المقرر استمرار مجلس العزاء في مكتب السيد المرجع في كربلاء المقدسة لمدة ثلاث أيام أي لغاية الخامس عشر من الشهر الجاري. .