|
||||||
الخطيب الساعدي خلال زيارته لمدرسة ابن فهد الحلي: إن سر نجاح الإمام الشيرازي الراحل خصلتان تعبئته العلمية وتقواه
زار حوزة كربلاء العلمية ـ مدرسة العلامة احمد بن فهد الحلي نور الله مضجعه ـ بتاريخ الأربعاء التاسع من شهر جمادى الأول 1432هـ الخطيب الحسيني فضيلة الدكتور علي الساعدي وبحضور سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري دام عزه. إفتتح الضيف كلمته بعد الحمد والثناء والصلاة بقوله: «أتشرف اليوم بدعوتكم لي وحضوري في هذا المكان المكرم وهذه الحوزة العلمية الشريفة والعريقة التي درست فيها ولزمن طويل، خاصة وان الدعوة موجهة من قبل أخي سماحة آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري». ومن ثم تحدث حول طلب العلم وضرورته الملحة قائلاً: ابتداءاً الحديث حول طلب العلم وكما تعلمون انه شرف ما بعده شرف لأن الإنسان إذا كان مكرم بالمال فإن ذلك الكرم لايدوم فإذا ذهب المال ذهب التكريم وكذا المنصب بإختلاف أنواعه فلا وجاهة دائمة إلا وجاهة العلم هنالك مثل صيني ما مفاده (ان الملك محترم في بلده فقط لكن العالم محترم في كل مكان) وهذا ما رأيناه وسمعناه لكن بشرط ان يكون العالم متديناً متحلٍ بالإيمان وبدرجات عالية، فإذا كان خلاف ذلك فإن الله له بالمرصاد، وكأفضل مثال على العالم المؤمن المتقي سماحة الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي أعلى الله درجاته حيث كان يتحلى بدرجات الإيمان العالية لذا كانت القلوب تهوي اليه وكان في ذات الوقت محارَب من قبل الحكومة العراقية آنذاك وكان سماحته يصلي في الصحن الحسيني الشريف ورغم المضايقات كان الصحن يمتلئ بالمصلين وفي أحد ليالي الجمعة حضر أحد العلماء المجتهدين وكان في ركاب الدولة وقد حضر معه بعض من رجال الأمن قاموا بتهيئة الأمر من أجل ان يصلي هو بدلاً عن الإمام الراحل ودعوا الناس الى الصلاة خلفه إلا أنه لم يصلي خلفه إلا خمسة عشر رجلاً والظاهر أنهم من رجال الأمن أيضاً. واستطرد في ذكر نماذج أُخر من علماء أتقياء ورعين مؤمنين فالعلم والإيمان هما اللذان يرفعان الإنسان درجات عند الله قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة:11. كما وتحدث حول الجانب الخطابي مؤكداً على عوامل نجاح الخطيب منها التعبئة العلمية حيث بيّن ان المنبر الناجح هو المتضمن للمسائل الفقهية والأصولية والقضايا المنطقية والآراء التفسيرية إضافة إلى الأم في هذا المجال وهي علوم العربية. واستطرد في ذكر صفات الخطيب الناجح خاتماً كلامه ببعض النصائح منها عدم العجلة في ارتقاء المنبر الشريف قبل أن يكون الخطيب متكاملاً خطابياً،والاعتناء بالجانب الغذائي حيث ان بعض أنواع الأطعمة تؤثر على صوت وحنجرة الخطيب. هذا وفي الختام أشار الى أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين وبخاصة العلماء العاملين والخطباء الحسينيين من خلال مطالعة سير حياتهم الشريفة وفي هذا الصدد صرح فضيلته انه سيصدر قريباً ان شاء الله كتاب له جديد تحت عنوان «رحلتي مع الإمام الشيرازي قدس سره».
|
||||||
|