مكتب المرجع الشيرازي يقيم مجلساً تأبينياً في الصحن الحسيني إحياءً لذكرى الفقيد الشيرازي

   

:. إحياءاً للذكرى الأولى لرحيل العالم الرباني آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه أقام مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله مجلساً تأبينياً في مقبرة السادة آل الشيرازي في الصحن الحسيني الشريف وبحضور سماحة العلامة السيد جعفر الشيرازي وسماحة السيد مهدي الشيرازي ونخبة من العلماء والفضلاء وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين الكرام.

وقد استهل المجلس بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت المقرئ السيد جعفر الشامي ومن ثم اعتلى المنبر الشريف سماحة الخطيب الحسيني السيد محمد باقر الفالي الذي افتتح محاضرته بقوله تعالى: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل:96.

وقد محور سماحته الحديث حول السيد الفقيه محمد رضا الحسيني الشيرازي وبما كان يتمتع به من صفات نبيلة وأخلاق عالية وايمان راسخ واحتياط شديد قائلاً: بأني عاشرت السيد الفقيد منذ نعومة أضفاره فلم أجده يعمل مكروهاً قط، وانه كان يتجنب كل ما يدنس روحانيته ويبتعد عنه فما أن يسمع في مجلس غيبة ما إلا ويقول اتركوا هذا الكلام، لذا فقد سما بنفسه مراتب عالية وبذلك كان مؤثراً ذلك التأثير الصادق في المجتمع بل أن العلماء كانت تتأثر به وبأخلاقه رغم صغر سنه فاستفادوا من علمه الشيء الكثير.

وأضاف قائلاً: إن السيد الفقيد كان إنساناً بمعنى الكلمة عاش وعمل لحياته الآخرة فإنها هي الحيوان ولم يهدف الى الحياة الدنيا فزهد في نعيمها وملذاتها وبذل قصارى جهده للآخرة ولنصرة الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام فألف كتاب حول القرآن وهو في السادسة عشر من عمره الشريف فضلاً عن مئات المحاضرات العلمية والأخلاقية وتربية طلبة العلم والفضيلة فهو خالد بأعماله وجهاده وآثاره وقد ضمن بذلك آخرته فقد ورد في الأثر: «من مات وترك ورقة لله كانت جداراً بينه وبين النار».

كما وأضاف: رحل السيد محمد رضا وفارق هذه الدنيا الدنية الى الجنة الدائمة والدار الآخرة مقر الأنبياء والصالحين ومثوى المتقين، رحل رضوان الله عليه وقد ترك فينا لوعة فراقه وألم مفارقته، رحل وقد ترك فراغاً وثلمة لا يسدها شيء من بعده أبداً، رحل مخلفاً في قلوب الشباب ذلك الفراغ الذي طالما ملأه ثقافة وعلم وعقيدة وحثاً للشباب على التزام دينهم.

هذا ومن ثم تعرض سماحته الى واقعة كربلاء التاريخية مستنداً لتفاصيل وتضحية وبطولات رجالها كأبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام وإن مواساته للحسين عليه السلام نعم المواساة.