تحت شعار: «الفقيه الشيرازي القدوة في الفكر والأخلاق»

كربلاء المقدسة أحيت ذكرى الفقيه الشيرازي بمهرجان تأبيني كبير

 

:. بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل العالم الرباني الفقيه السعيد آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه وتحت شعار«الفقيه الشيرازي قدس سره القدوة في الفكر والاخلاق» اقيم المهرجان التأبيني الكبير في ساحة مابين الحرمين الشريفين بتاريخ السبت الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 24/5/2009م بعد صلاتي المغرب والعشاء وبحضور شخصيات علمائية وسياسية واجتماعية وعشائرية وجماهرية وقد تمحور البرنامج الذي قام بتقديمه فضيلة الشيخ زهير الاسدي وفق الفقرات التالية:ـ

* تلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت المقرىء السيد جعفر الشامي.

* كلمة السادة آل الشيرازي وقد ألقاها سماحة العلامة السيد جعفر الحسيني الشيرازي حفظه الله، استهلها بتقديم الشكر لكل من حضر المهرجان أو شارك فيه ولكل من واسى الأسرة الشيرازية بهذا المصاب الجلل ولكل من أرسل برقية عزاء بالمناسبة.

ثم قال: من هذا المكان المقدس تحت ظل الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام نسأل الله ان يرزقنا شفاعتهما كما رزقنا زيارتهما نتحدث حول السيد الفقيه آية الله محمد رضا الحسيني الشيرازي رضوان الله عليه وان الحديث حوله متشعب لا يمكن حصره في هذه الكلمة.

كان رضوان الله عليه عالماً متشدداً صرف جل عمره من طلب علوم أهل البيت عليهم السلام وتبيانها وإيصالها الى الناس سواء كان في الفقه أو الأصول أو التفسير أو الحديث أو غيرها بذل جهده ووقته حتى أجازه عدة من المراجع ولشدة تورّعه لم يكن يظهرها حتى وجُدت ثمان منها بعد وفاته.

كذلك للسيد الفقيه عدة كتب منها الترتب وكذلك تقارير بحثه الخارج ومن المقرر بلوغها المجلدات الخمس.

 

والسيد الفقيد كان ممن يحفظ الكثير من أحاديث أهل البيت عليهم السلام بالنص او المضمون فكان شديد التعلق بكتب الأحاديث الشريفة سيما كتاب الكافي الشريف وقد ورد عن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ان قال «الكافي كافٍ لشيعتنا»، وقد حبا الله سبحانه السيد الفقيد قدرة فائقة على البيان فكان يبين الأبحاث العلمية ببيان سلس وبأسلوب سهل ممتنع يفِّهم الجميع مع المحافظة على عمق المضمون، تلك البحوث المعمقة التي لا يعيها الا القليل بينَّها سيدنا الفقيد بأسلوب سلس رائع فكان من المصاديق البارزة لـ«يتعلمون علومنا ويعلموها الناس».

واضاف قائلاً: ايها الاخوة اشتهرت في عصرنا الراهن ظاهرة بل أصبحت موظة وهي مسألة التشكيك بالروايات وجعلها تنسجم مع آراء ابناء العامة والمدارس المخالفة فكثير من الأشخاص يريد حسب زعمه التجديد في الدين وليست لديه القدرة على ذلك فيأتي ويشكك في الروايات الشريفة ويخالف بذلك المعصومين عليهم السلام لأجل ان يكون مجدداً حسب اعتقاده، اما السيد الفقيد فكان مجدداً بحق ومفكراً بحق في اطار القرآن العظيم وتعاليم اهل البيت عليهم السلام.

واستطرد قائلاً: يشهد عالم اليوم سيطرة الحضارة الغربية في محاولة لبسط نفوذها على  العالم قاطبة مستخدمة تقدمها التكنلوجي وقدرتها العسكرية والاقتصادية في نشر ثقافتها وسلب المجتمع الإسلامي من ثقافته الأصيلة المبنية على تعاليم أهل البيت عليهم السلام والقرآن الكريم.

فكان السيد الفقيد من المدافعين بحق عنها مؤمن بذلك لا يريد الا وجه الله سبحانه غير ملتفت الى إرضاء المخلوقين في الوقت الذي ظهر فيه الكثير ممن يدّعون العلم والمعرفة يحاولون كسب رضا أعداء الدين من اليهود والنصارى قال تعالى: (وَلَنْ  تَرْضَى‏ عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى‏ حَتَّى‏ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).

كما وتطرق سماحته إلى بعض صفات السيد الفقيد، قائلاً بأنه رحمه الله كان يتعلم ويعلم وكان مستحضراً لا للمسائل الفقهية فقط بل ومستحضراً لمضانها من كتب الفقه وكان متضلعاً بموسوعة الفقه التي تبلغ المائة وستين مجلداً، فضلاً عن تحليه بمكارم الأخلاق.

 

* كلمة العلامة الشيخ ناصر الاسدي: وقد استمدها من قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ،عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ،تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ،يُسْقَوْنَ مِن رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) هل ان شخصية الفقيه الشيرازي تختلف عن الآلآف من العلماء عبر التاريخ؟ هل انه متميز بميزاتٍ قل نظيرها في طول التاريخ إلى اليوم؟ ما هو واجبنا تجاه هذا العالم والحبر النبيل؟

ان كل الامم التي نهضت بواقعها كان فيها مفكرين دعوا من يحيط بهم بأفكارهم وسلوكهم العملي إلى النهوض بالواقع محددين الهدف لذلك ومن ثم ازداد عدد من يحيط بهم إلى ان بلغوا الأمّة بأكملها فنهضت بذلك الأمّة.

كان للسيد الرضا فكر النهضة، نهضة إسلامية عالمية وكان يؤكد على أهمية التفكير العالمي وعدم الانحصار ضمن حدود اقليمية ضيقة بل يجب ان يكون آفاق الفكر عالمياً فليس على الإنسان ان يتألم من الم في أسنانه ولا يتأثر لمليون ضحية في دارفور وثمانمائة الف ضحية في العراق.

كان السيد الرضا يقول هنالك مئتي مليون انسان مهدد بالمجاعة وكان يتألم من ذلك ولديه نظرية في حل الازمة العالمية.

ايها الإخوة: تنظيم القاعدة يشمل ثلاثة وستين دولة فهو يفكر عالمياً فلا ينبغي ان يكون تفكير المصلح ضمن افق ضيق وبلدٍ بحد ذاته.

وأضاف قائلاً: كان السيد الرضا يقول يجب ان نقاوم بكل الوسائل روح اليأس في الأمّة لدينا الوسائل لقيادة العالم فالشيعة يشكلون اكثر من اربعمائة مليون نسمة، لذا فقد حاول رضوان الله عليه اشعال روح الحركة في النفوس بأسلوبٍ ناضجٍ عميقٍ كان نموذجياً ومفكراً صادقاً فنفذت كلمته الى القلوب وقد رأينا حين وفاته وتشييعه خرج هذا السيل الهادر من الناس معزَّين ومشيعين بل في بعض البلدان تشيع البعض ففي الاردن اجتمع بعض الشباب مع اقربائهم واصدقائهم متأثرين بحديث السيد الفقيد وقد حزنوا لوفاته ومن ثم أعلنوا تشيعهم واستبصارهم.

نعم فإن فكر السيد وصل الى أعماق العالم بل الى أماكن لم تخطر على البال ولم نك نتصورها.

 

كما وأشار الى بعض صفات السيد الفقيد كونه كان عاملاً بما يقول وكان شديد الورع فلم يكن يرضى ان يكافح النمل مثلاً ولم يكن يغضب أبداً فكان رضوان الله عليه متحلٍ بمكارم الأخلاق.

* قصيدة لشاعر أهل البيت عليهم السلام السيد محمد رضا القزويني.

* كلمة الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ حسن الخويلدي: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدّاً)، الحديث حول هذا العالم الجليل حديث ذو شجون لأنه حديث عن العظمة حديث عن الشخص الذي جسد الإيمان في سلوكه وعمله كان مخلصاً لله سبحانه فكان مصداقاً للآية الشريفة.

فما عسى ان أقول بحق هذا العالم الرباني الورع وقد صحبته ردحاً من الزمن وافتقدت بذلك استاذاً ومعلماً ومربياً وقد لمست منه خوف الله في سلوكه والأخلاق في عمله.

كما وتحدث حول أهم ما تميز به السيد الفقيد ممحوراً ذلك في نقاطٍ ثلاثة هي:

1ـ التقوى: فكان رضوان الله عليه ذا علمٍ وتقوى حقيقية بل كان متحلياً بجميع صفات المتقين.

2ـ الأوراد العبادية: كان عابداً ملتزماً بأوراده وعبادته وادعيته وكان محباً للحسين عليه السلام حتى امتزج حب الحسين بدمه ولحمه وكلما ذكر الحسين عليه السلام انفجر بالبكاء، أحب الحسين فأحبه الحسين عليه السلام لذا فقد أودع بجوار الحسين عليه السلام.

* كلمة بالمناسبة لآية الله السيد مرتضى القزويني: قال تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلّهِ وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ)، أيها السادة سمعتم جانب من صفات الفقيد إلا أنكم سمعتم القليل فما لم تسمعوا أكثر وأكثر، عاصرت هذه الأسرة ما يقارب السبعين عاماً منذ عهد جده المقدس ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره ومن ثم عاصرت والده الإمام الراحل محمد الشيرازي كان زميلي في الدراسة، أما السيد الفقيد فهو وليد أسرة علم وورع وتقوى وجهاد ومناقب وفضائل.

 

السيد الفقيد درس لديّ المقدمات وكنت أراه ذكياً مجتهداً عالماً منذ نعومة أظفاره، لي معه ذكريات وهو طفل يانع حتى كبر ونشأ طالباً مجداً مخلصاً زاهداً عابداً على سبيل المثال كان بعد ان يرجع من صلاة الجماعة التي تقام بإمامته إلى البيت يدخل أحدى الحجرات ويقفل الباب ثم يعيد الصلاة، وما ذلك إلا لشدة احتياطه رضوان الله عليه، كذلك فقد قال أخوه السيد مرتضى الشيرازي حفظه الله: عاشرت السيد الفقيد خمس وعشرون عاماً فلم أره يعمل مكروهاً قط.

هذا وكذلك ذكر بعض القصص حول السيد الرضي والسيد المرتضى علم الهدى وكيف ان السيد الرضي لم يفكر في ارتكاب أي خطأ فضلاً عن ارتكاب المعصية وان السيد الفقيد كان قريباً من تلك المرتبة.

* قصيدة رائعة بالمناسبة للشاعر موسى فرج الله الحيدري.

هذا وفيما يلي جانب من المشاركين في المهرجان:

فمن مكاتب المراجع العظام والشخصيات الدينية حضر كل من:وفد مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله وفد مكتب السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره وفد مكتب آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي وفد المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي وفد مكتب المرجع الديني آية الله الشيخ محمد اليعقوبي ووفد العتبتين المطهرتين الحسينية والعباسية، فضلا عن العديد من الشخصيات الدينية وطلبة العلوم الدينية والحوزات العلمية في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، اما من الجهات السياسية والاجتماعية فقد حضر كل من: وفد ممثلية السيد عبد العزيز الحكيم في كربلاء، التجمع الفيلي الإسلامي، مسؤول العلاقات في محافظة كربلاء، رئيس محكمة استئناف الكوت، الدكتور مهدي عبد الصاحب مدير مستشفى الحسين، مدير عام صحة كربلاء الدكتور صالح الحسيني، مؤسسة الشهداء في كربلاء، قائد عمليات كربلاء، قائد شرطة كربلاء، قائد شرطة كربلاء السابق، السيد عبد العال الياسري.

هذا وقد شهد المهرجان التأبيني حضور إعلامي واسع حيث حضرت كل من القنوات التالية:

قناة المهدي الفضائية،قناة الزهراء، قناة الأنوار ، قناة الأنوار 2،قناة العراقية، قناة الفرقان، قناة الفرات، قناة العهد، قناة سلام، قناة أهل البيت،قناة الرشيد،وكالة فوكس نيوز، قناة الغدير،قناة الفيحاء، قناة بغداد، اذاعة كربلاء، قناة كربلاء، فضلاً عن بعض المواقع الالكترونية والقنوات المحلية.