مسؤولي الروضة الحسينية والعباسية المقدستين في ضيافة سماحة السيد المرجع (دام ظله)

بسم الله الرحمن الرحيم

استقبل سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة جمعاً من مسؤولي وخدمة الروضتين الحسينية والعباسية المقدستين الوافدين من مدينة كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الرضا سلام الله عليه وأخته السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليهم؛ وقال:
أسأل الله تعالى أن يتقبّل أعمالكم وزيارتكم وأن يوفّقكم في هذه السفرة العبادية لزيارة الإمام الرضا وأخته فاطمة المعصومة سلام الله عليهما.
ثم ذكّرهم سماحته بأهمية وعظمة الأرض التي يعيشون عليها، فقال:
كان يعيش في كربلاء قبل أكثر من مئتي عام عالم جليل هو السيد نصر الله الحائري وكان شاعراً أيضاً وله ديوان شعري، وله قصيدة في أرض كربلاء التي قدّست وشرّفت بالإمام الحسين سلام الله عليه. وكانت قصيدة رائعة تناولها معظم الشعراء بل الفقهاء والمجتهدون في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف في زمانه وبعد وفاته؛ يقول في مطلعها:
يا تربة شُـرِّفت بالسيـد الزاكي
سقاك دمع الحيا الهامي وحيّاكِ
إلى أن يقول:
أقدام من زار مغناك الشريف غدتّ
تفاخر الرأس منه حين وافاكِ
وهذا البيت وحده صار معتركاً لعظماء الأدباء والمجتهدين بعده. فإن أشرف مكان في كل إنسان وأرفعه هو رأسه، أما القدم فهي الأقل شأناً لأنها التي تحمل البدن وتنقّله، أما مركز الفكر والإرادة فهو الرأس؛ ولكن الشاعر هنا يقول: أن أرض كربلاء أرض من زارها فاخرت أقدامه الرؤوس، لأنها وطئت هذه التربة الطاهرة.
وكان عجز البيت هكذا: تفاخر الرأس منه طاب مثواكِ. ولكن بعض الشعراء عدّلها إلى: تفاخرالرأس منه حين وافاكِ. وعرض التعديل على السيد بحر العلوم فأمضاه وقال: هو أحسن. فيكون المعنى: مجرد أن يوافي الزائر كربلاء وتلامس أقدامه هذه التربة الطاهرة ينال شرفاً عظيماً حتى أن قدميه تفاخر الرأس وتتباهى بالشرف الذي حظيت به!
فإذا كان هذا حال الذي يوافي كربلاء فكيف بمن يقيم فيها ؟ وكيف بمن شرّف بالخدمة في حرم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس سلام الله عليهما؟! لاشك إنه شرف عظيم ينبغي الالتفات إليه والعمل وفقه وبما يتناسب معه.
إن الذي جعل التراب تراباً والذهب ذهباً والنحاس نحاساً، وهو الله سبحانه، هو الذي جعل لأرض كربلاء هذه القيمة.
وأكد سماحته :إن لهذا الشرف الذي تتحلّون به مسؤولية عظمى وهو يقتضي منكم أن تكونوا بمستواها، وهذه المسؤولية تتلخّص بحُسن استقبالكم واستضافتكم لزوار الإمام الحسين والتعامل بالحُسنى حتى مع القلّة القليلة الذين قد لا يحسنون التعامل معكم.