مكتب المرجع الشيرازي يقيم مجلس عزاء الإمام الباقر عليه السلام ومظالم العترة محور المجلس

أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوراف في كربلاء المقدسة مجلس عزاء الإمام محمد الباقر عليه السلام إحياءاً لذكرى فاجعة شهادة الأليمة، وذلك بتاريخ الثلاثاء السابع من شهر ذي الحجة الحرام 1433 للهجرة.

مجلس العزاء استهل بتلاوة قرآنية معطرة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم اعتلى المنبر الحسيني المبارك سماحة السيد عبد الحسين القزويني متحدثاً حول مظلومية الإمام الباقر عليه السلام كما ظلم آباءه من قبل وما زال الظلم مستمرا الى يومنا هذا وعلى امتداد 1400 عام واهل بيت الطهارة والعصمة سلام الله عليهم يظلمون، لاسيما وان  اعدائهم الامويين لم يرضوا بان تنشر فضائل الأئمة سلام الله عليهم، وأخذوا بقتلهم الواحد تلو الآخر فقتلت الصديقة الطاهرة وامير المؤمنين عليهما السلام وسم الإمام الحسن عليه السلام بأمر معاوية وقتل سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام بامر يزيد ورضّ جسده الشريف وديس بحوافر الخيل، وسم الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام وهكذا سم الإمام الباقر عليه السلام بأمر هشام الاموي.

واضاف قائلاً: ان ائمة الهدى عليهم السلام تعرضوا للأذى كأنهم جناة وليس كأئمة منصّبين من قبل الله تعالى ورغم ذلك قاموا بوظائفهم الشرعية من الاصلاح والتبليغ كأحسن قيام، ولم يضرهم تفرق الناس عنهم فهذا امير المؤمنين عليه السلام يقول: «والله لايزيدني أجتماع الناس حولي عزا ولا تفرقهم ذلاً» صاحب الحق يبق محق وصامد مهما عودي والله سبحانه ناصره ومؤيده.

وتابع: استمر اعداء اهل البيت عليهم السلام في شن ضروب الوسائل في محاولة طمس نور الرسالة واهلها فيذكر التاريخ ان قبر سيد الشهداء عليه السلام هدّم عشرات المرات ففي عهد المتوكل العباسي فقط وبأمر منه هدّم القبر الشريف سبعة عشر مرة لكن ذهب المتوكل الى الجحيم وعاد القبر الشريف افضل مما كان، وفي عصرنا هذا عشرات من السنين وطاغية العراق ـ صدام التكريتي ـ يحارب الحسين عليه السلام وشعائره لكن حين زال في اول عام قصد كربلاء المقدسة اكثر من سبعة ملايين زائر سيرا على الاقدام.

وقال كذلك: الامام الباقر عليه السلام حفيد الإمام الحسين عليه السلام تعرض لانواع الظلم والاذى فحينما كان الامويون يسبون امير المؤمنين عليه السلام على المنابر ويلعنونه كان ذلك يشكل بالنسبة للإمام عليه السلام اذى وكان حاضر في كربلاء حين داس الظلمة المجرمون جسد جده الإمام بالحق الحسين عليه السلام وكان مع والده الامام زين العابدين عليه السلام وهو في حصار الطغاة الامويين في المدينة حتى ان الامام السجاد أخذ بتبليغ توجيهاته والأوامر والاحكام الشرعية وممارسة الاصلاح عبر الدعاء وكذا بشراء العبيد وتعليمهم ثم ارسالهم في الآفاق.

وأضاف: عاصر الامام الباقر عبد الملك بن مروان وكان ـ حسب الظاهر وما يعلنه ـ يرى عدم التعرض لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يقول رأيت كل من تعرض لهم سلب الله الملك منه، الا ان الواقع شيئا آخر وهو انه كان مدرك ان الناس ونتيجة جهاد اهل البيت عليهم السلام أخذوا يدركون طغيان بني امية فيجب مداراتهم لأبقاء ملكهم وخلافتهم.

الإمام الباقر عليه السلام اغتنم هذه الفرصة واخذ بتبليغ الاحكام الدينية والعلوم الشرعية وغيرها حتى بقر العلم بقرا، وربى علماء افذاذ وكثر المقام لا يسع لذكرهم ولنأخذ نموذج واحد وهو محمد بن مسلم الذي نقل اكثر من ثلاثين الف حديث ولو نقيس هذا بالآخرين يتضح لنا التراث الضخم الذي تركه الإمام عليه السلام، وسار على نهجه الامام الصادق عليه السلام لتظهر للوجود اكبر جامعة اسلامية في المدينة المنورة قصدها الآلاف من طلبة العلم من اصقاع العالم الاسلامي.

الأمويون ادركوا حجم الخطر الذي يمثله وجود الإمام على سلطتهم وملكهم فأخذوا بالتدابير اللازمة لقتله وتصفيته وفعلا قاموا بسمه فمضى شهيدا محتسبا كآباءه الطاهرين سلام الله عليهم.