|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
نجل المرجع الشيرازي يزور حملتي نور الزهراء وأم البنين عليهما السلام في الديار المقدسة
استضافت حملة نور الزهراء صلوات الله عليها للحجّ والعمرة القادمة من مدينة سيهات بمحافظة القطيف، بتاريخ السبت الرابع من شهر ذي الحجة الحرام 1433 للهجرة نجل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزّه، حيث كان في استقباله عدد من السادة والفضلاء كان منهم: العلاَّمة الشيخ فوزي آل سيف، وفضيلة الشيخ جعفر الداود، وفضيلة السيد حكيم السيد هاشم، وفضيلة الشيخ أحمد الشيخ، وفضيلة الشيخ علي الكواي، وفضيلة الشيخ عماد الجوهر، والملا عبد الحي القنبر. بعد لقاء سماحته بأعضاء الحملة، ارتقى المنبر المبارك مستهلاً حديثه بالآية الكريمة: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) آل عمران: 96 و97، وأشار إلى أن الآية تقول أن مقام إبراهيم عليه وعلى نبيّنا وآله الصلاة والسلام، فيه آيات ـ بصيغة الجمع ـ بيّنات، وليس آية بيّنة، ولا يطلق الشيء على الآية إلاّ أن يكون بيِّناً، فما هو هذا المقام الذي فيه آيات بينات؟ ثم بيّن سماحته: ما تشير إليه التفاسير من أن مقام إبراهيم هو (مقام العبودية)، فقد وصل نبيّ الله إبراهيم عليه السلام بسبب عبوديته إلى هذه المكانة عندما أقدم على ذبح ابنه اعتماداً على رؤية رآها، وهو ممن ينزل عليه الوحي، ولم يشكّك نبيّ الله إبراهيم في هذه الرؤية بمقدار ذرّة، وكان بإمكان الله سبحانه وتعالى أن يبعث له آية أو ملك لتنفيذ هذا الأمر الإلهي، وهذا هو مقام العبودية والطاعة. كما تطرّق سماحة السيد حسين الشيرازي في جانب آخر من حديثه، إن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان (فاعل مختار) دون كل المخلوقات، كما أن الله أعطى الإنسان مساحة كبيرة جداً من الحلال حيث يقول سبحانه: (خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً) البقرة: 29، وفي آخر هذه المساحة وضع سبحانه وتعالى عدداً بسيطاً من الخطوط الحُمُر حيث قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا) البقرة: 187، وفي آية أخرى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا) البقرة: 229، إلاّ أن الإنسان يترك كل ما أعطاه الله من الحلال ليطأ برجله على هذه الخطوط الحُمُر. في الختام وجّه سماحته جملة من النصائح والتوجيهات إلى الحجّاج بضرورة أن يبني الإنسان لنفسه داراً لآخرته، وأن يقوّي العبد علاقته بالله، وأن يتذكّر الجميع وقوفهم أمام الله، وقد استشهد خلال حديثه ببعض القصص القرآنية وروايات عن أهل البيت عليهم السلام، وعدداً من مقاطع الأدعية المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام. وفي مساء ذات اليوم استضافت حملة أمّ البنين سلام الله عليها، القادمة من مدينة سيهات بمحافظ القطيف، سماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزّه، حيث كان في استقباله عدد من السادة والفضلاء، كان في مقدمتهم: فضيلة الشيخ حميد آل عباس، وفضيلة الشيخ صالح المنيان، وفضيلة السيد ماجد السادة، وفضيلة السيد مرتضى الشرفاء، وفضيلة السيد محمد السادة، وفضيلة الشيخ ناجي الزواد، وفضيلة الشيخ صالح العيد، وفضيلة الشيخ سعيد البيات، وفضيلة الشيخ وصفي الشيوخ، وفضيلة الشيخ حسن القروص. وقد ارتقى سماحته المنبر المبارك تالياً الآيات الأولى من سورة ق حيث يقول سبحانه وتعالى: (ق*وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ*بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ*أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ*قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ*بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) سورة ق: 1ـ5، وقد استشهد سماحته في بداية حديثه بقصة الفيلسوف البريطاني الذي يعدّ من أشهر منظّري الغرب في الإلحاد، حيث ركّز هذا الفيلسوف ضمن نظرياته على كون أن الفساد المستشري في الكون لا يمكن أن يكون كلّه من البشر، ويقول أن طاقة البشر لا تبلغ هذا الحجم من الفساد في العالم، فلا بد ـ حسب استنتاجه والعياذ بالله ـ أن يعود جزء منه إلى الله سبحانه وتعالى. وقبل أن يموت هذا الفيلسوف، اعتقد بوجود خالق مقتدر نزيه عن كل شيء يعتبر شرّاً ـ حسب تعبيره ـ، وقد كان لديه تحقيقات في (DNA) وقد توصل إلى عظمة لا متناهية للخالق لا يمكن أن تصدر من موجود يصدر منه شر. وأشار سماحته: إلى أن الشرّ الذي يصدر من الإنسان، تسبّب في أن كبار المفكّرين انجرفوا إلى إنكار الربّ، إلاّ أن خلاصة هذه الحياة كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، (مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ أَنَّهُ لاَ يُعْصَى إِلاَّ فِيهَا). كما تطرّق خلال بحث الآية المباركة: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) ق:5، إلى ضرورة أن يتمسّك الإنسان بالحقّ، فإذا جاءه فيجب أن يقبله وإلاّ ستكون حياته كلّها في تخبّط، وهذا التخبّط سببه إخراجنا الله من حياتنا، لذلك تحوّلت حياتنا إلى جحيم، فالواجب أن نُدخِل ربّ العالمين في حياتنا وفي كل سكناتنا، وأن نقدّم كل أعمالنا قربة إلى الله تعالى، وبهذا ينال العبد التوفيق في الدنيا والآخرة. في ختام كلمته دعا سماحته للحجّاج بالتوفيق وقبول الأعمال، سائلاً الله أن يشمل المؤمنين جميعاً بألطاف أهل البيت عليهم السلام.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|