السيد حسين الشيرازي في جولات تفقدية وإرشادية شاملة

لحملات الشيخ جعفر ونور الزهراء وأم البنين

 

واصل سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي دام عزه والوفد المرافق له جولاته التفقدية والإرشادية لحملات الحج المباركة، حيث قام بتاريخ الأربعاء الخامس من شهر ذي الحجة الحرام 1432 للهجرة بزيارة لحملة الشيخ جعفر حيث كان في استقباله عدد من فضلاء الحملة في مقدمتهم الشيخ سعيد آل إبراهيم، الشيخ علي ميرزا، الشيخ علي مشهد، والشيخ كرم الصالح، والشيخ عبد الله منيان، الشيخ سمير الربح.

وقد ارتقى سماحته المنبر الشريف ليلقي كلمة بالمناسبة استمدها من قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) سورة البقرة: 200.

 وعقَّب سماحته موضحاً: ان الاستفادة من مناسك الحج تختلف حسب نية الحاج وإخلاصه لله سبحانه والمداومة على ذكره عزَّ وجلَّ فبذلك يصل إلى الدرجات العالية والمقامات الرفيعة، وفي اقتفاء نهج الأئمة الطاهرين عليهم السلام والتعلم منهم في كيفية الدعاء والتوسل النهج الحق القويم في ذلك، في وقت حذر سماحته من الغفلة والتركيز في الدعاء للدنيا فقط دون الآخرة التي هي الحيوان لاسيما في هذه البقاع المقدسة والأماكن الشريفة التي يحب الله أن يدعو فيها.

 وفي مساء اليوم زار سماحته دام عزه حملة نور الزهراء عليها السلام، حيث كان في استقباله جمع من السادة والعلماء في طليعتهم، فضيلة الشيخ فوزي آل سيف وفضيلة السيد محمد الساخن وفضيلة الشيخ جعفر الداوود وفضيلة الشيخ علي صويف، وفضيلة الشيخ علي الكواي، وفضيلة الشيخ جعفر الأمرد، وفضيلة الشيخ عادل جوهر، وفضيلة السيد حكيم الهاشم، وفضيلة الشيخ أحمد الشيخ.

وقد ارتقى سماحته المنبر الشريف مستهلاً حديثة بالآية الكريمة: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) البقرة: 197، حيث أشار إلى أن هناك ثلاث قوى أودعها الله في الإنسان هي: الشهوة، الغضب، الخوف. وهذه القوى قد تكون أفضل الفضائل، وفي نفس الوقت أسوأها.

بعد ذلك استشهد بالآية الكريمة: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا  اسْمَ اللَّهِ عَلَى‏ مَا رَزَقَهُمْ مِن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ* الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى‏ مَا  أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) الحج: 34و35.

وقد عقََّب قائلاً: نلحظ من خلال الآية المباركة إن الله سبحانه بشر المخبتين، فما هو الخبت؟

 الخبت اسم للأرض ولها معاني كثيرة منها الأرض الواسعة ويقابلها سعة الصدر، أرض جرداء ويقابلها القلب السليم، الأرض المستوية ويقابلها ترك القلق والاضطراب، الأرض المرنة ويقابلها القلب اللين.

وفي نهاية الكلمة حث سماحته الحجاج الكرام على تنقية قلوبهم علَّها تحضى ببركات أمير الحاج الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف. 

 وفي ظهيرة يوم الخميس السادس من شهر ذي الحجة الحرام 1432هـ حلَّ سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي دام عزه ضيفاً على قافلة أم البنين عليها السلام القادمة من محافظة القطيف، وكان في استقباله أصحاب الفضيلة الشيخ حميد العباس والشيخ صالح المنيان  والشيخ سعيد البيات والشيخ ناجي الزواد والشيخ وصفي الشيوخ والسيد مرتضى الشرفاء والشيخ صالح العيد والسيد ماجد السادة والشيخ حسن القروص والشيخ أمين آل عمار.

وفور وصوله ارتقى سماحته المنبر الشريف  ملقياً كلمة إرشادية بالمناسبة مستهلها بالآية المباركة: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) الفرقان: 30.

وقد عقَّب سماحته متسائلاً عن أي قرآن يشتكي الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى الله سبحانه بأن قومه تركوه مهجوراً، ليجيب أن القرآن هو أمير المؤمنين علي عليه السلام، وهو القرآن الناطق وكذلك أبناؤه المعصومون سلام الله عليهم، وهم عدل القرآن، وفي زماننا هو الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي بيمنه يُرزق الورى وبجوده تثبت الأرض والسماء، وان الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه هو خُلاصة كل الأنبياء والأوصياء.

وأشار سماحته: إلى تفسير كلمة (مَهْجُوراً) مبيناً أن الهجر لمن يعتقد بالأمر ثم يهجره، وأن الخطاب موجه إلى أتباع أهل البيت وليس لغيرهم، بلحاظ كلمة الهجر.

كما وأكد بأن الحج هو مقدمة للقاء الإمام صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه، وأن كل آيات الحج تفسر بصاحب الزمان، وأن عدم تمكننا من رؤية الإمام سببه أننا مقصرين وغير لائقين بل مهتمين لاستقبال الإمام عليه السلام، وفي الختام دعا سماحته لجميع الحجاج بالتوفيق لإتمام أعمالهم كما يريد الله ليصلوا إلى الفلاح.