سماحة السيد حسين الشيرازي يستقبل حجاج حملة البيان ويزور حملة الشيخ جعفر وقافلة أم البنين

ضمن برمجته اليومية وانشطته التبليغية والتفقدية زار حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزه بتاريخ الجمعة الخامس من ذي الحجة الحرام1431هـ عدداً من الحملات استجابة لدعواتها, كان منها حملة الحجاج العراقين حيث ألقى سماحته كلمة حول فريضة الحج وترقب الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف منطلقاً من قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) الحج:27، ومشيرا سماحته إلى أن الحج شُرع من اجل فلسفة لقاء صاحب العصر والزمان الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف وموضحا كيفية لقاءه المبارك بعد أن يكون الانسان خالٍ من الرواسب والذنوب, فحين يحج الإنسان يكون نظيفاً متطهراً من الذنوب، بهذا يكون مؤهلاً للقاء الإمام, كما قال الله تعالى: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) الحج:29، فالتفث هي الأوساخ المعنوية الروحية.

 
 

زيارة حملة الشيخ جعفر:

كما تفضل سماحتة بزيارة حملة الشيخ جعفر من العوامية وألقى فيهم كلمة بعنوان «إبليس الخطر الكامن» مُبتدأً بالآية الكريمة: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً) الإسراء:62، الآية الكريمة تتحدث عن قرار خطير من أخطر موجود ألا وهو إبليس اللعين، فهو يقسم أمام الله تعالى بأن يتصدى لبني آدم حتى يحتنكهم بغوايته لهم, حيث أن إبليس عليه اللعنة لديه طريقة معقدة جدا يستعملها للغواية حتى يقضي على الإنسان مهما كان الإنسان ضابطاً لنفسه. ثم بيّن أن الإنسان يجب عليه أن يعد نفسه قبل انتهاء المدة وقبل فوات الأوان وان يخرج من الغفلة ويحمي نفسه من وسوسة إبليس لكي لا يؤول مصيره إلى النار.

 
 

 

لقاء حجاج حملة البيان:
ومن جانب آخر استقبل سماحته بمقر البعثة حجاج حملة البيان من مدينة صفوى، وألقى كلمة تحت عنوان
«مواقف الخطر في الإنسان» موضحا المعنى من الآية الكريمة في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ*إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد*مَا يَلْفِظُ منْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ*وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ*وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ*وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ*لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
ق:16-22.

معقباً بقوله:

 وأن هذه الآيات الكريمة تتكلم عن ابرز مواقف الخطر في الإنسان وان هناك ثلاثة منها في الدنيا وثلاثة في الآخرة, فالخطر الأول ان الله هو المراقب للإنسان ويرصد كل تحركاته فكل ذنب تعمله النفس يكون تحت عين الله, ثم أن هناك رقيبان وهما الملكان اللذان وكلهما الله ليسجلان كل شي عن الإنسان فلا تخفى عليهما صغيرة ولا كبيرة, والثالث هو مَلك اللسان وهو ملك مستقل يراقب ويسجل كل كلمة ينطقها اللسان، وهو اخطر عضو في جسم الإنسان, كما قال أمير المؤمنين عليه السلام العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت وواحدة ترك مجالسة السفهاء، أما مواقع الخطر للإنسان في الآخرة أولها سكرة الموت بالحق ثم النفخ في الصور وان كل الناس في بلاء من شدة الوعيد وآخرها أن كل نفس يوم القيامة لها من يسوقها إلى المحشر.

بعد ذلك ختم كلمته بتقديم النصح للحجاج بالاستفادة من هذه الفرصة واستثمارها بالدعاء في كل منسك من مناسك الحج وهو أفضل فرصة للرجوع إلى الله تعالى وطلب المغفرة والمبادرة إلى التوبة.

 

 

زيارة قافلة حجاج ام البنين:
وفي ختام اللقاءات، ختم سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزه برنامجه اليومي بزيارة حجاج قافلة أم البنين عليها السلام من مدينة سيهات، وتمحورت كلمته حول
«الترقب بالنداء»  والذي يدور حول تنبيه النفس عن غفلة الموت, متوجا الموضوع بالآيات الكريمة: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ* يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)
ق:41-42، هذه الآيات المباركة تتحدث عن الترقب لشيء عظيم حيث أن الاستماع يعني الانتظار ألا وهو نداء الرحيل حين يأتي ذلك النداء من مكان قريب, لذا يجب تنبيه النفس عن غفلتها فهناك عوامل تشكل كينونة الدماغ وهي الإدراكات والطباع والأفكار, فالادراكات تكون في غفلة والطباع تصبح إلى طغيان والأفكار تؤول إلى طباع كما في المقولة «أيها الإنسان راقب أفكارك فإنها عن قريب ستصبح طباعا» وهذه الطباع تصبح أفعال والأفعال تحدد المصير, لذا فالفكر هو اخطر موضع يعمل عليه إبليس (بالوسوسة) وشغله الشاغل هو إغواء الناس لذا كانت سورة الناس   (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلهِ النَّاسِ*مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) الناس:1-4، فيها استعاذات ثلاث ضد شر واحد وهو الوسوسة, لذا يجب على الإنسان أن يتذكر قبل فوات الأوان وقبل أن يصحو من الغفلة في وقت لا تفيد فيه صحوته قال تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) سبأ:51، لذا علينا أن نضع حدا لتصرفاتنا تجاه ربنا وان لا نتخطى حدود الله بفعل المحرمات.