بحضور علمائي مكتب المرجع الشيرازي يقيم مجلس عزاء الإمام الباقر عليه السلام

 

 

 بحضور غفير من علماء وشخصيات دينية وطلبة علم أقام مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة مجلس عزاء الإمام باقر علوم الأولين والآخرين محمد بن علي عليهما السلام حيث افتتح المجلس بتلاوة آيات مباركة من سورة الإنسان بصوت السيد مصطفى الياسري ومن ثم اعتلى المنبر الشريف فضيلة الخطيب الشيخ هاني شعبان والذي استمد محاضرته من قوله تعالى: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية).

المجتمع البشري يتفاوت من حيث قاعدة التميز بين الأفراد فهنالك من يضع الجانب المالي هو المقسَم فيقسم الناس الى أغنياء وفقراء، والبعض الآخر يرى الأعراق والإنساب هي المميزة بين الطبقات وآخرون السلطة ضابطة التميز عندهم وهكذا، أما الشارع المقدس فيضع الإيمان والعمل الصالح ركيزتنا التميز قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فجعلها مقترنين ليكشف لنا ان مراده هما معاً على نحو المجموع، فلا يكفي الإيمان النظري دون ان يكون مقروناً بالعمل الصالح أي إيمان بعلم وتطبيق وكذا العمل اذا لم يكن دافعه الإيمان فلا بد ان يكون باعثه دنيوي وبالتالي فهو عمل لقاء منفعة دنيوية محضة لا تنفع كضابطة في التميز.

وأضاف قائلاً: ان هذه القاعدة هي الأساس الذي سار عليه أولياء الله من الأنبياء والأوصياء والأئمة عليهم السلام ولو نتأمل في واقعنا الحالي لنجد أن من العلماء المعاصرين من اتخذها اساس له ومن الأمثلة المعاصرة سماحة الفقيه الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره، مئات الآلاف بل الملايين قد حضروا تشييعه الرهيب وبخاصة هنا في كربلاء المقدسة وهذه القضية تؤكد أن للأعمال آثار غيبية فالكثير من العلماء قد ماتوا فلماذا لم يكن لهم مثل هذا التشييع إلا ان الله سبحانه يلقي المحبة في قلوب الناس وفق ارادته سبحانه ومثل هؤلاء العلماء الذين قذف الله محبتهم في قلوب المؤمنين كنموذج مصغر عن أئمة الهدى سلام الله عليهم، فكيف بنا إذ رأينا المعصوم حجة الله في أرضه كيف سيكون حبه في قلوبنا؟

واستطرد قائلاً: نحن في ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة ذكرى شهادة قمر من الأقمار المحمدية العلوية الإمام محمد الباقر عليه السلام الذي ولد عام سبعة وخمسين للهجرة فادرك من حياة جده الحسين عليه السلام اربع سنوات وهو أول علوي من علوية، فكان في عمر الرابعة وشهد ما جرى على سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته من قتل وسبي ورأى الإمام زين العابدين عليه السلام والده وهو مقيد بالسلاسل والحديد، وهكذا نشأ أمامنا الباقر عليه السلام حاملاً لتلك الآلام العظيمة، وعلماء التربية يعلمون ويؤكدون ما للبيئة والظروف المعاشة من اثر كبير في بناء شخصية الفرد وما تولد من عقد نفسية الا اننا لا نجد لتلك العقد محل في شخصية الإمام الباقر عليه السلام بل العكس هو الصحيح عطاء كبير ونفس صافية نقية وهذه من دلالات امامته عليه السلام.

كما وتحدث حول بعض صفات الإمام عليه السلام وجوانب من سيرة حياته الوضاءة مستشهداً ببعض القصص والروايات، في الوقت الذي أكد على جانب مهم في شخصية الإمام وهو تأكيده النظري والعملي حول العمل والكد باعتباره من أعظم القربات الى الله سبحانه وارداً لرواية محمد بن المنكدر حينما رأى الإمام وارشده بأن عمله هذا هو طاعة لله وليس في سبيل الدنيا.

هذا وقد ختم المجلس بذكر واقعة شهادة الإمام باقر العلوم عليه السلام مسموماً من خلال السرج الذي أعد لهذا الغرض ومن ثم عرج على مصيبة سيد الشهداء وواقعة كربلاء التاريخية.