مجلس العزاء على مصاب الإمام الباقر عليه السلام في بعثة سماحة المرجع الشيرازي بمكّة المكرّمة

   

 

بقرب بيت الله الحرام وبحضور السادة الأفاضل من آل الشيرازي دام عزّهم والعلماء وحجّاج الرحمن, وفي بعثة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله, أقيم مجلس العزاء بمناسبة ذكرى استشهاد مولانا الإمام محمد بن علي الباقر صلوات الله عليه, في يوم الجمعة الموافق للسادس من شهر ذي الحجّة الحرام 1429 للهجرة.

بدأ المجلس بتلاوة عطرة من آيات الذِكر الحكيم تلاها الشاب تيسير الدهان من محافظة القطيف.

بعدها ارتقى المنبر آية الله السيد مرتضى القزويني, واستهلّ حديثه بالرواية الشريفة التالية:

عن جابر الأنصاري رضوان الله عليه أن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: «يا جابر إنك ستعيش من بعدي حتى تدرك الخامس من ولدي، اسمه اسمي, وصفته صفتي, يبقر علوم النبيين، فإذا أدركته فأبلغه سلامي»، وبالفعل عاش جابر رضوان الله عليه إلى عهد الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، فجاء يوماً إلى زيارة الإمام. يقول: فوجدت في الباب اُغيلمة يلعبون فوجدت بينهم غلام أبيض مشرب بحمرة, أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله, فقلت له: يا غلام أقبِل, فأقبَل, ثم قلت له أدبِر, فأدبَر, فقلت: شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله.

ثم قلت له: ياغلام ما اسمك؟ فقال: اسمي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. قلت: أدنُ مني, ففتحت أزرار صدره وقبّلت صدره وقلته له: سيدي إن جدّك رسول صلى الله عليه واله وسلم يُقرئك السلام, وقد سمّاكَ بباقرِ علوم النبيين, فقال: وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله السلام, وعليك السلام بما بلغت يا جابر».

بعدها ذكر القزويني جوانب من سيرة مولانا الإمام الباقر صلوات الله عليه, حيث ركّز على بعض الأمور المهمة التي تعني المسلمين عموماً والشيعة خصوصاً, فقال:

إن الأئمة صلوات الله عليهم هم ورثة علوم الأنبياء، ولكن هذه العلوم وبسبب سياسة القمع والعداء والإرهاب التي استعملها أعداء أهل البيت صلوات الله عليهم كانت مكتومة إلا عن الخواصّ, ومثال ذلك هو كلام الإمام عليّ صلوات الله عليه لكميل بن زياد حين خرج معه ذات ليلة بعد الصلاة, فلما أصحر تنفّس الصعداء، وقال: «آه آه إن ها هنا علماً جمّاً لو أصبت له حَمَلةً». فيتبيّن أن الإمام عليه السلام كان يتمنى أن يلقى من يحمل علمه وينقله.

أما الإمام الباقر صلوات الله عليه فإنه استطاع أن ينقل تلك العلوم, وهذه العلوم أمانة في أعناقنا وعلينا أن نتحمّل المشاق في نقلها ونشرها ولا نضعف ولا نكل.

ثم ضرب القزويني بعض الأمثلة على مدى تحمّل العلماء والشهداء الأذى والتعذيب والقتل في سبيل نقل تلك العلوم كالشهيد الأول صاحب كتاب (اللمعة الدمشقية) الذي يُدرّس الآن في الحوزات العلمية, وقال:
هذا الكتاب ألّفه الشهيد في السجن، ولما انتهى منه وسلّمه إلى شخص أمين, أخذوه ووضربوا عنقه وشقوه نصفين ثم حرّقوه ونثروا رماده في الجو.

وفي ختام حديثه عرّج القزويني على واقعة كربلاء وقراءة أبيات حسينية في مصاب مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه.

هذا، وفي مساء اليوم نفسه أقيم مجلس حسيني باللغة الفارسية واعتلى المنبر فضيلة السيد محمود، وبعده شارك الرادود السيد جواد محمدي بقراءة أبيات شجية بالمناسبة.