المجلس الحسيني ليوم الثامن من محرم الحرام في مكتب

آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) بكربلاء المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم

لليوم الثامن من شهر محرم الحرام يستمر مأتم الحسين عليه السلام في مكتب المرجع الديني سماحة السيد صادق الشيرازي دام ظله وقد إرتقى المنبر الخطيب سماحة الشيخ جواد الإبراهيمي وبعد إفتتاح حديثه بمقدمة جيدة ذكر بأن من أهم المواضيع التي أكد عليها أهل البيت قضية الإهتمام بالأولاد وتربيتهم على معرفة أهل البيت ومحبتهم تبعث السعادة للمرء في الدنيا والآخرة.

وإن الإنسان نتيجته الحتمية الموت ولكن لكي لا ينقطع إتصاله بالدنيا والآخرة فلا بد من وجود إمتداد له. لذا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مات المرء إنقطع أمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد يدعو له، وهذه الدعوة تأتي عن طريق تعامل الإبن مع الآخرين بما يرضي الله وهذا يأتي أيضاً عن الإقتداء بنهج أهل البيت عليهم السلام والتحلي بأخلاقهم العظيمة.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله من رزقه الله ولداً صالحاً وعلمه حب أهل البيت نوّر الله ذكره في الدنيا والآخرة.

ومن ضمن ما يتعامل به الفرد هو حب أهل البيت عليهم السلام والتودد لهم وذكر فضائلهم والإقتداء بمناهجهم ولذلك يجب أن يختار للولد الصالح الرحم الطاهر فإن للأم دورها في غرس حب أهل البيت في روح ونفس وعقل وقلب الوليد إبتداءاً من تكوينه في الرحم ومروراً بالرضاعة وتربيته وإنتهاءاً بنشأته وترعرعه. لذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام إذا إنعقدت نطفة إبنك في رحم الأم فقل: اللهم إن كان هذا الجنين ولداً فإني أسميه محمد تبركاً وتيمناً بنبيك محمد صلى الله عليه وآله وإن كان أنثى فإني أسميها فاطمة تيمناً وتبركاً بإبنة نبيك صلى الله عليه وآله.

إن أهل البيت عليهم السلام مثلما أمرونا أن نسمي أولادنا بأسمائهم ونجيد تربيتهم. فقد نهونا أيضاً أن نسميهم بأسماء أعدائهم. حيث أن ذلك مخالف لقولنا في مخاطبتهم في الزيارة إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وموالٍ لوليكم ومعادٍ لعدوكم فالموالاة يجب أن تتبعها البراءة من الأعداء والبراءة والإبتعاد عن كل ما يتمثلون به وكلما يتسمون به وكلما يرمز إلى عدائهم لأهل البيت عليهم السلام.