*
إن الذين
ينفقون أموالهم في سبيل خدمة القضية الحسينية ينالون أجر ما أنفقوا، سواء
أنفقوا ديناراً واحداً أو الملايين من الدنانير.
*
إن
الذين يتعاملون بالسلب مع القضية الحسينية وشعائرها ينالون عقاب تعاملهم السلبي
في الدنيا قبل الآخرة، سواء كان ذلك التعامل السلبي بمقدار كلمة واحدة، أو
بلافتة يكتبون عليها (عاشوراء يوم الفرح والسرور) كما فعل مؤخراً بعض الذين
يدّعون بأنهم مسلمون في إحدى دول الجوار.
*
إني أشكر
كل الذين خدموا وشاركوا في إحياء عاشوراء وكل الذين شجّعوا الآخرين على الخدمة،
وكل الذين تبرّعوا بالأموال أو جمعوا الأموال في سبيل إحياء عاشوراء، كذلك أنصح
الذين يتعاملون بالسلب مع الشعائر الحسينية أن يحذروا عواقب تعاملهم وإن كان
بمقدار كلمة واحدة، لأن مصيرهم أو حالهم سيكون كمصير وحال أحد الذين اصطفوا في
جيش يزيد.
*
إن ما يجدر
بنا أن نقوم به تجاه الذين يتعاملون بالسلب مع الشعائر الحسينية سواء كان
تعاملهم عن سهو أو عن عمد، وعن قصد أو عن غير قصد، وعن جهل أو عن علم بذلك، هو
أن ننصحهم ونقول لهم: أليس من المؤسف أن تقوموا بمثل هذه الأمور التي لا تعدّ
لعباً بالنار بل هي تلاعب بالتاريخ، ومن يتلاعب بالتاريخ يسحقه التاريخ و يفنيه
دنياً وآخرةً.
*
الذين
رفعوا علماً للحسين صلوات الله عليه في أية بقعة من العالم والذين قدّموا
الخدمة في سبيل إحياء عاشوراء سيشملهم دعاء الإمام صاحب العصر والزمان عجّل
الله تعالى فرجه الشريف بنسبة ما قدّموا وبمقدار ما خدموا.
*
إني قد
دعوت في سحر هذا اليوم لجميع الذين أقاموا الشعائر الحسينية وأحيوها وذلك
إقتداء بالمعصومين، فهم صلوات الله عليهم قد دعوا ويدعون لمحيي أمرهم وبالأخصّ
لمقيمي الشعائر الحسينية ومحييها. فعمل المعصوم صلوات الله عليه حجّة كما صرّحت
الروايات الشريفة، ودعاء المعصوم للذين يحيون أمرهم هو من المستحبّات.
* لا تبعدوا
أيّ شخص عن هذه الشعائر والمجالس وإن كان ملوّثاً بالمعاصي والذنوب بل اسعوا في
إصلاح من كان ملوّثاً.
وما أكثر من صلحوا في هذا الطريق. وما أكثر الروايات والقصص التاريخية
والمعاصرة عن أشخاص كانوا بعيدين عن الله والصلاة والعبادات والمستحبات
والواجبات... ولكن جاءوا ـ أو جيء بهم ـ صوب الإمام الحسين سلام الله عليه
فاهتدوا واستقاموا وترقّوا ووفّقوا وبلغوا الدرجات الرفيعة.
* اسعوا إذا
حصل نزاع أو خلاف أو مشكلة بين شخصين أو أشخاص أن لا يدخلوا نزاعهم في قضايا
الإمام الحسين سلام الله عليه وشعائره، دعوا المشاكل والخلافات جانباً وشاركوا
في هذه المراسم، إنكم لستم من أهل النزاع والحمد الله تعالى، ولكن إن وجد بينكم
من كانت عنده مشكلة شخصية مع زميله فانصحوه بأن لا يجعل لها مدخلية في الشعائر
والمجالس الحسينية فيختلف مع زميله في الشعائر لاختلافه معه خارجها؛ لأنّ هاهنا
محل التقرب إلى الله تعالى.
* إذ
استثنينا الجهاد الذي يكون الخوف ملازماً له بالطبع والغالب، لا نجد عبادة أخرى
في الإسلام تبقى على حكمها مع الخوف، سواء كانت تلك العبادة واجبة أو مستحبة،
فالصلاة مثلاً أوجب الواجبات وهي «أوّل ما يُحاسَبُ به العبدُ، فإن قُبلت
قُبِلَ ما سواها»، ومع ذلك إن خاف المرء على نفسه وحياته بسببها في وقت من
الأوقات أخّرها حتى يزول الخوف وأتى بها قضاءً.
والصوم وهو من العبادات المهمة في الإسلام إذا خاف المرء على نفسه بسببه فعليه
أن يفطر ويقضي صيامه بعد ذلك.
والحجّ وهو من أركان الإسلام أيضاً، حتى ورد عن الإمام الصادق سلام الله عليه
أن: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ حَجَّةَ الإِسْلامِ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ
ذَلِكَ حَاجَةٌ تُجْحِفُ بِهِ أَوْ مَرَضٌ لا يُطِيقُ فِيهِ الْحَجَّ أَوْ
سُلْطَانٌ يَمْنَعُهُ فَلْيَمُتْ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً».. ومع ذلك
عُدّ عدم الخوف من شروطه، فقد عبّر الفقهاء عن هذا الشرط بتخلية السرب، أي إن
وقع الحج مع الخوف فلا يكون مقبولاً، وعلى المكلّف إعادته إن كان الحجّ الواجب.
أمّا الشعائر الحسينية ومنها زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه فمع أن
المشهور عند فقهاء الشيعة استحبابها ـ لا وجوبها ـ لا
تسقط مع الخوف، أي لا يسقط استحبابها فضلاً عن جوازها.
|