عاشوراء سيّد الشهداء

 

*إني أنصح الذين يتعاملون بالسلب مع القضية الحسينية بأن يقرأوا التاريخ ويعتبروا من مصير الذين قاتلوا الإمام الحسين صلوات الله عليه وحاربوه ومن الذين اصطّفوا في جيش يزيد، وأنصحهم أيضاً بالتوبة إلى الله تعالى، مع إني لا أعلم هل يفتح الله تعالى أبواب التوبة لهم ولأمثالهم؟ وهل يوفّقون للتوبة؟ فهذا لا يعلمه إلاّ الله ورسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.

*قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض». فأقول للذين اتخذوا أو يتخذون عاشوراء يوم فرح وسرور: إن يزيد هو الذي اتخذ عاشوراء يوم عيد وسرور، فما الذي جنى يزيد من اتخاذه عاشوراء يوم عيد؟ فانظروا إلى يزيد واعتبروا بمصيره وعاقبته.

*نشكر الله سبحانه على ان أبقانا أحياء لندرك عاشوراء آخر ونحظى بتوفيق إحيائه. وهنا أرى من الواجب عليّ بصفتي أحد الموالين لأهل البيت صلوات الله عليهم أن أشكر كل الذين قدّموا الخدمات في العشرة الأولى من المحرّم وتحمّلوا الأذى وتعرّضوا للمشاكل وهم يحيون ذكرى عاشوراء.

*إن عاشوراء نعمة كبرى، وهذه النعمة يدركها حقّ قدرها من كان حيّاً في عاشوراء السنة الماضية وشارك أو قدّم الخدمة في إحياء عاشوراء، فهو الآن في عالم الآخرة يحظى بثواب وأجر تلك الخدمة، ولو كان بمقدوره أن يتحدّث معنا لقال لنا هنيئاً لكم ولكل من يخدم عاشوراء، فإن عاشوراء نعمة كبرى وأنتم لا تعلمون ما لمن يخدم عاشوراء من الأجر العظيم الذي لا نظير له.

* لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تبقى قضية مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه حيّة وأن تزداد حيوية كل يوم، وأن تزداد انتشاراً وسعة في كل مكان مهما سعى الظالمون في عرقلتها.

* لا بأس أن نتذكر، ونحن على أبواب شهر محرم الحرام عطية الله تعالى للإمام الحسين عليه السلام الذي ترك الخلق طرأ في الله، فقد أعطاه سبحانه امتيازات لم يعطها أحدا قط حتى أولئك الذين هم أفضل من الحسين عليه السلام وهم جده المصطفى وأبوه المرتضى وأمه الزهراء وأخوه المجتبى سلام الله عليهم أجمعين، وهذا الأمر ملحوظ في الأدعية والزيارات كثيرا.

* إن الله سبحانه وتعالى أعطى للحسين عليه السلام ما لم يعط أحدا من العالمين، إذ ربط دمه بعالم التكوين، فألقى مسؤولية دمه على الأرض كلها، وعلى كل من عليها، ثم حمَّلهم جميعا مسؤولية الثأر له صلوات الله عليه!

* يذكرنا شهر محرم الحرام بمسؤوليتنا تجاه قضية الحسين والثأر لدم الحسين عليه السلام، ومن جملة مسؤوليتنا أمران.

الأول: التعريف بالحسين عليه السلام وقضيته وجعله علما بحيث يراه كل إنسان في شرق الأرض وغربها.

الثاني: وهو الأهم، وقد جعل الأمر الأول طريقا إليه، فهو متابعة أهداف الإمام الحسين عليه السلام.

* لنطالع زيارات الحسين عليه السلام بتأمل، ولنتدبر في المفاهيم الموجودة فيها، فإن مطالب كثيرة سيحصل عليها الإنسان خلال التدبر في هذه الزيارات.

* إن التعريف بالحسين وقضيته من خلال إقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية، من جانب، والعمل على تحقيق هدف الإمام الحسين المتمثل بإنقاذ العباد من جهالة الكفر وضلالة الباطل إلى نور الحق والإسلام والإيمان، من جانب آخر، هما ضمن المسؤولية الملقاة علينا جميعا تجاه الثأر للإمام الحسين عليه السلام.

* ما أكثر الناس الذين لا يعرفون الحسين وقضيته وأهداف نهضته! وما أثقل مسؤوليتنا إذن؟!

* أقام الإمام الحسين عليه السلام دين جده صلى الله عليه وآله وسلم، ولولاه لما قامت للدين الإسلامي قائمة.

* لولا الحسين لما كانت الصلاة ولا الصيام ولا حج البيت أحد، لأن بني أمية كانوا على وشك القضاء على الدين، ولكن الحسين عليه السلام حفظه بدمه ودماء أهل بيته.

* كان بقاء اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرفع على المآذن ببركة الحسين عليه السلام، ولولا الإمام الحسين عليه السلام لمحا هذا الذكر معاوية ويزيد وآل مروان بعدهما، ولعادت الجاهلية، فهكذا كان تخطيط معاوية، ولكن الله تعالى شاء أن يرى الإمام الحسين قتيلا، لأنه يريد إنفاذ الدين بأساليب طبيعية وغير غيبية.

* كل مسجد تدخله اليوم فهو مدين للحسين، وكل صلاة وصيام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر،وبر بالولدين، عندما يرفع في الآذان.. كله من الحسين عليه السلام، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«وأنا من الحسين»

* عاشوراء ملحمة عظيمة ومضيئة للأجيال على مر المعصور.

* جعلت عاشوراء الأغيار يطأطئون رؤوسهم إجلالا لعظمة صاحب الذكرى.

* لا يمكننا أن ندّعي انتماءنا لمدرسة عاشوراء مالم نرخِّص الغالي والنفيس في سبيل ديمومة أهدافها العالية، وأن نسلم هذه الأمانة الحسينية السماوية إلى الأجيال اللاحقة مصانة لا تشوبها شائبة، وفي الوقت نفسه فاعلة وبعيدة عن أي زيغ أو حرف، وهذا يتم حال خلصت النوايا، وأبعدت المصالح الشخصية، ليحل محلها هدف تحقيق مرضاة الله عز وجل.

* يجب أن نبقي جذوة ملحمة عاشوراء متّقدة على الدوام، وأن نبذل مهجنا دونها، لنضمن الرفعة والشموخ لنا وللأجيال من بعدنا.

* إن صلاتنا وصومنا وحسن أخلاقنا ومعاشرتنا في الأسرة والمجتمع وكل ما يصدر عنا من عمل صالح، كل ذلك حسابه عند الله تعالى، أما الخدمة في سبيل الإمام الحسين سلام الله عليه فلها وضع خاص عما سبق من الأعمال، والإمام سلام الله عليه وحده الذي أعطاه الله أن يثيب عليها، فهنيئا لمن ضاعف من خدمته على هذا الطريق.

* للمدرسة الحسينية عطاء لا ينفذ، ومكاسب لا تبلى.

* تجسِّد ملحمة كربلاء عظمة سيد الشهداء سلام الله عليه.

* إذا أردنا أن نتقرب من الإمام الحسين عليه السلام أكثر علينا أن نبذل مانملك في إنقاذ أنفسنا العباد من الجهل والضلال والتيه.

شاء الله عز وجل أن يجعل من استشهاد الإمام الحسين صلوات الله عليه عبرة ودمعة، وعبرة وأسوة، لا للأجيال التي تلته فحسب، بل حتى للأنبياء والرسل على نبينا وآله وعليهم الصلاة والسلام الذين تلاهم الإمام الحسين عليه السلام.

* ينبغي تطبيق نهج الإمام الحسين عليه السلام في الاستفادة من عاشوراء لإنقاذ عباد الله تعالى من المظالم المعاصرة، والقتل والسفك، والتشرذم والتعذيب، والاستهانة بالكرامات التي يتعرض لها اليوم كثير من الناس، والمسلمون خاصة في مختلف أقطار الأرض.

* من أهداف الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء ترسيخ أصول العقيدة الإسلامية من التوحيد، وما يتعلق به من صفات الله الثبوتية، وما يتنزه عنه تعالى من الصفات السلبية، وبعثة الأنبياء وما يرتبط بها، وبعثة رسول الإسلام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين وما يتصل بذلك، والإمامة وبحوثها، والمعاد وشؤونه، ونتائجه من الثواب والعقاب والجنة والنار.

* من أهم أهداف الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء هو إحياء أصول العقيدة في النفوس.

* كان الاقتصاد السليم، والسياسة العادلة، والفضيلة، في طليعة أهداف الإمام الحسين عليه السلام في قيامه ضد بني أمية، الذين سحقوا القيم وأفسدوا البلاد وأذلوا العباد، وفرضوا على الأمة فيما فرضوا عليها من الاقتصاد البغيض، والسياسة الظالمة، حتى أصبح المظهر العام للأمة غير الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبشر به العالم وطبّقه في حياته الكريمة.

* ينبغي الاستفادة أكثر من ذي قبل من التقنية الحديثة لنشر أهداف الإمام الحسين عليه السلام بجميع محتوياتها من الكتب والصحف، وكذلك الأفلام والمسرحيات والقنوات الفضائية والشبكة المعلوماتية و... وكل ما يمكن بواسطته، وبنزاهة كاملة، إيصال صوت الإمام الحسين عليه السلام إلى كل أفراد البشر.

* لقد تحقق وعد الله تعالى للإمام الحسين عليه السلام بالانتصار، وقد نقلت الأحاديث الشريفة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما ذكرته عقيلة الهاشميين زينب الكبرى عليها السلام للإمام السجاد عليه السلام:«وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشباع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهرواً، وأمره إلاعلوا»

* من الضروي جدا أن يعلم عشاق سيد الشهداء عليه السلام أنه كلما كانت نسبة التعلم من الإمام الحسين عليه السلام أكثر كان القرب إليه أكثر.

* اعلموا أن مصباح سيد الشهداء ورغم محاولات الأعداء الكثيرة التي أرادوا بها أن يطفئوا نوره قد بقي منيراً على مدى أربعة عشر قرناً، وسيبقى منيراً إلى يوم القيامة.

* مسؤوليتنا نحن العارفين بحق سيد الشهداء سلام الله عليه أن نوصل صوت الإمام الحسين سلام الله عليه إلى البشرية كلها ونعرّفها به... وأبسط ما يمكن القيام به في هذا المجال هو جمع مقدار من الأموال وافتتاح موقع على الانترنيت وبواسطته نعرِّف سيد الشهداء سلام الله عليه للعالم، وربما يدخل الآلاف بل الملايين إلى الموقع فيهتدوا على أثره.

* جبلت النفوس على الالتفاف حول المظلوم والدفاع عنه، فكيف لو كانت الظلامة بحجم مظلومية الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأبرار.

* لقد أقام الحسين عليه السلام باستشهاده الدين وحفظ الشريعة.

* أليس للحسين عليه السلام حق على الصلاة، كل صلاة على وجه الأرض؟! أو ليس لدمه عليه السلام حق على الكعبة والبيت الحرام؟!

 * لولا جهاد الحسين عليه السلام وثورته ودمه لما كان يصام شهر رمضان ولما كانت الزكاة والخمس وسائر أحكام الإسلام.