الحسين سيّد الشهداء عليه السلام

 

*إن الكثير ممن كانوا غير مسلمين ونواصب كالخليعي الشاعر المعروف اهتدوا إلى الحقّ بفضل الإمام الحسين صلوات الله عليه وماتوا سعداء وفازوا بنعيم الآخرة، إذن أليس من المؤسف حقّاً أن يصدر من المسلم تجاه القضية الحسينية ما يؤدي به إلى الذل والهوان في الدنيا ودخول النار في الآخرة؟

*إن الذي حلّ بالإمام الحسين صلوات الله عليه في كربلاء هي فاجعة عظمى ورزية كبرى، وإن عاشوراء مصيبة عظمى وكبرى حلّت على الكون وما فيه وليس على الأرض وأهلها فحسب وهذا ما صرّحت به الروايات الشريفة.

* ليس الضالون والمذنبون وحدهم يهتدون بالإمام الحسين سلام الله عليه، بل كلّ إنسان مهما علت درجته يهتدي بالإمام الحسين سلام الله عليه. فاسعوا للترقي أكثر والتحلّي بأخلاق أفضل والتكامل في الهداية بالإمام الحسين سلام الله عليه.

* قال مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله:
«إنه لمكتوب عن يمين عرش الله عزّ وجلّ: الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة».
ولقد وجد النبي صلى الله عليه وآله هذه العبارة عندما عُرج به إلى السماء، ليريه الله من آياته الكبرى. فكانت هذه من تلك الآيات الكبرى.

* أن زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه كانت على مر التاريخ مقرونة بالخوف والتضحية وتحمّل الصعاب، بل كان حتى ذكر الإمام الحسين سلام الله عليه يغيظ الظلمة فكانوا يضيّقون على المؤمنين ويخلقون لهم المشاكل إذا ذكروا الإمام الحسين سلام الله عليه أو نصبوا له المآتم أو ذهبوا لزيارته أو عظّموا أيّاً من شعائره، أو ذكّروا بما جرى عليه وعلى أهل بيته وأصحابه في كربلاء؛ ولذا قال الإمام لابن بكير: أما تحب أن يراك الله فينا ـ أي في سبيلنا ومن أجلنا ـ خائفاً؟.

* لقد كان هدف مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه في نهضته إنقاذ الناس من الجهالة والضلالة. وقد نهض سلام الله عليه بإرادة نفسه من أجل هداية الناس.

* ونحن على أبواب ميلاد الحسين عليه السلام المبارك، أقترح ثلاث وصايا صغار وبسيطة يتمكن كل منا العمل بها عسى أن نرفع شيئا من التقصير تجاه الحسين:

أولا: من الآن أخبر كل  من تلقاه، سواء في محل عملك أو في طريقك إلى البيت أو صديقا تلقاه بأن يوم الثالث من شعبان هو يوم ميلاد الحسين عليه السلام، ولا أبالغ إن قلت إن كثيرا من المواطنين الذين تعيش بينهم لا يعلمون بذلك.

ثانيا: لنتحف أولادنا ومن هم تحت إنفاقنا بهدية وعيدية في يوم ميلاد الحسين عليه السلام ليتربوا على حب الحسين عليه السلام.

ثالثا: لنظهر علامات الفرح والتهنئة ولنوزع الهدايا أو الحلويات على زملائنا في محل عملنا ومنطقتنا في يوم ميلاد الحسين عليه السلام.

* في زيارة النصف من شهر شعبان المعظم، يتجه الملايين من الزوار من أطراف العراق الحبيب، وأكناف قارّات العالم كلها إلى مدينة كربلاء المقدسة، لزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين، وزيارة أخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام والصفوة الطاهرة من سلالة أهل البيت عليهم السلام، ومن الأنصار الأوفياء الذين استشهدوا مع أبي عبد الله الحسين عليه السلام والحضور ببركة هذه الزيارة لمصافحة أرواح مئة وأربعة وعشرين ألف رسول ونبي، وهؤلاء كلهم ضيوف الإمام الحسين عليه السلام وضيوف أهالي كربلاء الكرام.