|
لقاء مع الشيخ يوسف عبد الساتر
اللقاء: السادس عشر. الشخصية المحاورة: الشيخ يوسف عبدالساتر (لبنان). المكان: بيروت ـ مكتب الإمام السيد صادق الشيرازي. التاريخ: 7/10/2005م ـ 3/رمضان/1426 هـ.
تمهيد: الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على شمس الهداية نبيّنا محمد، وعلى الأقمار المضيئة الأئمة الطاهرين. وبعد فقد قال الحكيم في محكم كتابه الكريم وقرآنه العظيم بسم الله الرحمن الرحيم: (إنما يخشى الله من عباده العلماء). صدق الله العلي العظيم وقال النبي صلى الله عليه وآله: «إنّ مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البرّ والبحر، فإذا طمست أوشك أن تظلّ الهداة». يسرّنا ويسعدنا في هذا اللقاء من سلسلة لقاءات حول الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي قدس سره أن نستضيف أحد العلماء العاملين من الذين شهدوا حياة الشهيد وجهاده فكانوا رفاقه دربه حتى أختاره الله سعيدا وهو فضيلة حجة الإسلام والمسلمين الوكيل الشرعي لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، الشيخ يوسف عبد الساتر.
وقفه مع الضيف المحاور: ولد سماحة الشيخ يوسف عبد الساتر في بلدة إيعات من مدينة بعلبك البقاعية وذلك في عام (1942هـ). وبعد أن أكمل دراسته في لبنان اختار التوجه إلى مدينة النجف الأشرف، ففي عام (1961م) تم إلحاقه بالمدرسة اللبنانية بمنطقة الجديدة، وهذه المدرسة أسّست عام (1960م) وخصّصت بمبيت الطلبة اللبنانيين. درس الشيخ يوسف العلوم الحوزوية، فدرس كتاب (قطر الندى) على يد الشيخ أحمد القبيسي، كما درس عنده المنطق و(ألفية ابن مالك)، وانضم إلى درس الشيخ أحمد البهادلي في (الحاشية)، و(أصول الفقه). وفي عام (1962م) التحق بجامعة النجف الدينية، وفيها كانت دروسه وأساتذته كالتالي: أكمل دراسة الفقه والمنطق على يد العلامة الشيخ أحمد البهادلي، درس التاريخ الإسلامي و(نهج البلاغة) على يد السيد محمد كلانتر عميد الجامعة، ودرس العقائد والفلسفة على يد الشيخ مجتبى اللنكراني، كما درس (كفاية الأصول)، وكتاب (اللمعة الدمشقية) على يد الشيخ محمد تقي الجواهري، وفي عام (1967م)، وفي جامعة النجف الأشرف الدينية عرض عليه منصب المسؤول الإداري والتعليمي في الجامعة، وقد استمرّ في منصبه هذا زهاء أربع سنوات أثبت فيها سماحة الشيخ عبد الساتر جدارة وكفاءة.
في لبنان كان اللقاء: التحق الشيخ يوسف بالبحث الخارج على يد السيد الخوئي قدس سره عام (1968م) واستمر يتلقّى على يده في الفقه والأصول حتى عام (1971م)، وفي عام (1974م) غادر النجف الأشرف إلى بعلبك حيث مدينته، وبعد سنتين من عودته إلى لبنان وتحديداً عام (1976م) تعرّف في لبنان إلى سماحة آية الله المفكر الإسلامي الكبير الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي قدس سره، فأسند إليه الأخير إدارة شؤون العلماء والمبلّغين في لبنان من حيث متابعة إدارة شؤونهم وتوزيعهم على مناطق التبليغ في مختلف مدن لبنان وقراه. ولقد أثمرت علاقته بالشهيد السعيد السيد حسن على قواعد جمّة على صعيد العمل الإسلامي، وتفعيل دور علماء الدين في لبنان. وبعد استشهاد الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي في بيروت وذلك في عام (1980م) غادر الشيخ يوسف عبد الساتر لبنان ليقيم في الشام وبالتحديد في منطقة السيدة زينب عليها السلام لإدارة شؤون الحوزة العلمية الزينبية واستمر فيها حتى عام (1986م) حيث عاد إلى لبنان واستقر، واستلم فيها إدارة مكتب مرجعية آية الله العظمى المرجع الديني الكبير الإمام الراحل المجدّد الثاني السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره، وبعد وفاته استلم سماحته إدارة مكتب ممثلية سماحة آية الله العظمى الإمام الفقيه السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، وما زال مواصلاً ومستمراً لهذا العمل. ولسماحته الفضل الكبير في إقامة أولى المجالس الحسينية باللغة العربية، وجمع لمّ الشيعة من السوريين واللبنانيين والعراقيين وغيرهم من الناطقين باللغة العربية في منطقة السيدة زينب عليها السلام وجمعهم في حسينية الحوزة العلمية الزينبية. وكان لسماحته أيضاً جولات تبليغية في مختلف المدن والقرى والمناطق الشيعية من مختلف مناطق سورية. وكان لسماحته أيضاً الدور الكبير في استقدام وجلب مجموعة كبيرة من الطلبة السوريين واللبنانيين للدراسة في الحوزة العلمية الزينبية.
كربلاء بداية الأنطلاق: ● سماحة الشيخ ما هي علاقتكم بالسيد الشهيد حسن الشيرازي؟ متى بدأت هذه العلاقة؟ وكيف استمرت؟
الحمد لله نحمده ونستعينه. أما بعد: فقد قال الله تعالى في كتابه المجيد: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات). وقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء). بداية كانت في كربلاء المقدسة، وذلك بعد خروجه من السجن، والإيعاز الذي أصدره آية الله العظمى الإمام الحكيم قدس سره في حينه حول الالتفاف حول العلماء، وذلك من جراء التعسّف العفلقي الصدامي البائد، والقمع لكل علماء الدين في حينه، فزرناه وكان في بيت آية الله العظمى المرجع الإمام المجدّد السيد محمد مهدي الحسيني الشيرازي قدس سره. ولم تطل المدة حيث أن آية الله الفيلسوف والمفكّر والمبدع المقدّس الشهيد السيد حسن الحسيني الشيرازي اعتمد الرحيل من العراق متوجهاً إلى لبنان، وكنت في حينه لا أزال في طور التحصيل العلمي. هذا اللقاء الأول لم يكن تعارفاً أولياً، فهذه الأسرة الكريمة معروفة بالمرجعية والمكانة العلمية المرموقة، والوجود الفكري والعملي في كربلاء المقدسة وسامراء حيث أنجبت وعلى مدى من الدهر نخبة من العلماء. لذلك عندما تعارفنا في لبنان كان هذا التعارف بمثابة بداية لعمل إسلامي معاصر. ومما يلفت النظر شخصية الشهيد الجذّابة والمحببة حيث يستطيع المتحدث معه كأنه يعرفه من فترة زمنية طويلة. إنّ الصّفاء الروحي المميّز لدى الشهيد، والرغبة الصادقة في العمل، والرجوع بالأمة إلى ما كانت عليه تطبيقاً لقوله تعالى: (كنتم خير أمّةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) عملاً بالآية الكريمة كانت البداية.
أخلاق قل نظيرها: ● ماذا كانت الخصوصيات الأخلاقية للشهيد؟
اقتدى الشهيد بالرسالة السماوية المرتكزة على حسن الخلق ضمن السيرة النبوية، وأخلاق أهل البيت عليها السلام. كان منفتحاً على الجميع، متميزاً بقدرته على إقامة أفضل العلاقات في مجتمعه، وكان يتمتع بشخصية قلّ نظيرها في جميع مراحل حياته، بفكره، بروحه، بجسده. كان لكلمته الأثر البيّن في استقطاب من أبغضه ومن أحبه.
تفرد في الصله الربانيه: ● من خلال معاشرتكم وصحبتكم للشهيد كيف تقيّمون شخصيّته الذّاتية، وعبقريته العظيمة؟ وما هي منابع هذه العبقرية؟ الشخصية الذاتية للشهيد تفرّد بها، وبالخصوص مع خصومه حيث أنّ العلم الذي كان يحمله في صدره الكريم، والنفس العليّة المتعالية بالولاء للإسلام، والعبقرية المتناهية في حدّ ذاتها جعلت من الشهيد الرمز الفرد في جميع خصوصياته، حيث الصلة الربّانية بين الخالق والمخلوق أعطته صبغة الشخصية المميّزة، وإن دلّ ذلك على شيء إنما يدلّ على ذوبان الشهيد بخالقه مصادقة على الحديث القدسي: «عبدي أطعني أقول للشيء كن فيكون وتقول له كن فيكون».
سمته التواضع: ● كيف كان يتعامل الشهيد مع الناس عامّة؟ وكيف كان يتعامل مع زائريه وضيوفه بالأخص؟ التعامل مع الناس كان بوجه بشوش ولطيف، والمبتسم، لا يملّ من كثرة زائريه، ولا يملّ من إلحاح الملحّين، ولا يقف في وجه المجادلين، بل كان الوجه المشرق النيّر المنبسط، كان يقوم بخدمة زائريه وضيوفه، ويقدم لهم بيديه الكريمة ما هو المطلوب من ضيافة إن كانت علمية روحية، أو غذائية مادية.
هدفه الإسلام وطموحه الارتقاء نحوه السماء: ● لكلّ مفكر قيم ومبادئ يستند عليها، فما هي الطموحات والأهداف والأفكار التي كان الشهيد يرتكز عليها؟
فكان الشهيد في فترات حياته ينظر إلى أهل العلم من المبدعين ويحثّهم على الأهداف السماوية المتطورة علمياً على أخذ الموضوع العلمي القرآني بالنظرة التطورية للحياة، فكان للأدباء دوراً، وكان للفلاسفة دوراً، وكان لكل فن من العلم دوراً، وكان الشهيد يتتبع الكاتب بأسلوبه وفكره وثقافته، وينوط به من خلال دراسته لعلمه، هل أجاد بقلمه فمنحه وسام الكمال، أم ينوط به من خلال دراسته لعلمه أن يوجه إليه بأسلوبه المحبّب والمؤدب عن شروده أو عدم إنصافه لما كتب، ولكن كان ذلك بالأسلوب الأدبي الكريم، هكذا كان الشهيد يمتثل العذر لمن لم يدرك الواقع، هدفه الإسلام، وطموحه الارتقاء نحو السماء.
الشهيد حمال لهموم الأمة: ● سماحة الشيخ هل كان الشهيد يحمل هموماً وآلاماً تجاه العالم الإسلامي؟ الشهيد السعيد في جنان الخلد عند مليك مقتدر، كان بمكان من القول المأثور: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»، فكيف بالعالم العامل الحجّة حينما كان ينظر ويرى تشرذم المسلمين في بقاع الأرض حيث يرى الأمة الإسلامية مغلوب على أمرها، وقد استحوذ عليها ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأصبح العالم الإسلامي قد تقلّل، وذلك بالبعد عن حقيقة الإسلام والرفعة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لعباده. فكان للشهيد ما من جلسة أو لقاء أو محاضرة إلاّ ويتكلم حول الإسلام وصيانته، وأنه كيف ومتى لأمة أن تعيد مجدها، ويعود الإسلام إلى سابق عهده. كان يكتب إلى حكام البلاد الإسلامية حول تطبيق الإسلام ورفع القيود، وطرح نظام إسلامي معاصر يتمشّى مع الوقت، وتكون الأمة الإسلامية كأسنان المشط، أو يكون المسلم أخ للمسلم.
يا صفراء ويا بيضاء غري غيري: ● مع أنّ الملايين من الأموال كانت تصل بيد الشهيد، كيف كان الشهيد يعيش زاهداً حتى أنه لا يملك أجرة التاكسي؟
كان المثال الأعلى في صرف المبالغ على هذه الأمور. وكان الشهيد همّه الأعلى وإخلاصه وذوبانه في خدمة المذهب الشريف، وكان يحمل عبء الحوزة العلمية الزينبية، فيقدم لطلابه المساعدة من يد كريمة. كان يجوع ليشبع غيره، وكان نظره وفكره في تحسين الوضع الاجتماعي للأمة، فتصرف الأموال في محلها، ولم يدخر لنفسه حتى جعل شعاراً له قول الإمام علي عليه السلام: «يا صفراء ويا بيضاء غرّي غيري».
مهرجان أمير المؤمنين شهره مدويه وكلمه رائده: ● ماذا كان دور الشهيد في احتفالات الثالث عشر من شهر رجب بمناسبة مولد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وذلك في مدينة كربلاء المقدسة؟
وكان لهذا الإحتفال الدويّ المبدع في العالم الإسلامي، والكلمة الرائدة، والشعر المعبّر عن هذا الإحتفال، وكانت المحاولات من هنا وهناك لتثني هذه الأسرة العظيمة عن مثل هذه الاحتفالات إلا أنّها تعلّمت التّضحية والفداء والإباء ومعنى الشهادة من أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، فسلكت الطريق وكان الاحتفال. ومهما تحدّثنا عن منهجية هذا الاحتفال وضخامته في المعنى الحقيقي والبعد وتشخيص الصورة له لما استطعنا اللحاق به بل كان الصدى الأبعد في نظرية آل الشيرازي، ولا يفوتنا الكلام، ونحن في مهرجان الإمام علي عليه السلام أن نقول: إنّ هذا الاحتفال انتقل وبفضل المفكّر والمبدع والفيلسوف والفقيه والأديب والكاتب إلى دمشق الإسلام، فكان حضوره بحضور من أوجد الحوزة العلمية الزينبية في مقام بطلة كربلاء الخالدة السيدة زينب عليها السلام، فجرياً على ما كان في كربلاء البطولة من إبراز الشخصية العملاقة كان الوفاء من زينب الكرامة.
كشف زيف العفالقه فكان الاعتقال: ● ماذا كانت ملابسات اعتقال الشهيد في العراق؟ إنّ السبب الرئيسي لهذا الاعتقال هو الإسلام وكيانه والعقبة الكؤود في وجه الظلمة الطغاة ما أن أعلن في كربلاء المقدسة عن منهجية وترتيب مدروس للاحتفال بمولد الإمام علي عليه السلام، حتى قامت قيامة البعث الحاقد الغاشم، وهي تعلم أن منبر الإمام علي عليه السلام هي الحلقة الرابطة بين الشعوب. إنّ الكلمة والشعر في مهرجان الإمام علي عليه السلام، وما يحتويه القلم المعبّر عن هذه الشخصية، وما رافق الكلمات من تحد لحزب غاشم ظالم أراد أن يهدم الإسلام بفكره المظلل، وأسلوبه السخيف والميوعة والتحلل الخلقي بين الشعوب كان لا بدّ من استنهاض الأمة بوضعها ضمن المناخ الصحيح، وكشف زيف العفالقة فكان الاعتقال.
هيهات أن أعطي الدنية في ديني: ● ماذا كانوا يريدون منه تحت التعذيب؟
كان الشهيد السعيد دؤوب العمل لا يفتر ولا يكلّّ بل كان له القدرة على النشاط والحيوية في المجال العملي، لم يترك لصحته ونفسه وفكره وقلمه الراحة بل كان العين الساهرة والنفس الوثّابة والفكر المتجوّل في جميع العالم الإسلامي، لم يترك القلم بل كان يحمله كزاد في كل لحظة من استراحته في الكتب وفي البيت وفي السيارة وفي الطائرة، كان الكلام والإبداع الرائد في حياته ما اجتمع بأمة إلا وترك فيها حلمه وعلمه، وهل يترك من أضجع وشوّش بال حكام مزيفين حكموا الأمة بالظلم والقهر، وسلبوا خيراتها وخافوا على أنفسهم، والقلم الأقوى في ردع من أراد بالإسلام سوءاً تجلّت البرقية المكلّلة بكلام فأذيعت على مسمع من العالم بأثره، فكانت نهايته الشهادة.
الدعوه بالحكمه والموعظه الحسنه: ● كيف كانت علاقة الشهيد السيد حسن مع الحكومات سواءً في لبنان أو في سورية أو في أفريقيا أو في غيرها من البلاد؟ كان للشهيد العلاقة المميزة مع الحكومات سواءً كانت في لبنان أم في سورية أم في أفريقيا حيث أن الهدف من شخصية الشهيد هي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان اللقاء مع الشخصيات السياسية في أكثر من بلد هي فهم الشهيد والتسديد في الفكر، متميّزاً بقدرته على إقامة علاقات مع اتجاهات مختلفة ومتعدّدة إن كانت إسلامية أو غيرها.
الحوزة الزينبية تحت ظل آل البيت: ● كيف فكّر الشهيد في إنشاء وتأسيس الحوزة العلمية في سورية؟ إن فكرة تأسيس حوزة في سورية كانت تراود الشهيد منذ البداية لحضوره إلى لبنان، علماً أنّ حوزة مماثلة أسّسها الشهيد في لبنان سميت مدرسة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، ولكن المعروف في التفكير الحوزوي أنها لا تنهض إلا بوجود مقام لأهل البيت عليه السلام، فأخذ منحىً باتجاه العقيلة زينب عليه السلام حيث درس المشروع دراسة وافية، ووضع الأسس الكفيلة بالنهوض بها، فكان له الاجتماع الدوري مع علماء أجلاّء في سورية وهو ما يسمّى بشورى الفقهاء، فكانت المبادرة الكريمة والرعاية الأبوية الشاملة لما خصّه به الرئيس المغفور له حافظ الأسد (رحمة من الله عليه) عناية ليس بعدها عناية، أجيز المقدس الشهيد بالعناية فكانت الحوزة.
رص الصفوف وتوحيد الهدف: ● كيف استطاع الشهيد من تأسيس «مكتب جماعة العلماء» في لبنان؟ ولماذا تأسيس هذا المكتب؟
الشهيد شخصيه جذابه وأخلاق خلابه: ● كيف كانت علاقة الشهيد بمختلف المذاهب والأديان كسنّة، مسيحية، يهودية، أو غيرها؟ إذا أردنا أن نعرف العلاقة المميّزة والمتميّزة مع الأديان السماوية أكان ذلك من المسلمين أم من المسيحيين أم كان مع اليهود فلا بدّ من الرجوع إلى الندوات الخالدة في كربلاء، ومنها إلى بيروت ، ومنها إلى الشام، ومنها إلى دول الخليج، ومنها إلى أفريقيا، لنعرف ونتعرّف على شخصية الشهيد يعود بنا الأمر إلى علاقاته الحميمية مع الأدباء والمفكّرين المسيحيين والمسلمين كذلك أقول هذه من مميّزات السيد الشهيد (رحمة الله عليه). كان يملك الجاذبية التي تستطيع أن تقيم علاقات قد لا تخطر على بال، وكان البعض مشدوداً إلى السيد الشهيد، وكان هذا يدفعه إلى أن يزوره، ويلتقي به، وهناك أعداد كبيرة من الناس الذين كانوا على علاقة معه. كان اللقاء معه لقاءً تنسيقياً وعملاً محدداً، وإنّما كان له علاقات ضروريّة لإعطاء انطباع عن الإسلام. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
|