لقاء مع السيد عبد الرسول الموسوي

اللقاء: الثاني.

الشخصية المحاورة: سماحة السيد عبد الرسول الموسوي.

المكان: دمشق ـ السيدة زينب عليها السلام.

التاريخ: 9/7/2005م ـ 2/جمادى الثانية/1426 هـ.

 

«العلماء ورثة الأنبياء»

كلمة الله

فمن المؤمنين حقاً اولئك الذين صدقوا الله سبحانه حتى آتاهم اليقين أي حتى الشهادة هم صادقون  بذلوا مهجهم من اجل إعلاء كلمة الله  فكانت لهم موسوعة الكلمة ونقصد به الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي فمن اجل التعرف على حياته أكثر حاورنا السيد عبد الرسول الكاظمي.

نبذة عن حياة المحاور

ولد السيد عبد الرسول الموسوي في مدينة الكاظمية المقدسة عام (1951م)، نشأ في أسرة دينية محافظة، تلقى علومه الدينية في مدينة كربلاء المقدسة والنجف الأشرف.

تربّى على يد الشهيد السعيد السيد حسن الشيرازي (أعلى الله مقامه) منذ نعومة أظفاره،

هاجر من العراق، واتصل بالسيد الشهيد في سورية وبقي معه حتى استشهاده.

 

الأستاذ القدوة

سماحة السيد نبدأ بالسؤال الأول: ما هي علاقتكم بالسيد الشهيد؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد معلّم الأخلاق الأول في العالم.

يسرّني أن أتقدّم بالشكر لكم، لإتاحة الفرصة لي فرصة اللقاء في ذكرى من هدانا إلى الطريق السّوي، وعلمنا مبادئ أهل البيت عليهم السلام منذ نعومة أظفارنا، ذلك هو سماحة المفكّر الإسلامي الكبير آية الله الشهيد السيد حسن الحسيني الشيرازي قدس سره نجل المرجع الكبير آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي قدس سره.

 

اللقاء الأول مع الشهيد

في البداية كانت لنا لقاءات كثيرة منذ نعومة أظفارنا أي منذ بداية تكليفنا الشرعي، كنا نذهب مع مجموعة من الأصدقاء من الكاظمية إلى مدينة كربلاء المقدسة حيث كان اللقاء بدايةً بالسيد المرجع الأعلى الآية العظمى الإمام السيد محمّد الشيرازي قدس سره، وبعدئذ تعرفنا على سماحة صاحب الذكرى السيد الشهيد السيد حسن (رضوان الله عليه)، وكان من هناك الانطلاق والتوجيه الاجتماعي والإسلامي والسياسي والخُلقي، وكان السيد هو أوّل موجّه لنا في انطلاقتنا الإسلامية في بداية السبعينات، فكنّا نستفيد من توجيهاته خصوصاً في قضايا المجالس الحسينية وإدارتها، والتعامل مع رجال الدين والمجتمع، وخصوصاً الطبقة المتوسطة والكسبة، وكيف يمكن أن نجري معهم لقاءات، ومن خلال توجيهاتهم نوجّه هؤلاء إلى النحو الذي يصبّ في مجال خدمة أهل البيت عليهم السلام.

 

الخلق الرفيع من مميزات الشهيد

حضرة السيد كيف كان يتعامل الشهيد مع الناس عامة؟ وكيف كان يتعامل مع زائريه وضيوفه؟

في الحقيقة إنّ السيد الشهيد (رضوان الله عليه) كان يمتلك روحاً شفّافة وجاذبيةً كبيرة عندما يلتقيه الناس وعندما يلتقي بالناس، وكان خُلقه رفيعاً، خُلقه محمدياً، يُجذبك عندما تلتقي به، ويشدّك إليه وإلى كلامه وحواره، فكنت لا تملّ منه ومن الاستماع إلى حديثه، هكذا كنّا نعرفه ونألفه، وعندما جئنا إلى سورية وذلك في بدايات حضورنا إلى هذا البلد في أواسط السبعينات، وكنّا نلتقي به في حرم مقام السيدة رقية عليها السلام، فكنّا لا نملّ منه ولا يملّ منا، ويتلقّط أخبار العراق من الداخل ومن المجتمع، ويسأل عن الأصدقاء والمقرّبين، إضافةً إلى ذلك عندما كنّا نريد أن نلتقي به في لقاء خاص كان يقول لنا: شرّفونا في البيت، فلم يكن يعرف التعب أبداً بل جهاد مستمر.

وحقيقة الأمر أعتقد أنّ كل من التقى السيد (رحمه الله)، وكلّ من صادقه وعاشره ينقل نفس هذا الانطباع.

 

مفكر وأديب والبداية مهرجان أمير المؤمنين عليه السلام

سماحة السيد انقلوا لنا بعض القصص والخواطر التي تخصّ الشهيد في مختلف جوانب الحياة؟

في الواقع إنّ السيد الشهيد (رضوان الله عليه وقدّس الله نفسه الزكية)، كان من رجال الفكر، ومن رجال العلم والأدب والسياسة، وأنا أعتقد أنه ترك بصمات واضحة في الساحة السياسية والاجتماعية والعلمية في العراق، وكان من أبرز المجاهدين في العراق، والذي عاصر فترة الستينات لمهرجان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان يعرف السيد الشهيد عن كثب، وكان ينشدّ إلى الاستماع إلى قصائده ومشاركاته الأدبية والسياسية في ذلك المهرجان العظيم العالمي، والذي كان يُدعى إليه من رجال السلك الدبلوماسي الإسلامي والعربي، والشخصيات السياسية في العراق والعلماء من مختلف الطبقات.

 

الشخصية المؤثرة

كان الناس ينشدّون إليه وإلى حضوره واشتراكه، وكانت قصائده الحماسية في ذكرى بطل الإسلام الخالد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، كان لها الحضور المؤثّر في الساحة العراقية الاجتماعية والدينية والسياسية، وكان الناس ينشدّون إلى الأبيات السياسية التي كان فيها كثير من الرموز السياسية، وكثير من التطلّعات المستقبلية التي كانت رؤاه لا يعرفها أحد إلا أن اكتشفت في المستقبل.

 

الشهيد والشعائر الحسينية

الحقيقة أن السيد الشهيد (رضوان الله عليه)، كان لنا معه الكثير من الحكايا، والكثير من القصص، والكثير من التوجيهات التي أهمّها الخدمة الاجتماعية والخدمة الحسينية، وكان هو على ما أظنّ من خلال لقاءاتنا ومن خلال قراءاتنا لكتبه هو أول المدافعين في العراق عن القضية الحسينية والشعائر الحسينية، ولا أنسى أنه كان يتقدّم يوم صبيحة عاشوراء موكب تطبير طلاب العلوم الإسلامية في مدينة كربلاء المقدسة.

وهذا مما يدلّ في رؤى السيد الشهيد الكثير من النظرات حول القضية الحسينية، ولا تنسى كتابه الخالد الذكر (الشعائر الحسينية) الذي وضع النقاط على الحروف، وسدّ الأبواب والأفواه، وأعتقد أن من يقرأ كتابه هذا وكتاب (كلمة الله) لا ينسى أنّ فيه الكثير من علامات الاستفهام لما كان يحمل السيد الشهيد من رؤى وأفكار للعالم الإسلامي ولمستقبل العراق.

 

الشهيد الشيرازي والدولة الإسلامية

سماحة السيد السؤال الأخير ما هي نظرته نظرة الشهيد السيد حسن في الشكل الذي يجب أن يكون عليه الحكومة في العراق؟

لقد أوضح السيد الشهيد (أعلى الله مقامه) في كتابه (كلمة الإسلام) بالموسوعة خالدة الذكر (موسوعة الكلمة) حيث أوضح فيه الكثير من المبادئ والأسس التي يجب أن يبنى عليه شكل الحكومة المستقبلية في العراق، وللسيد الشهيد رأي أنّ الحكومة الإسلامية يجب أن تدار من قبل مراجع الأمة الشرعيين الذين يقلدونهم الناس في الأحكام والفتيا وهو يقول في كتابه (كلمة الإسلام): أنّ الراية يجب أن تحمل من قبل المرجعية الرشيدة، وإدارة الدولة من قبل رجال الدين من المراجع والفقهاء، وإنّ راية الفقهاء هي الراية الصحيحة.

ولقد كانت له نظرة خاصّة بالنسبة إلى تشكيل الأحزاب وتأسيس الحركات، فرؤياه أنه يجب أن تؤسّس الأحزاب الموجودة من قبل المرجعية الرشيدة، ويجب أن تكون القيادة يقودها علماء الأمة وليس الآخرون.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.