بسم الله الرحمن الرحيم

نبع
المحبة ... كربلاء
ولد عام 1976 في كربلاء المحبة والوفاء، نشأ وترعرع
فيها بين أزقتها درس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية حتى معهد المعلمين ورغم
هذا التحصيل إلاّ إنّه ظل جل اهتمامه العلوم الحوزوية... إنه الشيخ خادم
العلم الأقدس وائل نور الدين مرتضى ... نعم وبكل تأكيد أجابنا وقال: إن جل
اهتمامي هو تحصيل العلوم الحوزوية ولذلك بدأت أطالع وأهتم حتى سنحت لي
الفرصة، وفي ظل ظروف صعبة جداً أن أكون طالباً حوزوياً في النجف الأشرف
وارتديت زيّ رجال الدين وكنت أثناء الدراسة بحمد الله تعالى أجد علائم
التوفيق من حيث كنت أجد في نفسي القدرة على تدريس ما
درسته وبصورة مباشرة وأعانني على ذلك التشجيع والدعم
المعنوي الذي كنت أجده من الأخوة المؤمنين في سبيل خدمة كربلاء التي كابدت
الكثير من المعاناة وكانت من جملة انعكاساتها على حياتهم الدينية الأمر الذي
دفعني برغبة ملحة كذلك لأن أتعلم كيفية ممارسة التبليغ والخطابة الحسينية
وبفضل الجهود التي بذلتها استطعت أن أكون خطيباً بارزاً في كربلاء وكنت قد
مارستها في كربلاء ومدن غيرها وفي سوريا ولبنان والبحرين، أضف إلى ذلك أن
ميلي الشديد للإمام الحسين دفعني لنظم المراثي والمدائح فيهم وأذكر لكم مطلع
قصيدة منه:
ربـع الأسى مـا للأسى قد خيّمـا * ولم السما نصبت بذاك مآتما
فأجابني وقد انجلى عن ناضري * ريحانهـا اليـوم عزّوا
فاطمـا
الكتابة والتدريس
وأشار
الشيخ وائل في معرض حديثه على أهمية الكتابة والتدريس في آن واحد لمن يعمل في
حقول الحوزوية حيث قال: 2ـ هذا وإني لم أقف على ذلك فقط وإنما أهوى الكتابة
خصوصاً المحاضرات التي ألقيها وهي تحتوي على قضايا علمية وتربوية وأخلاقية،
وأحاول فيها وما زلت معالجة الواقع في ما يمر من المشكلات في أغلب حقول
الثقافة الحياتية والاجتماعية بالأسلوب الذي يقتضيه العصر إلا أنه لم أطبع
شيئاً منها إلى الآن وأسأل الله تعالى أن أوفق لذلك.
وأنا شخصياً بدوري أشجّع أن كل رجل دين يجد في نفسه
القدرة على الكتابة أن يكتب ما يمليه عليه إيمانه بالله خدمة للدين الأقدس.
بالإضافة إلى ذلك أقول لكي يكون رجل الدين رجلاً ناجحاً ومثمراً عليه أن لا
يقتصر على الدرس والتدريس، لأنه بالدرس يتناول نفسه فقط وبالتدريس يتناول فئة
خاصة، وإن كان ذلك يعيبه على فهم المطالب بشكل أدق على أنه يمكن له أن يحصل
على مراده بالدراسة والمطالعة ولكن مع التدريس يكون أكمل لأن التدريس يجعله
يقف عند نقاط القوة فينتفع منها ويدفعه إلى الإطلاع على خفايا خصوصيات ما
درسه وعلى كل رجل دين أن يطالع كتاب (مقومات رجل الدين) لآية الله العظمى
السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته.
الحوزة
لولب البناء الاجتماعي
قد ندرس أي علم وقد نتعمق به ولكن ضمن
خصوصيته فكيف يمكن لدراسات الحوزوية أن تكون عنصراً من عناصر تغيير الحياة
الاجتماعية للفرد والمجتمع سواء على المستوى العلمي أو الثقافي بالاتجاه
الصحيح وتساؤلات كثيرة أجابنا عنها الشيخ قائلاً: إن الحوزة العلمية في
الحقيقة لم تكن لتقف عند علوم خاصة بل هي أوسع مما يضن الناس بكثير ولذا فهي
كما تهتم بالفقه والأصول واللغة والمنطق والفلسفة فهي تهتم بالتاريخ
والثقافات الحياتية وجملة من الثقافات الأخرى كعلم الحساب والرياضيات وإن كان
ما تعيشه الحوزات اليوم لم يولوا أهمية لذلك إلاّ إنّه لو تأملنا في تاريخ
العلماء لرأينا أنهم كتبوا في كل مجالات الثقافة والفنون بدأً بالشيخ الطوسي
الذي لم يترك علماً إلا وكتب فيه
ومروراً بالشيخ المفيد والسيد المرتضى
ولهم جراً إلى سلطان الكتاب والمؤلفين سماحة آية الله العظمى السيد محمد
الحسيني الشيرازي (رحمه الله) وبذلك تكون المعالم الحوزوية حين دخولها إلى
أنماط الحياة ومعالمها هي مع تماس معها ويجعلها ذلك بأن تكون جديرة بأن تقف
عند عيوب الواقع وترسم له العلاج الكفوء بل هي قادرة على إحداث التغيير
الاجتماعي نحو الأفضل بكافة شؤونه
ومن هنا ورد في الحديث الذي يؤكد أن العلم يعد من جملة سبل الصراح والإصلاح
عن علي عليه السلام:(كلما زاد علم الرجل زاد عنايته بنفسه وبذل في رياضتها
وصلاحها جهده) وبالنتيجة فإن الدراسة الحوزوية قادرة على عملية الإصلاح بل
ذلك أمر بديهي.
شمولية
المرجع الراحل تجديد
أما
عن دور المرجع الديني الإمام الراحل الشيرازي رحمه الله في رفد وإعلاء شأن
الحوزة فقد حدثنا بعد صمت دلّ على ما يكنه هذا الشيخ الجليل من مكانة كبيرة
للمرجع الراحل رضوان الله عليه ... لا شك أن الوسط الحوزوي بل لا مناص من ذلك
تأثر بقلم الإمام الراحل (رضوان الله عليه) فدورته الفقهية خير شاهد على ذلك
كونها فريدة عصرها بل كانت
مصنفاته تمثل فكراً تشديدياً للوسط العلمي وفي تصوري أننا لو جعلنا نظرتنا في
فكر السيد شمولية بمعنى عدم الاقتصار على بعد أحالي (أي الحوزوي فقط) لأنّه
لم يترك بعداً إلاّ وتكلم فيه لرأينا أنّ قلمه لم يعهد مثله منذ قرون طويلة
فكان كما قال النبي صلى الله عليه وآله: «إنّ الله يبعث على رأس كل مئة سنة
من يجدد لهم دينهم» وهذا المغزى يحمل صبغة الحداثة العلمية من حيث العطاء
والأسلوب فعطاء السيد موضوعاته شتى أمّا من حيث الأسلوب فإنّه كتب بقلم كانت
صفته كونه سهل ممتنع.
خير سلف لخير خلف
أما مسك الختام فقد ارتئ الشيخ وائل أن
يحدثنا عن دور المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي (دام ظله) ودوره في صقل الشخصية الإسلامية بشكل عام والمرجعية بشكل
خاص... إنّ الذي يتأمّل في شخص آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام
ظله) من غير أن يلحظ فيه أيّة خصوصية كالمرجعية مثلاً يجد فيه صورة عملية
لكلمات الطاهرين على المستوى الأخلاقي والعاقل يدرك أنّ من أهم ما يجد أن
يتكامل به أي إنسان هو الخلق الرفيع وهذا ما يجعله كفوءً في تحمل أعباء
المرجعية وإن دلّت أخلاقه على شيء فهي تنمي عن تكامله
العلمي لأنّه من المحال أن يتكامل
الإنسان تكاملاً حقيقياً إلاّ إذا كان عن فهم المطالب العلمية في القرآن وما
ورد عن النبي وآله وأنا شخصياً أتحدث عن نفسي بقلم القاصر إنني كلما رأيت
السيد يحاضر أو يلقي كلمة ما ذكرت الله تعالى وأعتقد أن هذه الحالة من علائم
العالم الرباني وهو ما أكّدت عليه الأحاديث فيما تضمّنت أنّ العالم هو من إذا
رأيته ذكّرك الله وأضف إلى ذلك إنّ هذا ليس تصوري فقط بل إنّ من يزور السيد
حفظه الله تعالى يشهدون بهذه الشهادة وكأنّ هذا الأمر لم يكن معهوداً لهم
على المستوى الذي هو عليه.
أسأل الله تعالى أن يديم ظل السيد صادق على
الأمة الإسلامية وأن يسدده ويوفقه ويطيل بعمره ويزيده علماً وتقوى وإيماناً وجميع
العلماء العاملين والحمد لله رب العالمين.
|