لقاء مع الأستاذ الشيخ علي عبد الحسين كمونه

(شيخ عشيرة بني أسد)

بسم الله الرحمن الرحيم

نحيي ونرحب بالأستاذ الحقوقي الفاضل الشيخ علي كمونة ونشكره لإستجابته لدعوتنا لإجراء هذا اللقاء فأهلاً وسهلاً بك..

الأستاذ علي إبن الأسرة العريقة الكربلائية وشيخ العشيرة والمحامي والوجيه من أين نبدأ..

ـ بما ترتأون أنتم.

● بعد سقوط النظام تقلدتم منصب ثاني محافظ لمدينة كربلاء المقدسة ومن المعروف أن المنصب أحياناً يضيف للشخص شيء أو يسلب منه أشياء أترى هل أضاف لكم هذا المنصب أم سلب منكم شيء وما هو؟

بسم الله الرحمن الرحيم.. حقيقة في البداية شكري وتقديري واحترامي لإلتفاتتكم الكريمة وإستضافتكم لي في هذا الموقع   الرائع ..

ما يخص المنصب الذي تقلدته في محافظة كربلاء المقدسة بعد السقوط النظام السابق ما أعتبرته كغاية حققتها أو هدف وصلت له بل إتخذت وصولنا للمنصب وسيلة أحسن فيه خدمة المدينة المقدسة وأحسن أن أخدم بها أسرتي وعشيرتي وأحسن أن أضيف شيء تاريخي حضرتكم باحثتني به .. المنصب بحد ذاته يأخذ أشياء من الشخص إذ سيكون نهاية المطاف له وينتهي عنده أما إذا كان وسيلة سوف تساعده على الإبداء وعلى الإضافة وعلى أن يقدم الأشياء لمدينته والحمد لله والشكر الكثير من الناس ما زال يذكر تلك الفترة وأنا لم أقل بدأنا نحقق الكمال أو نحقق كلما كنا نتمناه ونحن مقصرون مع المدينة ولكن هذه الظروف الصعبة قد يعذروننا إذا قصرنا في جانب معين.

● هل تشعر أن هذا الموقع أو تلك الفترة إتخذتها وسيلة للخدمة أي لإظهار الخدمة بشكل مفهوم ومعروف..

السبب الرئيسي لقبولي بعرض المنصب ربما أنني لم أشغل مناصب إدارية سابقة لكن ظرف المدينة الحرج حيث كانت على أبواب زيارة مليونية كبيرة هي زيارة الأربعينية ولأول مرة لم تكن هناك دولة لم تكن هناك أجهزة حماية لم تكن هناك خدمات والحدود مفتوحة وفلول النظام السابق موجودين بأسلحتهم الزوار القادمين يأتون بلا أي تنظيم وبلا تنظيم للمرور وبلا تنظيم لخدمات الزوار وإنعدام الخدمات الصحية والطعام وما شابه ذلك فوجدنا أن دافعنا الإنساني ودافعنا الكربلائي وإن شاء الله والحسيني هو الذي دفعنا أن نقبل بهذا المنصب وننظم أمورنا لسبيل عبور هذه المرحلة الحرجة فعلاً تناخى معنا أبناء المدينة بالتعاون بكل شرائحها الكبار والصغار وحتى طلبة المدارس وكثير من الزوار قاموا بالتعاون معنا بعد ذلك بدأنا بمرحلة تنظيم الدوائر وإعادة هيكليتها لأنه الوسيلة لإعادة النظام ووجود الدولة وإعادة الهيبة لها دون مؤسساته كان في السابق الذين يأتون إلى سدة الحكم جميعهم بعثيون وقد إختفى أكثرهم بعد سقوط النظام بالتالي ذابت الدوائر وليس من الممكن العمل أو الإستمرار بشكل طبيعي وقد إستطعنا أن نتصل بالناس ونعيد نشاط بعض الدوائر وإن تحقيق هذين الهدفين أعتز بهما..

● هل تعتبرون بأن هذا العمل الذي قمتم به مثلاً  هل كنتم تأملون أنه سيكون حجر أساس لما نراه اليوم؟

الحمد لله والشكر الكثير من الأمور والمشاريع التي بدأنا بها في وقتها نجد الآن إستمرارها واستثمارها وكملت وبعض الخطط التي وضعناها أكملوها أساتذتي و رفاقي الذين كانوا معنا في المجلس ولا شك أن كل خطوة أولى هي تعتبر حجر أساس بدأوا بتكميله بسبب إقترابنا من الناس وكان المجلس قريب جداً على الناس، وحتى في الأيام الأولى  كنا نباشر العمل في مقر البلدية وبعض الأيام كنت في هذا الديوان لأن المحافظة لم تجهز بعد فكنا نستمع للناس بالقدر اليسير الذي نحسن أن نسير الأمور بإعتبار أن كل المقومات والدعائم لم تكن موجودة عندنا لا وزارات لا رئاسة ممكن أن نجتمع بها وقد كانت جهودنا ذاتية وتعاون الطيبين من أبناء المدينة الحمد لله إستطعنا أن نقدم شيئاً وأقدم إعتذاري عن طريق موقعكم إذا قصرنا في شيء مع الناس.

● إن شاء الله ما قصرتوا ورغم إنعدام المستلزمات في الحقيقة بتلك الفترة ولكن ما حصل أبهر الجميع حتى من الأجانب حتى من الصحفيين كنا أيام زيارة الأربعين  نرى الصحفيين عندما يوجهون لنا أسئلة أنا شخصياً وجهت لي أسئلة هل هذا التنظيم الذي تقومون به دون أي مستلزمات دون أي تهيئة دون أي سلطة دون حماية فأبهر الجميع والحمد لله؟

فعلاً أنا للأمانة التاريخية أقول إن الكل حتى من قوات التحالف التي دخلت إلى هنا مبهورين بحسن أداء المدينة وهذا لم يوعز إلى مجلس الإدارة فقط إطلاقاً كل أبناء المدينة ساهموا معنا بمختلف الشرائح واستفدنا من توجيهاتهم ومستوياتهم الاجتماعية الثقافية العلمية الكل قد أحسن في التكاتف لتخرج كربلاء بصورة جيدة وأنا أحتفظ الآن بالكثير من الصحف التي كانت تشيد بإدارة كربلاء وبتنظيم كربلاء ونقصد بالإدارة أقصد إدارة الناس وتنظيم الناس..

● كربلاء حقيقة تستحق الخدمة تستحق أن نقدم لها وهذا مهما يقدم الشخص لا يفي بالدين (أكيد) ، أستاذنا بصفتكم رئيس عشيرة (شيخ عشيرة) كيف تقيمون المجتمع العشائري؟

المجتمع العراقي هو مجتمع عشائري تغلب عليه الصفة العشائرية مهما كان الناس من مثقفين أو من حملة شهادات أو حتى بين الذين تغربوا عادوا وهم يحملون بعض الأفكار بعض التيارات الدينية لم تحسن أن تخرج عن الطريق العشائري وأن ثمرة العشيرة مزروعة في دواخلنا ولكن ليس العشيرة أو الهيكلية التي نراها الآن، الآن تعرضت إلى تشويه بعد إنطلاق الإنتفاضة الشعبانية عام 1991م النظام السابق حاول هدم هذا النظام أو هذا النسيج الاجتماعي وحاول تدميرها عكس ما كانت عليه الدولة العراقية في السابق إذ كانت تتماشى مع النظام العشائري العشيرة كانت هيكلية توجد لها قوانين حتى أتكيتات وبروتوكولات  وفيها مناصب وفيها مراكز محترمة وتسير وفق أسس ونظم. لذلك حاول النظام المدحور أن ينهي هذا النظام عبر الإعدامات في 1971م أعدم الكثير من زعماء القبائل بعدها راح عام 1991 م يبدل بالمراكز يدعم هذا ويحبس ذك ويعد الآخر وخلخل هذا النظام والذي نتمناه لكل عشيرة ترجع ثوابتها وترجع أصولها وترجع زعمائها أعتقد سوف تكون فيها خدمة كبيرة للعراق.

● وكيف يتم ذلك إذا أردنا أن نفعل ما نود فعله ونود تثبيت هذه الثوابت كيف نستطيع أن نفعل ذلك؟

العراقي بطبيعته يعتز بآثاره ويعتز بتراثه وكل منا يحتفظ حتى بآثاره الشخصية يحتفظ بآثار أسرته وآثار عشيرته الآثار موجودة في القبيلة إما هيكلية متناسقة فيها مكاتبات وفيها بروتوكولات فيها قوانين الكثير من الناس   محتفظة بهذا الشيء وتعرف الزعامات منها ومراكز القوة التي توجد فيها والتحالفات التي كانت بها إذا رجعنا إلى العادات القديمة وشذبناها وأضفنا لها ما موجود حضارياً الآن وأبعدنا السيئين وأبعدنا الإنتهازيين عنا فسوف نرى الوجه الناصع للعشيرة أما الآن فالوجه الظاهر للعشيرة أنه عبارة عن وحدة هيكلية متخلفة فوضوية  تسود فيها قيم بعيدة كل البعد عن الحضارة في حال واقع العشائر هو بالضبط عكس ذلك فهو عامل داعم للمجتمع والدليل الدين الإسلامي الحنيف رفض كل شيء إلا العشائرية والله سبحانه وتعالى طلب من رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إنه أنذر عشيرتك الأقربين الإمام  علي عليه السلام يؤكد إنه عشيرتك جناحك التي في يدك  الكثير من الأولياء يؤكدون على هذا.. إذن العشيرة هي ذات هيكلية جيدة لكن.

● الحقيقة السؤال أود أن أطرحه ولكن بصراحة يحتاج إلى جرئة يعني هل تشعرون بأن المسؤولين الآن عن العشائر  هل يستحقون هذا الموقع الذي يحتلوه وهل يستطيعون أن يغيرون شيء في ما نستهجنه نحن؟

العشائر الآن إلتزمت الخطوة الرئيسية التي بدأ النظام بها بعد عام 1991م دمر الحوزات الدينية ودمر رجال الدين إذ أن هؤلاء يعتبرون مراجع لهم رجال دين الكل يلجؤوا لهم ويسألوهم ويحاولون يستفتوهم وحتى يأخذون مناهج عملهم اليومي الشيء نفسه بالنسبة للعشائر كان شيوخ العشائر على إتصال دائم بالمراجع واستلام التوجيهات والنصائح وإن زعماء القبائل الأصلييين يرفضون أي تصرف سلبي أو إشكال أو شيء سلبي لذلك لا تتماشى توجيهاتهم مع مصلحة النظام السابق المدحور لذلك بدأ النظام المدحور بحملة إعدامات واعتقالات فبرز من هو دون المستوى من العشيرة ليرفع إلى مصاف زعيم لنا أو على القبيلة لذلك أن بعض الموجودين الآن هم ليسوا أهلاً لهذا المنصب أو الزعامة وهذه المسألة ليس مسألة إنتقاص لهم فهو جزء من العشيرة وهو عضو في العشيرة وإن تسلم زعامة القبيلة لا يعني بأن هذا الشخص جيد والآخرون سيئون بالعكس فقد كان لدى زعماء العشائر في السابق مستشارين فمنهم العارفة وقضاة العشيرة  الذين كان يتم اللجوء إليهم عند حدوث معضلة وكان على العشيرة أن تلتف حولهم تدعمهم وتعطيهم مكاناتهم ووتتواصل معهم حتى يأخذ كل من هؤلاء دوره فهم مما يقال فيهم أساساً بطون شبعت ثم جاعت فيها الخير إذن علينا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب لنتقدم خطوات إلى الأمام.

● الوفد العشائري لذي نحن نطلق عليه إسم (المشية) عندما يذهب وفد مكون من عدة أشخاص من شيخ عشيرة أو أكثر من شيخ عشيرة لحل المشاكل مشكلة القتل والإعتدائات والمشاجرات هذا الوفد هل فكر أحد أن يتخذ منه لجنة توعية وإذا أعدت هذه اللجنة بمعنى إذا فكر أحد في ذلك وجعل من هذه الوفد لجنة هل غير شيء؟

حتماً فإن المشية العشائرية أو الوفد العشائري أو فلنسميهم موكب السلام هي ممارسة حضارية رائعة تهدف إلى لم الشمل أو إلى إذابة الخلافات الحاصلة بين عشيرتين وهي مهمة نبيلة وإنسانية وربما تتعارض أحياناً مع الدين في موضوع الديات الذي هو المؤدى أو النتيجة النهائية لهذه المشية لكن نبل الغاية أو نبل القصد أحياناً يجعلنا نخفف من حدة الإنتقادات التي توجه له أتمنى أن تتخذ من هذه الوفود أو من هذه المشيات وسيلة إعلامية لنشر الخير ونشر المبادئ الطيبة لنشر المعروف بين الناس لا سيما أنه سوف يحضرها العديد من الشباب ومن كبار السن ومن مختلف الطبقات ومن الممكن يتحدث الشخص هناك بحرية تامة وبصراحة وبشكل مسموع وهو تجمع  لا يحتاج له لعناء وقد فرضته الظروف أو المشكلة التي جئنا  لحلها فيمكننا إستثمار هذه الفرصة إضافة إلى لم الشمل وإضافة لتقريب وجهات النظر ويمكن إن يستغل لنشر المبادئ القيمة التي نحن بأمس الحاجة إليها.

 ● كثير ما يؤخذ على الوفد هذا أو على شيخ العشيرة إنه لا يراعي الأحكام الشرعية في السنية العشائرية فمثلاً كثير ما نرى أن هنالك ديات محددة شرعاً يتنازل عنها شيخ العشيرة نيابة عن ولي الدم

الإسلام لا يلغي العشائر أو لم يلغي الديات العشائرية وبالتالي الديات محددة وواضحة حتى الجرح البسيط في الإسلام محدد لكن الوضع الاقتصادي الذي مررنا به تدهور سعر الدينار العراقي وارتفاع وانخفاض سعره المفاجئ وعدم إستقراره سوف يجعل من الصعوبة تنفيذ هذه الدية وبالتالي سوف تتفاقم المشكلة وإن لم نحسن أن نقرب وجهات النظر بين عشيرتين ونتصالح على مبلغ معين وربما سبب لنا ذلك المشاكل الكثيرة إذ لا تنتهي المشكلة عند هذا الحد فالبعض إنتبه لهذه العملية وراح يقول نحن لم نفصل ولم نعطِ الدية على الدم بهذا المبلغ بل نتصالح على المبلغ الفلاني وأما موضوع ولي الدم هذه نقطة جداً مهمة المفروض أن تراعى وإذا أقفلت في الماضي يجب أن نراعيها الآن في الحاضر والإمام الراحل السيد الشيرازي رحمه الله في كتاباته الرائعة وتوجيهاته القيمة كنا محرومين في الحقيقة أيام النظام السابق أما الآن إطلعنا عليها ويشير سماحته إلى هذا المجال إنه صحيح كانت تحدث أخطاء لكن نبل الغاية أو حسن القصد قد يبرر هذه الهفوة غير المقصودة أو لكانت مفروضة يعني على العشائر ..

● هل تستطيعون أن تغيروا هذا المجرى مثلاً ؟

السواني أو القوانين العشائرية من الإستحالة أن تبقى ثابتة مثلها مثل أي قانون ممكن يوضع وبعد فترة تظهر حاجة لتبديله أو لتعديله الآن أنا أطلع على كتب القانون التي كانت مسنونة في بداية القرن الماضي أرى قد تغير الكثير منها على ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي أما الآن بدأت والمشاكل إزدادت حتى يوجد بعض الإعتبارات كانت في السابق تعتبر من قبيل الجريمة أو من قبيل المخالفة التي تستحق المشية العشائرية الآن أصبحت شيء عادي أو مقبول وبعضها سابقاً كان مقبولاً أصبح مستهجناً وأن بعض الأسباب لهذا التغيير الوضع الإقتصادي متى ما استقر نقترب جدا من الديات الاسلامية الديات العشائرية تقترب من الديات الإسلامية ..

● بصفتكم رئيس عشيرة وتلتقون برؤساء العشائر هل ترجعون بالقضاء العشائري المرجعية وهل تلتقون بها أو تستلمون منها أوامر معينة؟

طبعاً هناك صلة وثيقة بين العشائر وبين المرجعيات وقد كتبت مقال قبل أشهر نشرته إلى بعض الصحف عن علاقة المرجعية بالعشائر نعم العشائر ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالمرجعية لكن إذا تحدثنا عن السنين الماضية بظل النظام السابق من الصعوبة جداً مقابلة مرجع إذ كانت هذه المسألة محفوفة بالمخاطر مضافاً لوجود الناس الذين يزرعهم النظام السابق كزعماء للقبائل وكان يدعمهم هم أناس لم يؤمنوا بهذا الشيء بل ساروا في سبيل التهديم وليس الإصلاح كان يتخذ من المشيات أو من العشيرة مؤسسة ربحية بين الناس أو  من المجال الإستفادة المالية وهذا لا يتوافق مع خط المرجعية أما في مدينة كربلاء فكانت الخطوط متقاربة نوع ما وقد حضر بعض المراجع الدينية الفصول وبتوا بها وكانوا يباركون الكثير من هذه الفصول العشائرية إلا أن نهاية السبعينيات والستينيات إنحصر دور المراجع بسبب المضايقات التي تعرضوا لها وبرز من يبتغي المنافع المادية من هذه العشائر.

● المجتمع الكربلائي بنظركم هل هو مجتمع عشائري أم يرفض التشريع العشائري؟

الحقيقة دائماً العشائرية لا يوجد رأي يناقض المدنية أو الحضارة أنا في تصوري  كل البيوتات والعوائل الموجودة في كربلاء هي لها جذور عشائرية وكلها ممتدة ومرتبطة بجذورها العائلية أو الأسرية أو الإسم الصغير الذي نقوله نتيجة العوائل التي سكنت كربلاء ونتيجة مجاورة الإمام الحسين عليه السلام ووجود الحوزات الدينية وقدوم الرحالة  بإعتبارها المنطقة التي تظم الكثير من الثقافات برزت عقليات ناضجة إستطاعت أن تتحكم بكل هذه الثقافات التي تأتي فبرزت أسماء وعوائل لكن مع ذلك ليس هناك عائلة إذا لم يكن لها جذر عشائري ومن أصل عربي وموجود هنا الدليل أنه كربلاء رغم كل الحملات الموجودة كالتشويه واتهامها بالتبعية الإيرانية ولصق الكثير من الإتهامات بها إنه تبقى أقل محافظة تمت فيها عملية تسفير كاملة وأكثر محافظة تحتوي على الدواوين العربية التي هي أساساً صورة حضارية أو صورة تعكس الواقع العربي له والكثير من العوائل أصبحت تحتفظ بإسم العائلة واستمرار إتصالها ولا أعتقد أن هناك إشكال بين إن تكون أسرة ولها جذور عشائرية العشيرة إذا رجعنا على التشكيل الأساسي لها أو على الواقع الحقيقي  له هو نموذج مشرف جداً جداً.

● ديوان آل كمونة هذا الديوان ترك موقعاً مهماً أو أثراً مهماً في تاريخ كربلاء إذ نحن منذ الصغر كنا ندخل هذا الديوان ونرى ما يحدث فيه والكربلائيون يعتزون بهذا الموقع ترى هل هو الآن لا زال يأخذ موقعه المهم في المدينة؟

الحمد لله ما زلت أسمع عن ديواننا يصفوه ديوان كربلا وديوان أهل الحسين هذه الحقيقة إذا إقتربت عن شيء تدلل عن إرتباط الناس وحبهم لهذا الديوان وبعد سقوط النظام أول مؤتمر عفوي جماهيري عقد في هذا الديوان ومن هنا بدأنا نتناقش أمور المدينة ومن المصادفات إنه في بدايات سقوط الدولة العثمانية ودخول الإنكليز أيضاً عقد مثل هذا المؤتمر هنا وأختير مجلس الإدارة والمحافظ أيضاً من نفس العائلة يعني بعد 100 سنة أعيد التاريخ فهذا يدلل إنه الحمد لله ما زال الديوان له مكانته إضافة إلى أنه الكثير من المشاكل عندما تحدث في المدينة يتوجه الناس إلى هذا المكان ويلتقون ويحاولون إيجاد الحلول لها حتى لو لم يكن أحد من أبناء هذا الديوان موجود أو من الأسرة موجود يعتبرون إنفسهم في مكانهم أو في منزلهم دون أي إحراج وهذا يضيف عبئاً علينا أو نعتبره واجباً علينا أن نزيد تواصلنا بالناس ونبقى حريصين على هذا الديوان الذي بجهود الناس أحسنا أن نجعله مفتوحا من ضمن 49 ديوان تقريبا من الدواوين التي كانت مفتوحة في كربلاء بقى الآن هذا الديوان الحمد لله بفضل أهالي المدينة وتكاتفهم وتماسكهم وبظروف جدا صعبة يعني تعرفوها أنتم وعشتوها..

● ذكرنا في المقدمة أنه شيخ العشيرة والمحامي والوجيه ولكن هناك جانب لم نتطرق له وهو جانب الصناعي الجانب الصناعي الذي دخلتم فيه فهل عملتم في تطويره ساهمتم على تطوير هذا المجال الصناعي؟

الحقيقة هو دخول المجال الصناعي لفترة بسيطة قليلة جداً لأنه وجدنا من الضروري أن ندعم هذا المرفق الإقتصادي المهم نحن نؤمن إنه ليس هناك إقتصاد لم يكن قرار سياسي حر بدون إقتصاد قوي ولم تكن دولة مكتملة بدون إقتصاد حر نتيجة للظروف بعد عام 1991م التي واجهها الإقتصاد توقفت وأغلقت تماماً الصناعات القديمة ولم تدعم الدولة الحركة الإقتصادية فبدأنا نشجع هذه العملية ودخلنا بها وكنا نلتقي بالكثير من الصناعيين كل ذلك من أجل تشجيع الجانب الإقتصادي وليس في الجانب الإقتصادي بل لدينا مساهمات في المجال الزراعي إذ أن الفرد يجب أن يحرص على أن يقدم خدمة إلى مدينته تشمل كل المجالات واختصرت هذه المشاركة عدة سنين حتى إنسحبنا من الجانب الصناعي.

● على ذكر الإقتصاد هل ترون أن كربلاء لها موقع مهم في العراق ومواقع من كل المجالات وخاصة الموقع الإقتصادي فهل تتأملون تنمية هذا المجال مستقبلاً أفضل من الماضي ؟

نعم كربلاء مورد مهم جدا للعراق ونحن دائماً نذكر لو إضظرتنا الظروف للفدرالية فاقتصاد كربلاء كفيل بأن يكون كاف لأبنائها فكربلاء أشهر المناطق الزراعية مضافاً إلى وجود العتبات المقدسة وإيراداتها ونوع السياحة الدينية والسياحة الأثرية فكربلاء أكبر مورد إقتصادي.

● في لقاء سابق ذكرتم بأنكم كانت لكم رغبة في لقاء سماحة الإمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ولكن لم تتحقق هذه الأمنية وقد ذهبتم إلى قم المقدسة والتقيتم بالمرجع الديني سماحة السيد صادق الحسيني الشيرازي فماذا ترك في النفس هذا اللقاء ..

والله ترك أثراً كبير وكان لقاء رائعاً وشملنا فيه عطفه واستفدنا من معلوماته القيمة والرائعة وأعطانا توجيهات في مجالات الحياة نعتبرها الآن أشبه بمنهج عمل نسير عليه وأهدانا مشكوراً  الكثير من الكتب ومن المراجع للإمام الراحل كان اللقاء منعطف في حياتنا غير الكثير من الأفكار وكنا نتمنى يكون الآن بيننا في هذه المرحلة نستفيد من أفكاره ونسير على نهج توجيهاته ..

● أستاذنا كلمة أخيرة لكم تودون أن تقولوها ؟

الحقيقة بعد شكري لكم على هذا اللقاء والاستضافة أود من خلال موقعكم أن أوجه نداءاً إلى كل العراقيين بضرورة التكاتف وتوحيد الكلمة لإحباط آمال الإرهابيين من الداخل والخارج  أو من دول الجوار أو من أزلام النظام نحن أقوى من كل قوى الظلام وكل قوى الإرهابيين وبدأ عصر جديد للعراق.

نشكركم لقبولكم لإجراء هذا اللقاء فألف ألف شكر لكم