لقاء مع الدكتور السيد محسن الموسوي القزويني

(رئيس جامعة اهل البيت «عليهم السلام» العالمية)

بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

نحيي ونرحب بسماحة الدكتور السيد محسن القزويني (رئيس جامعة أهل البيت «عليهم السلام»). ونشكره بجزيل الشكر لاستجابته دعوتنا بقبوله إجراء هذا اللقاء فأهلاً وسهلاً به في موقعنا موقع مكتب الإمام الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة.

ونحن أيضا نرحب بكم

سماحة الدكتور لنبدأ من الجامعة، متى تأسست جامعتكم و ما هو دوركم في تأسيسها؟

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة أهل البيت تأسست سنة عام 2000 للميلاد في الذكرى العطرة للمبعث النبوي في رجب من عام 1422 للهجرة النبوية و كان في البداية هي جامعة على الإنترنت و تعرفونا كنا في بلاد المنافي و لم يكن لنا موطن و لم تكن هناك أرض نستطيع أن نحمل رسالتنا عليها فاضطررنا أن ننشأ جامعة على الإنترنت فكانت بداية هذا الجامعة بداية قاسية لأنها أول جامعة على الإنترنت في بلاد الشرق و هو من أول جامعات التي تأسست على شبكة المعلومات العالمية و في بداية تأسيس الجامعة اتفقنا مع شركة هندسية تعمل في مجال الإنترنت على وضع دراسة إمكانية أنشاء جامعة على الإنترنت و بعد ستة أشهر قدمت هذه الشركة لنا دراسة موفقة عن إمكانية تأسيس جامعة على انترنت في كليات عديدة و الحمد لله بدأنا وكانت بداية شيقة ووجدنا تجاوب كثير من أبناء الأمة الإسلامية في مختلف الأقطار من الشرق حتى الغرب، وكنا نستقبل في كل يوم مئات الطلبات على الإنترنت في الانتماء لهذه الجامعة لكننا كنا نعاني من مشكلة أساسية

ترى ما هي المشكلة هل هي مادية أم بشكل آخر؟

أن جامعة الإنترنت بحاجة إلى مصدر ومنبع وهذا المنبع لم يكن متوفراً وكنا نبحث عن مكان نقيم عليه جامعة أرضية حتى تصبح هذه الجامعة هي الأم التي تغذي جامعة الإنترنت للمناهج وبعد سقوط النظام البائد في العراق كانت أولى المهام التي اطلعنا بها هو تأسيس هذه الجامعة والحمد لله تمكنا خلال فترة وجيزة جداً إنشاء هذه الجامعة على أرض كربلاء على أرض الحسين (عليه السلام) مستلهمين من هذه المدينة لمقدسة العبرة والثبات والصمود في هذا العمل ببركة هذه المدينة وهي مدينة علم مدينة ازدهرت فيها العلماء وكانت أول مدرسة دينية في الإسلام هنا على أرض كربلاء وأول حوزة أسسها الإمام الصادق ع كما يذكر التاريخ أسسها على أرض كربلاء فكان لابد من إعادة أمجاد هذه المدينة المقدسة كان لابد أن نعطي الصورة الحضارية لهذه المدينة ونرمي من على جسر هذه المدينة لباس الجهل الذي ارتدته في العقود الماضية من حكم النظام البائد الحمد لله كانت هذه الجامعة في سنة 2003 1423 قامت هذه الجامعة وفتحت أبوابها وفتحت ذراعيها لأبناء هذه المدينة وأبناء العراق فكان هناك حماس كبير واستقبال كبير من قبل أبناء هذه المدينة و ينخرطوا في هذه الجامعة.

حتماً واجهتم بعض المعوقات والمصاعب ترى ما هي؟

في الواقع كل عمل تأسيسي لا بد أن تواجهه مشكلات وصعوبات خصوصاً في ظروف العراق في ظروف للحياة فيها كانت تحت الصفر ولا زال العراق يعيش تحت الصفر لو قارنا العراق بأي دولة متسلطة في العالم لكانت تلك الدولة المتسلطة حتى لو كانت في مجاهيل إفريقيا هي أفضل من الوضع القاهر في العراق ما كنا نحتاج لبناء هذه الجامعة على رغم ذلك كنا نحتاج إلى شهامة العراقيين ونخوة أخوتنا الكربلائيين أن ننجز هذا الصرح العظيم في رحلة لي إلى سوريا بعد أن أمضيت فترة في العراق وكان لي لقاء مع الأخوة العراقيين سألوني هذا السؤالLكيف استطعت الصرف في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العراق) قلت لهم: صحيح ما تقولون كل شيء في العراق مفقود لا نجد أي شيء في العراق حتى أبسط المقومات الأساسية لبناء جامعة لم يكن متوفراً في العراق لكن هناك شيء عظيم في العراق ربما هذا غير موجود في مناطق أخرى نحن سعينا نوجز مثل هذه الجامعة في بلدان أخرى لم نوفق لماذا؟ لأن هناك عنصر مهم موجود في العراق وأعتقد أن هذا العنصر هو الذي ساعدنا هو النخوة، هذه النخوة هي التي ساعدتنا هي التي وقفت إلى جانبنا ولولا هذه النخوة ربما الفترة التي استغرقت فيها الجامعة بدل أن تكون شهرين أصبحت سنتين .

دكتور تفضلتم بأنكم حاولتم أن تبنون بلاد التخلف والجهل من هذه المدينة ومن الواقع الثقافي العراقي فهل تلمسون بأن ما تسير به الجامعة الآن هو يلبي طموحكم؟

ـ لازلنا نسعى نحو التساهم في هذه الجامعة نحن رسالتنا من خلال هذه الجامعة هي بناء نخبة من الكوادر العراقية التي بمقدورها باتت تتحمل مسؤولية بناء الوطن هذه هي رسالتنا تعرفون أن العراق عاش في فترة مظلمة من تاريخه وفترة كانت طويلة ثلاثة عقود من الزمن يعني جيل كامل تهدم وإنهار وهذا يعني أن لا شيء في العراق كل شيء منهار فعملية البناء بحاجة إلى جهد بحاجة إلى مثابرة بحاجة إلى تطلع كبير وعملية البناء لا تتم إلا بوجود النخبة الصالحة لا بد من وجود أهل الكفاءة لا بد من وجود الأناس الذين يتحملون مسؤولية البناء وهذه العملية ليست سهلة عملية شاقة ونحن ماضون إن شاء الله لبناء هذا الجيل الذي سيتحمل مسؤولية بناء الوطن تعرفون إن نحن بحاجة إلى كوادر في مختلف التخصصات لا زلنا في بداية المسيرة لازلنا الآن حالياً لدينا بعض التخصصات وهناك تخصصات جديدة كي نعمل من أجل إقامتها في جامعتنا من خلال أقسام جديدة وكليات جديدة.

ما هي طبيعة مناهج الجامعة هل هي خاصة تعتمد على منهج معين أم تحتوي على كل العلوم في دراستها؟

في الواقع في ابتداء الجامعة كان تركيزنا على ناحيتين الناحية الأولى هو الثقافة الدينية الثقافة الإسلامية لأنه نحن بحاجة في العراق إلى درس يملأ الفراغات الموجودة في هذا المجال ففتحنا كلية الشريعة بقسمين قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية وقسم آخر الفقه وأصوله وإضافة إلى حاجتنا إلى الثقافة الدينية المعمقة الأكاديمية نحن بحاجة إلى ثقافة قانونية أيضاً بلدنا بحاجة إلى من يضع الأسس القانونية لوضعه الحالي تعرفون لابد من وجود أسس لهذا الوضع فنحن بحاجة إلى ثقافة قانونية أيضاً لذا بدأ مشروع الجامعة في كلية الشريعة الإسلامية وكلية القانون بالإضافة إلى كلية الآداب على اعتبار أن الجامعة لا بد أن تتضمن ثلاث كليات حتى تصبح جامعة فأضفنا أيضاً كلية الآداب وأملنا أن نستفتح أقسام جديدة وكليات جديدة نضيف إلى هذه الكليات كليات علمية إن شاء الله ككلية الهندسة وكلية العلوم الطبية وننطلق في عملية استهداف هذه التخصصات من حاجة المجتمع وليس والعياذ بالله هوى في أنفسنا مثلاً نعمل لرغبة موجودة في نفوسنا أو لعمل كمالي لا نحن ننطلق من الحاجة الماسة لهذه التخصصات.

دكتور بالنسبة إلى هذه الكليات هل هي الآن متكاملة في مناهجها وكوادرها؟

نعم يعني تعرفون أن قبل استعداد أي كلية لا بد من أن تسير على موافقات من وزارة التعليم العالي وبالأخص جهاز الإشراف والتقويم في وزارة التعليم العالي وهو الجهاز المسؤول عن استحقاق الجامعات فلا بد من توفير بعض المستلزمات حتى يمكن الحصول على التخصيص الرقمي للجامعة والكلية لا بد من وجود كادر معين ومناهج معينة فبعد ذلك بعد دراستها نستحصل على الإجازة ثم بعد ذلك نعلن عن استقبال الطلبة للدراسة في هذه التخصصات.

هل هناك ضوابط ومستلزمات معينة لقبول الطلاب وما هي؟

نحن نخضع في أمورنا الإدارية إلى تعليمات وزارة التعليم العالي فهناك تعليمات خاصة بالنسبة إلى القبول فلا بد من التقيد بها مثلاً أن لا يتجاوز عمر الطالب عن 26 عاماً للدراسة الصباحية التقيد بالمعدلات لا يقل معدل مثلاً طالب الكلية طالب في كلية القانون عن 60 درجة هذه هي في لواقع توصيات وزارة التعليم العالي لكل كلية في كل جامعة وعلينا أن نتقيد بها.

كيف يتم تمويل الجامعة هل بالتمويل الذاتي أم بطريقة أخرى وما هي؟

في الواقع هذه الجامعة أهلية وتعتمد في مصادر التمويل بالدرجة الأولى على رسوم الطلبة طبعاً الآن الجامعة في بداية تأسيسها هذه الرسوم لا تغطي نفقات الجامعة ربما تغطي جزء من هذه النفقات فنضطر أن نبحث عن مصادر أخرى لتمويل الجامعة من أناس خيرين من أصحاب الأهداف المنسجمة مع أحزاب الجامعة هناك ربما الكثير من يرى في هذه الجامعة أمنيته في الدنيا والآخرة فيقدم ما طاب له من المساعدات لهذه الجامعة لكن على المدى البعيد الخطة خطة الجامعة هي الاعتماد على الذات والإكتفاء الذاتي والاإعتماد على رسوم الطلبة ونحن ماضون في هذا الاتجاه.

هل هي كافية تعتقدون أن هذا التمويل الآن يكفيكم؟

قلنا لكم أن الجامعة في بداية تأسيسها وبهذه الرسوم هذه المبالغ لا توفنا فهي تغطي جزء من نفقات الجامعة خصوصاً الآن عندنا نفقات البناء بناء وترميم أعمال الترميم وأعمال البناء ما زالت جارية في الجامعة وهي بحاجة إلى ترميم فهذه الرسوم لا تكفي لا تكفي أملنا أن نوصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي ومثلنا مثل أي جامعة أخرى مضى على تأسيسها عشر سنوات فعند ذلك أعتقد أن هناك مشكلة مالية في هذه الجامعة

دكتور بما أن لسماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دور مهم وفاعل في تأسيس المؤسسات العلمية والثقافية وحث الآخرين على المشاركة في تنسيجها فهل كان له دور في تأسيس جامعتكم؟

في الواقع هناك الكثير من السادة الأجلاء الذين وقفوا إلى جانبنا إلى جانب هذه الجامعة وأمدوا هذه الجامعة بالمساعدة في مختلف ما تمكنوا من المساعدات وكان على رأسهم آية الله العظمى المرجع الديني السيد صادق الشيرازي وقبل السيد كان المرجع الديني الأعلى السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) أيضاً كان من المشجعين بالرغم من أن الجامعة تأسست في غيابه لكن كان هو من المشجعين والداعمين باستمرار من الذين دعموا مشروع هذه الجامعة دائما كان يسأل حول الجامعة وقد تأسست جامعة الإنترنت في عهده (هو الذي بذر البذرة الأولى) كان مهتم اهتمام كبير ونحن نأسف حقيقة إنه هذه الجامعة تأسست في غيابه لو كان حاضراً لكان قد كرس كثيراً لبناء هذه الجامعة لأنه كانت أمنيته أن تكون للشيعة جامعات وهذه الجامعة إحدى من الأمنيات التي كان يتأملها ويفتقد وجودها.

إنشاء الله توفقكم في الجامعة وتطور مسيرتكم يسره وهو في مرقده إنشاء الله

ونحن على ثقة إنه هو شاهد على أعمالنا وشاهد على الفكرة التي بذرها في طريقنا والتي أينعت والحمد لله من خلال هذه الجامعة وأملنا كبير بأولاده حفظهم الله وخلفه الصالح سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي الذي رعا هذا المشروع وما زال راعياً لهذا المشروع وأي مشروع شبيه في هذه الجامعة.

 شكراً لسماحة الدكتور لإستجابته لدعوة موقعنا وقد أخذنا من وقتكم الثمين ونسأل من الله الموفقية.

وأنا أيضاً أشكركم جزيل الشكر.