الولادة والنسب:
سماحة
المجتهد المتبحر النحرير الشيخ محمد الخطيب قدس سره بن الشيخ داود بن الحاج
خليل بن الحسين بن نصير بن زيد بن طعان الشهير بالخطيب، ولد سماحته عام
1301هجرية، وأرَّخ والده الجليل ذلك بالأبيات التالية ومنها:
بمليح وجه
مذ علت أنواره كالشمس أشرقت نورها وضياؤها
جاء البشير
مهنئاً مذ أرخوا
(فازت بيمن محمد خطباؤها)
فهو من
سلالة عربية عريقة تسمى آل الخطيب المنتهية الى شيخ مشايخ جشعم النازحة من
الحجاز والتي إستوطنت العراق وأختارت منه جوار الإمام الحسين عليه السلام في
الأرض المسماة بالخطيبية نسبة لها، وأمتدت خيامها آنذاك حتى إتصلت بالحرم
الحسيني مما يلي الباب المعروفة (بالزينبية).
نشأته
ومنزلته العلمية:
إن نشأته
ومنزلته العلمية تكاد تكون نادرة، حيث ان سماحته نشأ في بيت جل أهله علماء وقد
شب منذ نعومة أضفاره مكباً على العلم والعمل به وقد لازم علماء عصره كالعلامة
ميرزا حسين المرندي والشيخ جعفر الهر وبعد أن أنهى المقدمات وسبق أقرانه لازم
علماء عصره الأعلام والمجتهدين العظام لدراسة الفقه والأصول كالعلامة الكبير
السيد إسماعيل الصدر وأمثاله حتى حصل على اجازة الإجتهاد وأول من أجازه أستاذه
العلامة الكبير الشيخ فتح الله الغروي الشهير بشيخ الشريعة عام 1337وعمره
37عاماً، ثم أجازه ثانياً إساتذته الكبار كل من العلامة السيد محمد البحراني
والشيخ كاظم الآخوند والسيد كاظم اليزدي والشيخ محمد حسين النائيني (رضوان الله
عليهم).
سيرته:
وأما سيرته
فكانت مثالاً للإعجاب وحقاً أنه ليعجز الكاتب عن الإحاطة بها، فقد كان رحمه
الله زاهداً تقياً مكباً على التدريس والتأليف وكانت حلقات تدريسه في مدرسته
المسماة بإسمه. وكانت له مواقف مشهورة ضد الظلم والطغيان منها إشتراكه في ثورة
العشرين الوطنية وقد أفتى بوجوب الجهاد سنة 1941 ضد المستعمرين كما أفتى سنة
1948 ضد اليهود في فلسطين، وقد شهدت له كربلاء مآثر خالدة ومواقف مشهورة في
إعلان كلمة الحق والدين.
مؤلفاته:
1ـ صحاح
الخبر في الأدلة على إمامة الأئمة الإثني عشر 2ـ رسالة في حضانة الطفل 3ـ
رسالة في مناسك الحج والعمرة 4ـ رسالة في طلاق المريض 5ـ رسالة عملية في إتمام
الصلاة والطهارة 6ـ الدورة الفقهية في أحكام الجعفرية (دورة كاملة) وهي عبارة
عن بحث إستدلالي
7ـ رسالة في
طب النبي 8ـ التذكير في شرح التبصر 9ـ رسالة في صلاة الجمعة 10ـ رسالة في
الأجوبة الطهرانية
أدبه:
أضف الى
منزلته العلمية أدبه الجم ولقد وقفنا على الكثير من مقاطع شعره ونظمه الرائق
ولقد أخذتنا منه هذه المقطوعة التي نعرضها للقاريء الكريم في الإمام الحجة
ومنها:
نار قلبي لم
تزل تستعر لإمام بالنوى مستتر
كم أناديه
ودمعي يقطر يا إمام العصر أنت المظهر
قدرة لله
وهو الأقدر
ومنها:
وتنادي كل
صبح ومسا أنجماً بالطف غارن طمساً
رفعت منه
العوالي أرؤساً وتقاسي في الحشى نار أسى
ليس تطفيها
دموع أبحر
وفاته:
لا يستطيع
اللسان أن يذكر ما كان عليه المترجم من علم وفضل وتقوى وإنه كان يحنو على
الصغير ويعطف على الكبير وكان يصلهم مرتاح الضمير وهكذا كانت حياة الفقيد الى
أن توفي يوم الخميس السابع عشر من رجب سنة 1380 هجرية وكان لصدى وفاته أثر عميق
في قلوب المسلمين عامة وأبناء كربلاء الكرام ورجال العلم الأفذاذ خاصة.
|