كربلاء
ومعالمها
كربلاء.. أرض الطهر والقداسة، معقل الشرف
والكرامة، منهل الكبرياء والإباء، مشرعة الوفاء والتضحية، أرض كانت يوم
ما قد ظمأت وأصابها الجدب وتقحلت فاستنجدت لتبل ظماها بعزة وزهو
وعنفوان، وقبل أن تجزع سقاها دم طاهر زاكي يستمد الطهر من أطهر
الطاهرين، فتخضبت لتزهر بالمجد الذي أطر تاريخها المذهب.
ولما أزهرت أينعت ثمارها وصارت تعجب الزراع،
وتفتح قداحها وفاح عبق منه ليستنشق كل الأحرار منه أريج الحرية.
ارض داهمتها ظلمات من ماض سحيق فاستغاثت فأغاثها
سراج تكتسب الشمس من وهجه وظل يضئ ليلها طيلة الدهر وقد فارقها الدجى.
شاطئ العلقمي حلو المذاق، الذي هو فرات سائغ
شرابه.
كربلاء مشرق شمس العقيدة، كربلاء الأمن والسلام.
كربلاء التي احتضنت أشرف جسد وسمها بدم الشهادة.
كربلاء منجم لا نفس النفائس ولها تتحسر كل مناجم
الدنيا الزاخرة بأنفس الجواهر.
كربلاء لا زالت وسوف تبقى مدى الدهر متقدة بنور
الحسين (عليه السلام) وهي قنديل يضيء طريق السائرين إلى الهدى ليكون
بمقدور المهتدي أن يعبر صراطاً مستقيما فيضمن النجاة والأمن من العذاب
هذه الأرض المعطاء يؤطر هويتها جلال الإيمان
ووهج العقيدة وإنها ترتدي حلة جميلة مطرزة بآيات الهيبة والعفة
والكرامة
كربلاء تلك البقعة التي لا مثيل لها
في هذا الكون وشبيه ولا توأم لها، بها تنزل الملائكة لتؤدي شعائر الحج
الدوري بطوافها حول ضريح الشهيد السعيد وهي تحج كعبة الطفوف تظلل
بأجنحة الرحمة والوفاء كل حجاج كعبة الفرقة الناجية، كعبة الطفوف
ملائكة السماء هنا تصلي تصاحب في نزولها كل الأنبياء هذه المدينة
المباركة ضمت من كنوز المعارف ومن رموز العلم ما لا يعد ولا يحصى حوت
أقدس المساجد وأشرفها واحتفظت بأحسن المدارس وأقدمها وبالحسينيات
والحوزات التي أنشأت المرجعيات الدينية الكريمة والقويمة وأنشأت بيوتات
ميزها العلم واكتساب المعرفة وسوف يخصص هذا الباب حقولا لتعريف
الزائرين على معالم هذه المدينة المقدسة على مساجدها ومدارسها وحوزاتها
وعلمائها وخطبائها وأشهر الأماكن التي فيها وشخصياتها..
|