كتاب في ظل الإسلام منهجية للواقع وتخطيط للخلاص

 

 

 الحمد لله رب العالمين واللعن الدائم على أعدائهم الى يوم الدين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين...

وبعد: يظل علينا اليوم حراب الكفر، فانقلب بذلك حالنا كحال أهل النار في «انطَلِقُوا إِلَى‏ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ، لاَ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ  اللَّهَبِ، إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ» ولذلك إنهارت معالم الراحة والرفاه في مجتمعاتنا، فترى الناس في أفران من الحروب الدامية، والثورات الطاحنة، لا إطمئنان ولا هدوء، والفترة بين الحروب مليئة بوخزات اللسان، وطعنات الكلام ... بالإضافة الى تفسخ المجتمع، وتضارب الأفراد.

فالزوجان تعيسان ... والأبوان عاقان ... والأولاد نكبات ... والمعاملات مشاكل ....وهكذا....وهلم جرا...

وبعد هذا كله ولا يزال الغرب والشرق وأذنابهما، تنفخ في المدينة الحديثة، والحضارة الجديدة، التي أسست على الكفر والمادية، وأتت بشعة مرة، يتجرعها البشر ولا يكاد يسيغها، ويأتيه الموت وما هو بميت! ومن ورائه عذاب غليظ!!

وهذا الكتاب يتعرض الى أطراف المجتمع حيث يظلله الإسلام بعدله وحكمته ورفاهه فإنه لا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً يسوده الرفاه والطمأنينة والعيش الرغيد في حب وهدوء والفة.

ولإعادة الإسلام الى الحياة وليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

هذه المقدمة ـ وهي التي كتبها المؤلف للكتاب ـ هي مجملة الأسباب الداعية الى كتابته بقلم الإمام الراحل سماحة السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته قبل ما يقارب النصف قرن من الزمان.

ومن ينظر الى العالم اليوم ليجد أن تلك المشاكل التي ذكرها المؤلف في تلك الأيام قد إزدادت وتشعبت بل وتبيّنت أسبابها وأربابها بوضوح جليّ، مما يؤكد تلك النظرة المعمقة الصحيحة التي إمتاز بها الكاتب.

 

مع الكتاب:

الكتاب بشكل عام متشكل من إثني عشر عنواناً رئيسياً مثلت بحوث الكتاب المحددة والمعالجة للمشاكل العالمية ولنأخذ مثالاً واحد من عناوين الكتاب إنموذجاً عاكساً للمواضيع الأخرى.

الإنسان وهو أول مواضيع الكتاب بحثاً أورد المصنف من خلاله نظرة الإسلام إليه وكذلك النظرتين الغربية والشرقية وبالتالي تبيان أصح النظرات من خلال المقارنة.

فعند الحديث عن النظرة الإسلامية يورد إبتداء الكثير من الخطابات الإلهية المنبثقة عن الإسلام والمقررة لتساوي البشر في الخطاب الرباني قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى‏ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء:70

وفي الحديث القدسي: «خلقت الأشياء لأجلك، وخلقتك لأجلي»

كما يرى الإسلام ان الموجودات خلقت لأجل الإنسان، فهو زهرة الكون، وخليفة الله في الأرض، ومن بيده مقاليد أسرار الكون التي أودعها الله فيه لمصلحته.

ومن هذه المكانة العظيمة التي أولا ها الإسلام للإنسان أي لغة بإطار التعظيم، وقرر مناهج ودساتير لحفظ حقوقه وصيانة عرضه وحرمة ماله ودمه ..فحرم إذائه ..وإهانته..وغيبته ...وغشه ...وبهته...

بعد ذلك يورد النظرة الأخرى أي القابلة للإسلام حيث قال: «أما الإنسان في ظل أنظمة الكفر ـ التي تستبد بالقيادة العالمية اليوم ـ فهو شيء مرذول مهان، يخاف أن يتخطف من حوله عرضة لكل إهانة وذلة، وقتل وتشريد، وفقر وجهل ومرض، وتسخير وجبر.

ولماذا لا يكون الإنسان كذلك بنظر الكفر؟

أنه مادة كسائر المواد، لا نفحة سماوية فيه، ولا روح مثالية تحليه، فهو كحيوان سائم، أو جماد متحرك لا أكثر ولا أقل...

 

من عناوين الكتاب:

الإنسان، السلم، القضاء، الدين والدنيا، النشاط، الحيوان والنبات، النكاح، العائلة، المتقاربون، المعاملات، المرأة، الثروة.

 

الحجم: رقعي 14×20

المطبعة: الاداب ـ النجف الأشرف.