![]() |
كتاب صعصعة بن صوحان تحديد للموقف وإبراز للتراث
قبل ما يقارب النصف قرن من الزمان شهد العالم الإسلامي ـ وما يزال يشهد ـ مداً إلحادياً وعلمانياً جذب الكثير من المسلمين إليه وأبعدهم عن دينهم وأصالتهم وحضارتهم بشبهاته ومغالطاته فأنتفض المؤمنون يتقدمهم العلماء العاملون والمثقفون والأدباء المؤمنون فحمى الوطيس في معركة فكرية أصبحت محور الصراع الإسلامي العلماني وفي جانب منه وجد المفكرون من المؤمنين أن سبب إتباع المد العلماني الشيوعي أو غيره كان يتمركز في شياع الجهل وقلة العلم ذلك العلم المؤدي الى الإرتباط الوثيق بين المسلمين ودينهم وسلفهم الصالح من أئمة الهدى وصحيحهم الأبرار. إن الجهود العظيمة والتاريخ المشرّف الذي تمثل في مسيرة حياة عظماء الإسلام والمواقف الخالدة والصمود العقائدي العجيب هو الذي أصّل الإسلام في نفسه ديناً خالداً وأعلى كلمته. ومن هنا قرر المؤمنون المجاهدون والمفكرون المبدعون مضاعفة الجهود من أجل زيادة الوعي الديني والكشف عن تراث الأمة الحضاري والإسفار عن قيمه لبيان الحق حقاً فيتبع ويزهق الباطل بعد أن يرى باطلاً. كربلاء المقدسة كانت من أهم المراكز الفكرية للإسلاميين بل كانت معقلاً للكثير من المفكرين ومن مساهمات كربلاء المقدسة يومها إصدارها للعديد من المجلات والمنشورات والكراسات الهادفة الى نشر الثقافة والوعي الإسلامي ومنها مجلة منابع الثقافة الإسلامية والتي كانت تصدر تحت إشراف الإمام الراحل سماحة السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته فكان بها مكتب خاص بكربلاء المقدسة يصدر كل شهر عدد خاص منها،وبين يدي الآن الكتابين 82 و83 من سلسلة كتب منابع الثقافة الإسلامية. وقد خص البحث فيهما حول سيرة حياة المجاهد الكبير والعقائدي الاصيل صعصعة بن صوحان أحد كبار صحابة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قام بكتابتهما سماحة السيد علي بن الحسين الهاشمي.
مؤلف الكتاب: ولد في النجف الأشرف عام 1328هـ أخذ مبادىء العلوم العربية والدينية بالنجف الأشرف لدى العلماء والفضلاء من أمثال الشيخ علي ثامر والسيد مهدي الأعرجي. هاجر الى بغداد عام 1370هـ ثم إنتقل منها الى الكاظمية المشرفة عام 1372هـ حيث مسكنه عندما كتب هذا المؤلف له تآليف قيمة مخطوطة ومطبوعة تربوا على العشرين وآخرها نتاجاً هذا الكتاب. له شعر رائق منشور على صفحات الجرائد والمجلات وله ولع متزايد بالكتب والمكتبة ولذلك جمع في مكتبته العامرة ما يربوا على أربعة آلاف من الكتب المطبوعة والمخطوطة ـ وفيها النادر الثمين ـ.
مع الكتاب: يبدأ الكتاب بمقدمة ذات أسلوب أدبي رائع توضّح إسلوب الكاتب الأدبي، ركز فيها على عظمة أمير المؤمنين عليه السلام جاعلاً منه بوابة الحديث حول أصحابه الكرام وحواريه العظام فذكر جملة منهم على نحو حبر الأمة عبد الله بن عباس وصعصعة بن صوحان وعمرو بن الحمق الخزاعي وميثم التمار وحبيب بن مظاهر الأسدي ورشيد الهجري رضوان الله عليهم. بعد ذلك يخصص البحث حول صعصعة العبدي رضوان الله عليه مبيناً لمكانته المرموقة وإنه سما الى أوج المعالي والكمال وقد أبهر العقول بجواباته الحاضرة في شتى المجالات وحيّر الألباب بخطاباته البليغة التي قرط بها الأسماع بين الفينة والأخرى. وكيف لا يكون ذاك وهو من آل عبد القيس من أشهر قبائل العرب وقد عرف كريم المحتد شريف النسب وقد إمتاز بشخصية تساير التاريخ بالفخر والإعتزاز. بعد ذلك ينتقل الحديث حول صعصعة تحت عنوان (إخوته) ذاكراً بأنه رضوان الله عليه له من الأخوة ما قد عرفوا بإسلامهم وجهادهم بل وشهادتهم في سبيل رفعة الإسلام وإحقاق الحق وكان أحدهم زيد بن صوحان الذي شهد معركة جلولاء فقطعت يده وشهد مع علي عليه السلام يوم الجمل وقد إستشهد في المعركة حيث قتله عمرو بن يثربي وكذلك قتل أخاه سيحان بن صعصعة بعد. ذلك يبحث مواقف عدة للمترجم يبين من خلالها صلد عقيدتة وإيمانه العميق فكان عاقبة ذلك أن ينفى عن مدينته التي طالما أحبها وتعلق قلبه بها الكوفة معقل شيعة أمير المؤمنين عليه السلام فيورد المؤلف قصة النفي كاملة. ومن المواقف التي يوردها الكتاب هي قصة إرسال أمير المؤمنين صعصعةَ الى معاوية وما جرى بينهما من حديث بحيث أن معاوية قال له: أما أن لو كانت الرسل تقتل في جاهلية أو إسلام لقتلتك. كما ويذكر المؤلف بطولات صعصعة في حرب صفين وإستبساله رضوان الله عليه في جانب الحق المتمثل بأمير المؤمنين عليه السلام. ومن الأمور التي إمتاز بها صعصعة أيضاً هي أنه كان يروي الحديث حيث روى عن أمير المؤمنين عليه السلام وقد روى عنه جماعة منهم أبو إسحاق السبعي والمنهال بن عمر وعبد الله بن بريدة وغيرهم.
من عناوين الكتاب: كلمة عمر لصعصعة، صعصعة يحاور عثمان، صعصعة وجماعة ينفون من الكوفة، صعصعة الرسول الى معاوية، صعصعة ووقعة صفين،صعصعة ومعاوية،صعصعة ومعاوية في الكوفة،معاوية يسأل صعصعة،محاورة صعصعة مع معاوية، فصاحة صعصعة وبلاغته، وفد العراقيين ومنهم صعصعة الى معاوية،بعض أجوبته،جواب صعصعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام في الموادعة، صعصعة يكلم الخوارج،عقيل يذكر صعصعة لمعاوية، صعصعة والفزاري، كلام صعصعة عند مصرع الراسبي، صعصعة يصف المنذر، صعصعة الشاعر، علي عليه السلام يعوّد صعصعة، وفاة صعصعة، ولد صعصعة.
عدد الصفحات: 72 الحجم: رقعي 14×20 المطبعة: الاداب ـ النجف الأشرف.
|
|